#ثورة_الخبز في اليمن: أطراف الحرب في مواجهة الجياع

15 ديسمبر 2020
أطلق ناشطون يمنيون حملة إلكترونية (عيسى أحمد/Getty)
+ الخط -

تصاعدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأصوات الغاضبة والداعية لثورة جياع في اليمن، وأطلق ناشطون يمنيون حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسوم أبرزها #ثورة_الجياع و#أنا_جائع_أنا_نازل و#ثورة_الخبز و#أنقذوا_الريال_اليمني تزامناً مع غضب شعبي متصاعد إزاء تدهور الوضع المعيشي.

وفقد الريال اليمني 250 في المئة من قيمته منذ العام 2015 الأجنبية، لكنه انهار بشكل متسارع خلال الأسبوعين الماضيين، ما تسبب بارتفاع المواد الغذائية.

وألقى الانهيار في العملة المحلية بظلاله على أسعار المواد الغذائية الأساسية ومنها القمح، ما دعا مخابز مدينة تعز إلى الإضراب عن العمل منتصف الأسبوع الماضي، بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار أقراص الخبز "الروتي".

ويوم السبت الماضي، انطلقت مظاهرات حاشدة في المدينة رفعت شعارات تندد بفشل الحكومة المعترف بها دولياً في إيقاف انهيار قيمة العملة. كما نددت بانتهاج التحالف وجماعة الحوثيين والحكومة سياسة التجويع لليمنيين مع استمرار الصراع المسلح في البلاد.

وشهدت مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج (جنوب)، قبل أيام عصياناً مدنياً شاملاً وأغلق التجار أبواب محلاتهم، بعد أن تجاوز سعر الدولار الواحد 900 ريال في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، فيما حافظ على استقراره بنحو 600 في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ورغم خفوت صوت الغضب على الميدان، لا يزال السخط الشعبي متصاعداً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق ناشطون على "فيسبوك" صفحة باسم تنظيم شعبي سموه "حركة ثورة الجياع" يتبنى خطاباً ثورياً ضد أطراف الصراع في اليمن.

وقالت الحركة في بيانها الأول إنها ستقف مع الكادحين لمواجهة الحرب الكارثية الناجمة عن نهب الثروات والسيطرة على المنافذ والمطارات وتعطيلها والحصار والتحكم بقرار الحكومة، ومنعها من العودة إلى الأراضي اليمنية.

ونددت الحركة بخروج دول التحالف عن دورهم المساند للشرعية إلى فرض الوصاية الكاملة على الشعب ومصادرة قراره السياسي والاقتصادي.

وتفاعل الناشطون على مواقع التواصل مع دعوات ثورة الجياع، وكتبت سما المخلافي "لم تعد حياة المواطن تطاق، ولم يعد واقعه البائس يحتمل كل هذا، وطن متهالك أصبح يحكمه ساسة من الفاسدين والمنافقين".

وأضافت "حرب جديدة غير متكافئة ضد المواطن المغلوب على أمره. عانى الكثير ومازال يعاني. فقر، تشتت، نزوح، فقدان الأحبة، دمار، ارتفاع جنوني لأسعار العملات. من المسؤول يا شرعيتنا الموقرة، من لا يستطيع إدارة البلاد فليرحل... كفى عبثاً فلترحلوا جميعكم إلى الجحيم ما دمتم غير قادرين على توفير أبسط أمور الحياة.. لقمة العيش لهذا المواطن".

واتهم منير حميد سيف الرئيس هادي وحكومته ومحافظ تعز باقتسام أموال الشعب، وقال في منشور له على "فيسبوك": "بينما هم يتقاسمون الملايين من أموال هذا الشعب نحن نكافح ونعمل كل شيء كي نطعم أولادنا وجبة أو وجبتين والمدعوم منا يضيف ربع دجاجة أو نص ويكون ذلك له عيد، إننا في كل يوم معركة ولا نعلم اليوم التالي كيف سنعمل وندبر والحمد لله، هم لا يعرفون ولا يحسون، حسبي الله ونعم الوكيل".

وقالت خديجة عبد الملك: "خرج الانقلابيون بحجة إعادة الاعتبار للعملة والقضاء على الجوع، فجاع بسببهم 25,000,000 يمني، وتراهم اليوم فرحين في صنعاء لثورة الخبز في تعز... وما علموا أن في كل بيت مأساة يهتز لها عرش السماء بظلمهم".

وفي صنعاء والمحافظات المجاورة لها، تفرض جماعة الحوثيين قبضة أمنية مشددة لقمع أي دعوات احتجاجية، فمنعت الناشطين في مناطق سيطرتها من تنظيم أي تظاهرات خصوصاً مع تردي الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات النفطية.

المساهمون