"تريو نايت" في الرياض وإساءة التنفيذ

04 يناير 2023
مشاكل تقنية سيطرت على الحفل (فيسبوك)
+ الخط -

تأتي محاولة شركة روتانا مجدداً لابتداع وسائل جديدة في الحفلات والمهرجانات، مكررة ومألوفة، فالشركة منذ سنوات طويلة، حاولت أن تكون سبّاقة لاي حدث فنّي يقام، فكيف إذا كان الحدث برعايتها؟ خصوصا أمام امتحان صعب، يتمثل في المسؤولين عن هيئة الترفيه السعودية بداية، ثم الجمهور السعودي.
ما شاهدناه ليلة رأس السنة في الرياض، لا يعدو كونه تجمّع دأب مدير روتانا للصوتيات، سالم الهندي، على إقامته في مناسبة أو من دون، متسلحاً بالإعلام المحيط به لزيادة الترويج، متخذاً من موقعه وسلطته على الفنانين الحق في فرض شروط لا يستطيع أي الفنان رفضها.
قبل سنوات، ارتفعت وتيرة الخلاف بين مجموعة من الفنانين الذين شكلوا نواة أمسية "ترويو نايت". أمسية نقلها تلفزيون LBCI اللبناني. والواضح أن روتانا استعانت بإعلام لبنان مجدداً، على الرغم من نقل الحفل مباشرة على فضائيات سعودية، وكذلك بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي. المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال لم تكتف بنقل الحدث مباشرة، بل انتدبت مراسلة الأخبار، رنيم أبو خزام، التي قضت يومها في بث رسائل مباشرة على الهواء حول الحدث. وسُمح لها بالدخول إلى الكواليس، وذلك بمباركة من "روتانا"، في حين حُرم عدد كبير من الصحافيين من الحضور.
لم يكن التنسيق حاضراً بين المنظمين وبين الفرق الموسيقية والفنانين. مجموعة من المغنين المشاركين لم يؤدوا بروفات ضرورية لاجتماع ثلاثة منهم معاً على المسرح. محاولة ترويج باهتة قررت "روتانا" تزيينها ليلة رأس السنة، ولم يسعفها الديكور المبهر للمسرح.

نجوم وفن
التحديثات الحية

من اللحظات الأولى لصعود المغنين على المسرح، بدأت التعليقات السلبية ضد ما يعرض. مشهد وُصف بـ "النشاز"، إذ خرجت إليسا عن النوته، لتتدارك أصالة الأمر وتعيد الإيقاع إلى مكانه السليم في مشهد أخفقت فيه حتى الفرق الموسيقية المرافقة للمغنيات في تولّي الإيقاع بانضباط. تمايلت المغنيات في الحفل، وبدلن ثيابهنّ عدة مرات، لكن كل هذا جاء على حساب جودة الغناء والأداء.

قبل سنوات، اعتمد سالم الهندي على مثل هذه المشاريع الفنية، التي كانت تقام في دبي والكويت، قبل انفتاح الرياض على الغناء. مشاريع لم تحقق تقدمًا فنيًا، ولم تزد من نجاح الشركة التي تتهاوى، بل جاءت كتسويق دعائي لـ "روتانا" التي يديرها الهندي، إضافة إلى فقاعات من الأخبار والشائعات التي يلحق بها هواة ومعجبون عن طريق التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
اليوم، بعد أكثر من 17 عامًا على هذه العروض التي تجمع نجوماً، لم تتبدل الصورة. لكن ذلك يشكل مادة يتيمة لبرنامج تلفزيوني سعودي، وبعض المواقع الإلكترونية التي تُسرِع إلى مثل هذه السباقات، لتعلن مثلاً مصالحة بين إليسا ونانسي عجرم، وبين إليسا وأصالة نصري، تُنقل تفاصيلها مباشرة إلى الجمهور من الكواليس.
صورة كان بإمكانها أن ترقى إلى أمسية غنائية تستحق المتابعة والعودة إليها بعد وقت، لكنها لم تنجح.

المساهمون