برمجيات إسرائيلية استخدمت في التجسس على انفصاليي كتالونيا

كشف "سيتيزن لاب"، وهو مختبر متعدد التخصصات مقره مدرسة مونك للشؤون العالمية والسياسة العامة في جامعة تورنتو، الإثنين، أنّ هواتف عشرات المؤيدين للانفصال شمال شرق كتالونيا، وبينهم مسؤول المنطقة، قرصنت ببرمجيات تجسس مثيرة للجدل متاحة فقط للحكومات.

وأوضح "سيتيزن لاب" أنه أجرى تحقيقاً واسع النطاق بالتعاون من منظمات غير حكومية في كتالونيا، ووجد أنّ ما لا يقل عن 65 شخصاً استهدفت هواتفهم بـ "برمجيات التجسس المرتزقة" التي تبيعها الشركتان الإسرائيليتان "إن إس أو" NSO و"كانديرو" Candiru.

وأفاد بأنّ كل عمليات الاختراق جرت بين عامي 2017 و2020، عندما أدت الجهود المبذولة لإقامة دولة مستقلة شمال شرق إسبانيا إلى أعمق أزمة سياسية في البلاد منذ عقود. وأقيل مجلس الوزراء الكتالوني السابق الذي مضى قدماً في إجراء استفتاء غير قانوني على الاستقلال، وسجن معظم أعضائه أو فروا من البلاد، وبينهم الرئيس الإقليمي السابق كارليس بوتشيمون.

استخدمت برمجية "بيغاسوس" Pegasus التي طورتها شركة "إن إس أو" حول العالم لاختراق هواتف وأجهزة ناشطين حقوقيين وصحافيين ومسؤولين سياسيين وحتى رجال دين كاثوليك. وخضعت الشركة لقيود تصدير من الحكومة الفيدرالية الأميركية التي اتهمتها بتنفيذ "قمع عابر للحدود". كذلك قدمت دعاوى قضائية عدة بحق الشركة الإسرائيلية، وبينها واحدة رفعتها شركتا "آبل" و"فيسبوك" المالكة لتطبيق "واتساب".

إعلام وحريات

التحديثات الحية

اليونان تفتح تحقيقاً في التجسس على هاتف صحافي

ولفت "سيتيزن لاب" إلى أنّ تحقيقاته بشأن "بيغاسوس" وبرامج التجسس التي طورتها "كانديرو" في إسبانيا، وهي شركة إسرائيلية أسسها موظفون سابقون في "إن إس أو"، بدأت أواخر عام 2019، بعد الكشف عن حالات استهدف فيها أفراد بارزون مؤيدون للاستقلال في كتالونيا. وأكدت "منظمة العفو الدولية" أنّ خبراءها الفنيين تحققوا بشكل مستقل من هذه الهجمات.

وقال "سيتيزن لاب" إنه لم يجد أدلة قاطعة تنسب اختراق الهواتف إلى كيان معين، لكن "مجموعة من الأدلة الظرفية تشير إلى وجود علاقة قوية مع واحد أو أكثر من الكيانات داخل الحكومة الإسبانية".

وزعمت وزارة الداخلية الإسبانية بأنه لا توجد إدارة في الوزارة ولا الشرطة الوطنية أو الحرس المدني "لها أي علاقة مع (إن إس أو)، وبالتالي لم تتعاقد مع أي من خدماتها". وجاء في بيان للوزارة أنه في إسبانيا "تتم جميع أشكال التدخل في الاتصالات بأمر قضائي، وفي ظل الاحترام الكامل للشرعية".

يذكر أنّ "سيتيزن لاب" كشف أيضاً الإثنين عن اختراق برمجيات "بيغاسوس" الإسرائيلية شبكات اتصال حكومية بريطانية، بينها شبكة مكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون في "داونينغ ستريت"، في عامي 2020 و2021.