استمع إلى الملخص
- **الإجهاض والحرب في أوكرانيا**: وصف ترامب الديمقراطيين بـ"المتطرفين" في قضية الإجهاض، ونفى ادعاءاته حول تأييد تيم والز "الإعدام بعد الولادة". حول أوكرانيا، نفى ترامب محاولة هاريس التفاوض مع بوتين وزيلينسكي قبل الحرب.
- **الشرق الأوسط وأداء المذيعين**: اتهم ترامب هاريس بأنها "تكره" إسرائيل، وهو ما نفته هاريس. أثار أداء مذيعي "إي بي سي" غضب الجمهوريين، بينما أشاد بعض الصحافيين بتغطيتهم.
شهدت المناظرة الأولى، الثلاثاء، بين كامالا هاريس ودونالد ترامب المرشحين الأساسيين في انتخابات الرئاسة الأميركية التي تقام في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، نقاشات حامية وتبادلاً لاتهامات مختلفة. تراشقت نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بمعلومات وادعاءات متنوعة على امتداد المناظرة الساخنة. وقامت وكالة فرانس برس بالتحقق من صحة ما قاله الطرفان حول عددٍ من القضايا الرئيسية.
الوضع الاقتصادي
عندما سُئلت عما إذا كان الأميركيون أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات، لم تعط هاريس إجابة مباشرة. واتهمت ترامب بأنه ترك للديمقراطيين "أسوأ مستوى بطالة منذ الكساد الكبير". هذه مزاعم مضللة. إذ ارتفعت البطالة إلى 14,8% في إبريل/نيسان 2020 مع القيود الوقائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة. أما في الوقت الذي غادر فيه ترامب منصبه، فكانت نسبة البطالة 6,4%.
في الإطار الاقتصادي أيضاً، قالت هاريس إنها ستقدم في حال انتخابها، تخفيضاً ضريبياً للعائلات يصل إلى 6 آلاف دولار عن كل طفل تنطبق عليه المواصفات، إضافة إلى اقتطاع ضريبي بقيمة 50 ألف دولار للشركات الصغيرة، إذا انتُخبت رئيسة. كذلك، اتهمت منافسها بأنّه سيغلِّب مصلحة أصحاب المليارات والشركات على أي شخص آخر، كما قالت إنه خطّط لفرض ضريبة مبيعات من شأنها أن تضر بالأميركيين العاديين.
من جهته، ردّ ترامب بالقول إن إدارة جو بايدن تسببت بأعلى معدل تضخم في تاريخ الولايات المتحدة، متحدثاً عن زيادة بنسبة 21% وحتى 60% على بعض السلع.
هذه الأرقام مضللة وغير صحيحة، بحسب "فرانس برس"، إذ يبلغ التضخم حالياً 2,9%، في تراجع عن الذروة التي بلغها عام 2022 بوصوله إلى 9,1%. بكل الأحوال، يظلّ هذا الرقم أدنى بكثير من أعلى مستوى تاريخي بلغ 23,7% في عام 1920.
كذلك، أنكر ترامب أنه سيفرض ضريبة مبيعات لكنه اعترف بأنه سيفرض رسوماً جمركية على البضائع المستوردة بحد أدنى يبلغ 10%. بحسب الخبراء، فإن الرسوم الجمركية تعادل فرض ضريبة على المستهلكين الذين ينتهي بهم الأمر إلى دفع مبالغ إضافية مع انتقال التكاليف إليهم.
الهجرة و"جرائم المهاجرين"
شكّل موضوع الهجرة محوراً لنقاش مليء بالادعاءات المضللة من الرئيس السابق دونالد ترامب. على سبيل المثال، زعم المرشح الجمهوري أن "ملايين الأشخاص" من دول مثل فنزويلا، "من مؤسسات الأمراض العقلية والمصحات النفسية"، يدخلون الولايات المتحدة ويرتكبون جرائم.
وكرّر ادعاء لا أساس له انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بأن المهاجرين يأكلون حيوانات أليفة بما في ذلك في سبرينغفيلد في ولاية أوهايو. قال ترامب: "في سبرينغفيلد، يأكلون الكلاب، هؤلاء الأشخاص الذين جاؤوا إليها، ويأكلون القطط. يأكلون الحيوانات الأليفة التي يملكها السكان. هذا ما يحدث في بلدنا".
كلام ترامب استدعى سخرية هاريس التي ضحكت وهزت رأسها مستنكرة. مع العلم أن الشرطة والسلطات المحلية في أوهايو نفت وجود تقارير موثوق بها عن جرائم قتل للحيوانات.
كذلك، تفيد بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي لعام 2022، وهي أحدث البيانات المتوافرة، بأن الجرائم العنيفة وجرائم الاعتداء على الممتلكات في الولايات المتحدة تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقود. بدورها، سجلت دراسة نُشرت في يونيو/ حزيران 2023 انخفاض معدلات الدخول إلى السجن بين المهاجرين من كل المناطق منذ العام 1960.
إضافةً إلى ذلك، وجد بحث آخر أن المهاجرين يرتكبون جرائم عنيفة بمعدلات أقل من المواطنين الأميركيين. كما تظهر أرقام مكتب التحقيقات الفيدرالي للأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024 انخفاضاً بنسبة 15% في الجرائم العنيفة والتعدي على الممتلكات على أساس سنوي.
وكانت الهجرة غير القانونية خلال إدارة ترامب أعلى مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وفي وقت سابق من هذا العام، وصلت الهجرة غير النظامية إلى مستوى تاريخي مرتفع. لكنها انخفضت منذ صدور أمر تنفيذي يقيدها في يونيو الماضي.
