تعليق حساب ترامب على "تويتر" يقسم المغردين: خطوة متأخرة أم رقابة؟

09 يناير 2021
حاصرت منصات التواصل الاجتماعي ترامب بعد اقتحام الكابيتول (تاسوس كاتوبوديس/Getty)
+ الخط -

علّقت شركة "تويتر" حساب ترامب بشكل دائم، يوم الجمعة، بعد يومين من أعمال العنف التي قام بها مناصروه مع اقتحامهم مبنى الكابيتول لساعات. وقال الموقع في بيان "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة على حساب دونالد ترامب وللسياق الحاليّ (...) علّقنا الحساب نهائياً بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف".

وكان "فيسبوك" ومواقع أخرى مثل "سناب شات" أو "تويتش" علقت أيضاً حسابات الرئيس المنتهية ولايته لفترة غير محددة.

لكن مع أكثر من 88 مليون متابع، كان "تويتر" المنصة المفضلة لترامب للقيام بإعلانات سياسية أو مهاجمة وسائل إعلام أو إهانة خصومه يومياً. وبعد وقت قصير من إقدام "تويتر" على تعليق الحساب الشخصي لترامب، غرّد مستخدماً الحساب الرسمي لرئيس الولايات المتحدة: "لن نسكت"، متوجهاً إلى "75 مليون وطني" صوتوا له. وتحدث عن رد ضد الشبكة التي "تحظر حرية التعبير" واحتمال إطلاق منصته الخاصة في مستقبل قريب، عبر سلسلة تغريدات، سرعان ما حذفها "تويتر".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وقد خلف قرار شركة "تويتر" ردود فعل متباينة، إذ انقسم المعلقون بين مؤيد للخطوة التي ستلجم ترامب عن تصريحاته المحرّضة، وبين معارض لها ومتمسك بحرية التعبير.

وكتب رئيس منظمة "ميديا ماترز فور أميركا" غير الحكومية، أنغيلو كاروسون: "حين يتحرك (تويتر) ومواقع أخرى الآن، فإن ذلك يشبه قيام كبار المسؤولين في الحكومة بتقديم استقالاتهم قبل أيام من انتهاء الولاية (ترامب)، هذا أمر قليل جداً ومتأخر جداً". وأضاف "لو تحركوا في وقت أبكر، لكان من الممكن تجنب الأحداث الرهيبة التي وقعت الأربعاء".

لكن كايت روان من "جمعية الدفاع عن الحقوق المدنية" قالت "نتفهم الرغبة في تعليق (حساب الرئيس)، لكن يجب أن يقلق الجميع حين يكون لدى هذه الشركات القدرة على شطب حسابات أشخاص عن منصاتها التي باتت لا غنى عنها كوسيلة تعبير لمليارات الأشخاص".

السيناتور الديمقراطي الذي ينتقد دائماً شركات "وادي السيليكون"، مارك وارنر، وصف خطوة "تويتر" بـ"المتأخرة"، مضيفاً "علينا التذكر أن هذه المسألة أكبر بكثير من شخص واحد. إذ تتعلق بنظام كامل يسمح للمعلومات المضللة والكراهية بالانتشار والتفاقم من دون رادع".

محامي ترامب السابق مايكل كوهين غرد أن الرئيس "يعتمد على (تويتر) كاعتماده على الأكسجين. إنه يجن الآن".

وعبرت المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون عن رضاها على الخطوة، بينما وصفها نجل دونالد ترامب جونيور والمندوبة السابقة إلى الأمم المتحدة نيكي هالي بالرقابة التي تشبه أحداث رواية "1984" لجورج أورويل أو ما يحصل في الصين.

من العالم العربي، غردت الكاتبة أحلام مستغانمي: "بعد أن تمّ محاصرة #ترامب إعلاميًا وتجريده من سلاحه الفتاك، وعصاه السحريّة، في وسائل الإعلام الإجتماعي، أثبتت شركات التكنولوجيا العملاقة بأنها السلطة الحقيقية، وبإمكانها تحويل رئيس أكبر دولة في العالم إلى ديك يصيح في حيّه. وإذا ما ربّاك أبوك يربيك #تويتر و #فيسبوك".

وقال داوود البصري: "تجميد حساب الرئيس ترامب في تويتر قمة في الاستخفاف بحرية التعبير وعمل استبدادي يؤكد أن مايسمى بالديمقراطية مجرد كلاوات؟؟".

وعلق محمد الخطيب: "من دون رتوش... من يتحكم في منصات التواصل يتحكم في العالم... وهذا ما تبين حقيقة عندما أوقف ترامب عن الكتابه في (تويتر) و(فيسبوك)... أصبح معزولاً عن العالم. تأثير السوشال ميديا مخيف".

 ورأى الصحافي ياسر أبو هلالة أن "من يدافعون عن حق ترامب في (تويتر) كمن يدافعون عن حق منفذ مجزرة مسجد نيوزلندا في استخدام منصة (فيسبوك)، هذا رجل خطير على الجنس البشري، وليس على مصلين في مسجد! منصات التواصل لم تكن قادرة على مواجهته في أوج قوته وكان سيدمرها".

وغردت المذيعة غادة عويس: "ترامب محظور على (تويتر) في هذه الأثناء. عظمة الديمقراطية ودولة المؤسسات! وهذا هو الفرق بين عالم ثالث يحظر حرية التعبير عن الشعب عندما يثور ضد الطغاة وعالم متقدم يحظر التحريض والفوضى التي يثيرها رئيس نرجسي معجب بدكتاتور من العالم الثالث!".

المساهمون