تسريب نهاية المسلسلات الرمضانية: التشويق المضاد

07 مايو 2021
مسلسل "2020" من بطولة نادين نسيب نجيم وقصي خولي (فيسبوك)
+ الخط -

​أيام قليلة وتطوي مسلسلات الموسم الرمضاني حلقاتها الأخيرة. موسم حفل بالعديد من الأعمال الدرامية التي تباينت في المستوى العام، لجهة النصوص والتنفيذ والإخراج والأداء.عام 2016، سُرّبت من القاهرة مجموعة لا بأس بها من الحلقات الأولى لمسلسلات خاصة بموسم الدراما الرمضاني. ومنذ ذلك الوقت، حاول المنتج المصري السيطرة على إنتاجه المحلي، لضمان عدم تسريب أي حلقة من الأعمال الضخمة والخاصة بالموسم نفسه.

ويشاع، أحياناً، أن بعض شركات الإنتاج هي التي تحاول "تسريب" الملصق أو بعض المشاهد، استباقاً لحملة التسويق بعد دخول المسلسل مجال العرض التلفزيوني، وبعضهم يعمد إلى ذلك طمعاً في إثارة البلبلة، وكسب ترقب المتابعين أو الجمهور لهذه الأعمال.

يوم الإثنين الماضي، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو خاصاً مُسرّباً من مسلسل "2020"، لبلال شحادات ونادين جابر، وإخراج فيليب أسمر. الفيديو يتضمن بعض الأحداث و"يحرق" ما يفترض أنها مشاهد مشوّقة ينتظرها المشاهد.

الواضح من خلال الثواني القليلة للفيديو المسرب أنه مأخوذ عن طريق الهاتف المحمول. وهذا يعني أن التسريب تم من قبل محطة تلفزيونية تعرض المسلسل، حاول عامل فيها استباق الأحداث وإثارة البلبلة.

على الرغم من النجاح الذي حققه "2020"، اختلفت الآراء حول مضمون الفيديو وإمكانية وقوع النقيبة في قوة مكافحة المخدرات "سما" (نادين نسيب نجيم) في قصة حب مع تاجر المخدرات "صافي" (قصي خولي). كل ذلك جاء خدمة لشركة الصبّاح للإنتاج، رغم التزامها الصمت حيال ما سُرّب.

يبدو أن شركات الإنتاج أو المحطات التلفزيونية تسعى إلى تغليب التشويق على كل الأعمال التي تعرض في رمضان، في وقت يتردد أن عدداً من الفنانين أو الممثلين أبدو استياءهم جراء التسريب الخاص بمقاطع من مسلسل "2020"، فيما التزمت الشركة المنتجة الصمت بانتظار معرفة الحقيقة كاملة.

هل باستطاعة المنتج العربي الترويج بهذه الطرق لأعماله، ولو جاء ذلك على حساب الثقة بالمسلسل والفريق العامل؟ سؤال لا بد أن يجد متسعاً من النقاشات الخاصة بالدراما العربية، لكنه اليوم لا يعدو كونه مجرّد خيار فردي لإنسان وجد المادة وحاول التسويق لها عن طريق التسريب. والأهم من هذا كله هو كسب تفاعل الناس مع الحكاية أو الصدمة التي ينقلها مشهد الثواني للتسريبات إلى العالم، وبعض المواقع البديلة، وتأثيره على المتابعين بشكل يقلّل من أهمية المتابعة إلى النهاية، في ظل تسارع التقنيات، واتجاه الناس إليها بشكل أو بآخر.

مهما كانت محاولات التسويق، أو التسريب، إلا أنها، في النهاية، ستصب في خانة واحدة، تكمن في قيمة المحتوى والتفاعل المنطقي للأحداث الواجب مراعاته من قبل الكاتب والمخرج والممثلين والمنتج، بهدف الخروج بنتيجة مرضية أو مربحة لكل الأطراف.

المساهمون