من ناحيتها، قالت هاريس إن ترامب وضع حرصه على تحسين حظوظه بالفوز فوق السياسات العامة من خلال إصدار أمر للجمهوريين في فبراير/ شباط الماضي بإفشال مشروع قانون تقدم به مشرّعون من الحزبين، وكان من شأنه أن يشدد السياسات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وهذا حرم الديمقراطيين فعلياً من تسجيل انتصار في مسألة الهجرة في عام انتخابي.
الإجهاض
وصف ترامب الذي عيَّن ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا التي ألغت قضية "رو ضد وايد"، وهي سابقة ضمنت الحق في الإجهاض، الديمقراطيين بأنهم "متطرفون" في هذه القضية، كما ادعى أن المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز يؤيد "الإعدام بعد الولادة، إنه إعدام، وليس إجهاضاً لأن المولود بحالة جيدة وهذا أمر لا أستصوبه".
هذه المعلومة المضللة وغير الصحيحة، استدعت تدخل المشرفة على المناظرة لينسي ديفيس التي قالت لترامب: "لا توجد ولاية في هذا البلد يُعد فيها قتل طفل بعد ولادته قانونيا". وهو ما أكدته هاريس بدورها: "لا توجد في أي مكان في أميركا امرأة تصل إلى نهاية حملها وتطلب الإجهاض. هذا لا يحدث".
وأضافت: "إذا أعيد انتخاب دونالد ترامب، سيوقع حظر الإجهاض على المستوى الوطني". لكن الرئيس السابق رد فوراً "لن أوقّع حظراً"، مؤكداً أن هذه المسألة متروكة للولايات لتقرر ما تراه مناسباً.
الحرب في أوكرانيا
أثناء مناقشة حادة حول الحرب الروسية على أوكرانيا، نعت ترامب هاريس بصفة "المبعوثة"، قائلاً إنها حاولت تجنب الحرب بالتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال: "أرسلوها للتفاوض على السلام قبل بدء هذه الحرب. أرسلوها للتفاوض مع زيلينسكي وبوتين. وفعلت ذلك وبدأت الحرب بعد ثلاثة أيام".
هذا الادعاء كاذب، إذ لم تقابل هاريس بوتين ووصفت ادعاء ترامب بأنه كذب. فيما كانت قد التقت زيلينسكي بصفتها نائبة للرئيس في مؤتمر ميونخ الأمني قبل فترة قصيرة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
الشرق الأوسط وإسرائيل
في سياق الحديث عن حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة والأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط، قال الرئيس السابق إن هاريس "تكره" إسرائيل.
وأضاف ترامب: "إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة خلال عامين من الآن"، من دون أن يقدم أي دليل على هذا الادعاء. وتابع: "سيتم تفجير المكان بأكمله... ستختفي إسرائيل". فيما أنكرت هاريس هذا الادعاء، وقالت إنّه غير صحيح، مؤكدةً أنها دعمت إسرائيل طوال مسيرتها السياسية.
أداء مذيعي "إي بي سي" يغضب الجمهوريين
في المحصلة، شهدت المناظرة التي شاهدها ملايين الأميركيين عبر قناة إي بي سي سيلاً من الادعاءات والأخبار الكاذبة التي قدمها ترامب بالمقارنة مع منافسته هاريس. وهو أمر استدعى تدخل منسّقي المناظرة ديفيد موير ولينسي ديفيس لتصحيح مزاعم الرئيس السابق ونفي بعض المعلومات المضللة التي روّجها خلال النقاش.
وهو أمر أزعج ترامب الذي اتهم مذيعي الشبكة الأميركية بالتحيّز لمصلحة هاريس، وقال المرشح الجمهوري في منشور على منصته تروث سوشيال: "أعتقد أنّ هذه كانت أفضل مناظرة لي على الإطلاق، خاصة أنها كانت مواجهة بين ثلاثة ضد واحد!".
انتقل الموقف المستاء من "إي بي سي" ووسائل الإعلام من ترامب إلى أنصاره ومؤيدي الحزب الجمهوري، الذين شعروا بخيبة الأمل من عدم نجاح الرئيس السابق في حسم المناظرة لمصلحته، بحسب موقع بوليتيكو الأميركي.
وقال السناتور الجمهوري عن ولاية أركنساس، توم كوتون، للصحافيين: "كانت مواجهة ثلاثة ضد واحد. لقد استمروا في ما يسمونه التحقق من صحة ما يقوله دونالد ترامب، ولم يفعلوا ذلك مع كامالا هاريس". بدوره، قال عضو اللجنة الوطنية الجمهورية من ماريلاند، ديفيد بوسي: "لديك مذيعان عملا كعضوين في حملة هاريس الانتخابية".
وفقاً لـ"بوليتيكو"، عمل ترامب طوال أسابيع على إشاعة جو يؤكد أن المناظرة ستكون منحازة ضده، وذكّرت بادعائه الأسبوع الماضي أن هاريس ستتلقى أسئلة المناظرة بشكل مسبق من "إي بي سي".
بعد وقتٍ قصير على بدء المناظرة التي دامت 90 دقيقة، انتشر الكثير من الاعتراضات والتعليقات المنتقدة لمديري المناظرة عبر منصات التواصل الاجتماعي من قبل مناصري ترامب، والذين حملوهما مسؤولية الأداء المتقلب للمرشح الجمهوري خلال النقاش.
من ناحية أخرى، أشاد بعض الصحافيين الذين يغطون عمل وسائل الإعلام بأداء ديفيس وموير، ونشر فرانك لونتز، المعارض لترامب، إشادة بالمشرفين على المناظرة عبر منصة إكس، بفضل قدرتهم على "تغطية مجموعة أوسع من الموضوعات مقارنة بمعظم المناظرات".
فيما لم يصدر أي تعليق من قبل شبكة إي بي سي على تعليقات ترامب.