"تويتر" تغرق في التخبّط والأخطاء

10 مارس 2023
مخاوف أمنية عدة برزت بعد صرف الموظفين (جوناثان را/ Getty)
+ الخط -

 

في الأشهر الأولى التي أعقبت تولي إيلون ماسك إدارة موقع تويتر، وما تلاها من ضياع وغموض وتسريح موظفين، واجهت المنصة انقطاعات عدة. كذلك عرف الموقع في مناسبتين قريبتين يفصل بينهما شهر تقريباً، تغييرات طفيفة على كود "تويتر" أدت إلى تعطيله. أما الإثنين الماضي فمجدداً بات الوصول إلى الموقع مستحيلاً بالنسبة لملايين المستخدمين، وهو ما فتح الباب أمام عشرات الأسئلة حول القدرة الحقيقية لإيلون ماسك على إدارة موقع بهذا الحجم، ومع هذا العدد الضخم من المستخدمين، خصوصاً أنه يدير "تويتر" بالعقلية نفسها التي يدير بها باقي شركاته الخاصة، غير مدرك للفرق بين منصة تواصل اجتماعي، وبين شركة لصناعة السيارات الكهربائية مثلاً.

إيلون ماسك: القيادة الهشة

كتب إيلون ماسك بعدما أصبح الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، في تغريدة: "كان لتغيير بسيط في واجهة برمجة التطبيقات تداعيات هائلة. حزمة التعليمات البرمجية هشة للغاية من دون سبب وجيه. ستحتاج في النهاية إلى إعادة كتابة كاملة". وكانت تلك المرة الثانية التي يستخدم فيها كلمة "هشة" عند الحديث عن المنصة. منذ توليه منصبه القيادي في "تويتر"، سرّح ماسك أكثر من ثلثي موظفي الشركة، وشرع في خفض التكاليف ولجأ إلى خطة عمل قاسية، دفع من خلالها موظفين إضافيين إلى مغادرة الشركة بإرادتهم رفضاً لظروف عمل وصفوها بـ "متشددة للغاية". وكشفت عمليات التسريح الجماعي عن مخاوف كبرى بشأن قدرة "تويتر" على الاحتفاظ بالوظائف الأساسية، إذ تقلّصت فرق الهندسة المهمة إلى موظف واحد أو صفر، كما ألغيت مهام أقسام كاملة.

وقال مهندس سابق عمل في "تويتر" لصحيفة واشنطن بوست، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني: "كل خطأ في الكود والعمليات مميت الآن"، موضحاً أن الموظفين الموجودين في الشركة "سيكونون مرهقين، وسيعملون فوق طاقتهم، وبسبب ذلك، من المرجح أن يرتكبوا أخطاء". وهو بالفعل ما بدأ يظهر جليا في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

فوضى صرف الموظفين

قبل استحواذ ماسك على "تويتر" كان لدى الشركة فريق لتقييم المخاطر يفحص التغييرات التي تحصل على مدار اليوم بحثاً عن المشكلات المتوقعة. وكانت عملية تقييم المخاطر تركّز على الإبلاغ عن الأزمات المحتملة قبل ظهورها. لكن الفريق تعرّض للتسريح بعد استحواذ ماسك، حسبما ذكرت الصحيفة الأميركية، مما أدى إلى غرق المنصة بالأخطاء والمشاكل. ومنذ توليه منصبه، اتبع ماسك خطة لخفض 75 في المائة من موظفي الشركة، وخفض التكاليف بشكل كبير، ومتابعة تدفق الإيرادات الجديدة، مثل فرض 8 دولارات شهرياً على علامات التحقق الزرقاء المميزة للشركة. يحصل كل ذلك بينما الأقسام الأساسية التي يفترض أن تحمي خصوصية المستخدمين، شبه غائبة بسبب صرف موظفيها.

فوضى متواصلة

لكن صرف الموظفين لم يكن المشكلة الوحيدة. بل تخبطت الشركة في قرارات خاطئة عدة، مثل الطرح الفاشل لميزة علامة التحقق، مما أدى إلى سِرب من منتحلي الشخصية ودفع "تويتر" إلى إيقاف الخدمة مؤقتاً. كما تعهد ماسك بـ"إعادة حرية التعبير" إلى المنصة، وتزامن ذلك مع طرد مديرين عملوا على حماية المنصة من خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، وهو ما جعل من المنصة، مساحة لبث الشائعات ونظريات المؤامرة من جديد. من ضمن وعود ماسك، كان الشفافية التامة حول طريقة إدارة الشركة، لكنه اتخذ إجراءات صارمة ضد تسريب معلومات من الداخل تحت قيادته.

لكن تفاصيل أكثر خطورة تعيشها الشركة حالياً. فحتى قبل استحواذ ماسك حذر موظفو "تويتر" من نقاط الضعف في الموقع في حالة انقطاع الخدمة، وإمكانية فقدان البيانات في ظل غياب أي قدرة على استردادها. لكن رغم المخاوف بشأن البنية التحتية الضعيفة لـ"تويتر"، أمر ماسك بإغلاق أكبر مركز بيانات للشركة، في ساكرامنتو، في ديسمبر/كانون الأول، حسبما ذكرت "واشنطن بوست" حينها.

إعادة كتابة كود "تويتر"

في محادثات جماعية بين المهندسين الحاليين والسابقين، تكهن البعض بأن انقطاع شهر ديسمبر/كانون الأول قد حدث بعد خطأ في تحديث البرنامج الخاص بالموقع. وتكرر ذلك الإثنين الماضي، ليقترح ماسك مرة أخرى إعادة كتابة كود "تويتر" بالكامل. لكنه حتى اليوم فشل في شرح ما هي الحاجة الملحة لإعادة كود المنصة ولا كيف حصل ذلك، ليبقى كلامه، مجرد تغريدات، بينما يغرق الموقع يومياً في مشاكل متلاحقة.

المساهمون