تحرير الشام تعتقل ناشطاً مدنياً في إدلب وتمنع ذويه من معرفة مكانه

14 فبراير 2022
محمد اسماعيل لا يزال معتقلاً (تويتر)
+ الخط -

تواصل "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) انتهاكاتها ضد النشطاء العاملين في المجالين المدني والإعلامي ضمن (منطقة إدلب)، في ظل فرضها هيمنتها العسكرية والأمنية في المنطقة عبر "جهاز الأمن العام" الذراع الأمنية للهيئة.

وقال فريق توثيق "انتهاكات جبهة النصرة" على حسابه الرسمي في "فيسبوك" إن الناشط المدني، محمد اسماعيل، لا يزال معتقلاً من قبل "هيئة تحرير الشام" منذ 25 يوماً، من دون معرفة سبب الاعتقال، أو مكانه، أو السماح لذويه بزيارته.

بدوره، أكد عاصم زيدان مدير فريق "توثيق انتهاكات جبهة النصرة"، في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الناشط المدني محمد عبد الكريم اسماعيل المتحدر من مدينة سراقب شرق محافظة إدلب، ويعمل منسقا ولوجستيا ضمن منظمة نقطة بداية (Start Point)، اعتقله جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام في 17 من يناير/كانون الثاني الفائت على حاجز أمني للهيئة في منطقة صلوة غرب محافظة حلب، لأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن"، مضيفاً أن "تحرير الشام أفرجت عن إسماعيل في 18 يناير/كانون الثاني الفائت، وتركت الهاتف المحمول الخاص بإسماعيل لديها ضمن مركز الاعتقال".

وأوضح زيدان: "في 20 يناير/كانون الثاني، طلب أمن تحرير الشام من إسماعيل مراجعة المكان الذي كان معتقلاً فيه ليتم تسليمه هاتفه المحمول، وهو في الطريق لمركز أمن الهيئة تم اعتقاله على حاجز أمني لتحرير الشام يقع على طريق مدينتي معرة مصرين - إدلب".

وأشار إلى أن "تحرير الشام دهمت منزل إسماعيل عقب اعتقاله، وصادرت كافة معداته الشخصية من منزله الكائن ضمن مدينة معرة مصرين شمال محافظة إدلب، ولا يزال معتقلاً حتى اللحظة".

ولفت إلى أن "نشر الأخبار عن اعتقاله من قبل ذويه وأقاربه تأخر لأنه كانت هناك مفاوضات بين ذوي إسماعيل والهيئة لإطلاق سراحه، لكن جميع الوعود التي أعطتها الهيئة لذويه بإطلاق سراحه كانت مخادعة".

ونوّه مدير فريق التوثيق إلى أن "محمد من الشبان الأوائل الذين شاركوا في الحراك الثوري ضد النظام السوري ضمن مدينة سراقب، مسقط رأسه، وعمل حينها في لجان التنسيق والمجالس المحلية في المدينة كناشط إعلامي ومدني، كما أنه شارك في العديد من النشاطات المدنية، وعمل بعدها مع أكثر من مركز ووكالة إعلامية منها وكالة سمارت".

وأشار زيدان إلى أن "ذوي إسماعيل طلبوا زيارته، وتوضيح سبب اعتقاله والتهمة الموجهة له، لكن الهيئة رفضت الإفصاح عن مكان اعتقاله، ورفضت توضيح أسباب الاعتقال، في ظل رفض تحويله إلى القضاء لمعرفة أوضاعه الصحية".

في السياق، توفي الشاب أحمد عمر عبوس، المتحدر من قرية كفرلاتا في منطقة جبل الأربعين جنوبي غرب محافظة إدلب قبل قرابة الـ15 يوماً في سجون "هيئة تحرير الشام"، دون تسليم جثته لذويه أو السماح لهم بمعرفة التهمة الموجهة له.

ولفت زيدان إلى أن "عبوس تم اعتقاله من قبل جهاز الأمن العام التابع لتحرير الشام في الأول من مايو/أيار العام الفائت من منزله الكائن في منطقة جبل الأربعين جنوبي غرب محافظة إدلب، دون معرفة أسباب الاعتقال".

وأكد أن "ذوي عبوس أشاروا إلى أن أحمد لم يكن عليه أي مشاكل سابقة أو محاكمات"، لافتاً إلى أنه "منذ 15 يوماً وصل خبر لذوي أحمد أنه توفي في سجون تحرير الشام، وعقبها طالبوا تحرير الشام بتسليم جثته لدفنها، إلا أن الهيئة رفضت تسليم الجثة".

وبحسب زيدان، فإن فريق "انتهاكات جبهة النصرة"، وثق خلال العام الفائت 2021، 17 شخصاً بينهم 5 أطفال، و3 نساء قُتلوا على يد "هيئة تحرير الشام"، بالإضافة لتوثيق 139 حالة اعتقال تعسفي بينهم نساء وأطفال، و13 اعتداء على المدنيين، و8 حالات اعتداء على مرافق عامة وخاصة ضمن مناطق سيطرتها في (منطقة إدلب)، والتي تضم أجزاء من ريف حماة، وأجزاء من ريف حلب الغربي، وأجزاء من ريف اللاذقية الشرقي الشمالي.

المساهمون