انتقادات واسعة لاستخدام اللهجة المصرية في مسلسل "الحشاشين"

14 مارس 2024
انقسم الجمهور بين مؤيد ومعترض (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المسلسل المصري "الحشاشين" يثير جدلاً بسبب استخدام اللهجة المصرية العامية بدلاً من الفصحى، مما أدى إلى انقسام الآراء بين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرى البعض أنها تسهل الوصول لجمهور أوسع بينما يعتقد آخرون أن الأعمال التاريخية يجب أن تُقدم بالفصحى.
- بعض التعليقات تنتقد استخدام اللهجة العامية وتعتبره تقليلاً من قيمة العمل، في حين يدافع آخرون عن الاختيار مشيرين إلى أن المسلسل موجه للجمهور المصري ويبرزون أهمية اللهجة المصرية كعنصر من عناصر القوة الناعمة لمصر.
- صناع المسلسل يدافعون عن استخدام اللهجة العامية، مؤكدين أنها تسهل الفهم وتوسع قاعدة المشاهدين، ويشيرون إلى استقبال العمل بشكل إيجابي من قبل النقاد والجمهور، مما يعكس تقبل فكرة استخدام اللهجة العامية في الأعمال التاريخية.

أثار المسلسل المصري "الحشاشين" جدلاً كبيراً مع بدء عرض حلقاته الأولى ضمن السباق الدرامي لشهر رمضان، وذلك بسبب اعتماده على اللهجة المصرية العامية بدل اللغة العربية الفصحى.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي انقسامات عديدة بين مؤيدي استعمال اللهجة المصري التي تسهل وصول العمل إلى قاعدة جماهيرية أكبر، وبين مناصري استعمال اللغة الفصحى، كما جرت العادة في هذه الأعمال التي ترصد حقباً تاريخية معينة.

وكتبت صفحة تدعى المحروسة عبر منصة إكس: "قالك المصريين عاملين مسلسل الحشاشين، بالمصري عشان تمامهم اللمبي ملهمش في الفصحى".

وكتبت صفحة السنبوك على منصة إكس: "دمرتوا العمل باستخدام اللهجة العامية، عمل ضخم كهذا يفترض أن يكون بالعربية الفصحى، للأسف لو كان العمل من إنتاج سوري سيكون تريند ويجذب الجميع كإنتاج الزير سالم والحجاج".

وهاجمت المتابعة دينا العمل ككل وكتبت: "شفت أول حلقة من مسلسل الحشاشين، وهو اسم على مسمى فعلاً تمثيل حشاشين، السيناريو ضعيف، اللهجة المصرية غير مناسبة لا على العصر ولا على الأزياء، وطبعاً مسلسل زي ده محتاج عربي فصحى عشان يتناسب معاه، لكن ده صعب على كيمو وصعب على المتفرج اللي المخابرات بتكلمه، فشل ذريع وملايين على الأرض".

وكتبت صفحة أخناتون، التي أيدت لغة العمل العامية: "المسلسل إنتاج مصري، ممثلين مصريين ويستهدف الشعب المصري اللي قوامه 115 مليون، مش عجباك اللهجة المصرية متتفرجش وبطل صياح".

وكتبت رضوى عبر "إكس": "مصر واللهجة المصرية بتاعتنا هي اللي خلت كل واحد/ة بيسيب بلده ويجي على مصر ويتكلم بلهجتنا المصرية عشان يتشهر والناس تعرفه، لهجتنا المصرية هي الأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط، هي أحد القوى الناعمة بتاعتنا، مصر هوليوود الشرق الأوسط ورائدة في الدراما والسينما".

وردّاً على الانتقادات، قال مؤلف العمل عبد الرحيم كمال، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن "لغة جماعة الحشاشين كانت هي اللغة الفارسية، فهل كان يجب أن نقدم العمل بها!؟".

وأضاف موضحاً أن "اللهجة المصرية العامية هي من أكثر اللهجات سهولة في أن تصل إلى الجميع لأنها عامية ويفهمها الكثيرون، وجاء اختيارها بالاتفاق مع مخرج المسلسل بيتر ميمي".

وأكد عبد الرحيم أن ردود الفعل التي وصلت إليه منذ عرض الحلقة الأولى "أسعدته للغاية"، أما انتقادات البعض لغياب اللغة الفصحى فيرجع إلى أنّهم اعتادوا على استعمالها في الأعمال التاريخية.

على المستوى النقدي، أيّدت الناقدة المصرية ماجدة موريس فكرة تقديم المسلسل باللغة المصرية، وقالت في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنها "لا تجد أي مشكلة في تقديم العمل باللهجة المصرية العامية حتى يفهمها الجميع، خاصةً أن البعض لا يفهم اللغة الفصحى".

وأكملت موريس: "الكثيرون لا يعرفون تاريخ الحشاشين، لذلك كان قراراً صائباً من صناع المسلسل اللجوء إلى اللغة العامية الدارجة للكثيرين حتى تصل إليهم بسهولة دون أي تعقيد، لأن هناك بعض الكلمات في اللهجات القديمة غير موجودة وغير مستعملة في وقتنا الحالي".

من ناحيته، قال الناقد المصري طارق الشناوي في تصريحات له إنّ "التأكيد على تقديم الأعمال التاريخية والدينية باللغة الفصحى ما هي إلا أفكار توارثناها فقط وهو ما كان يحدث في الإذاعة والتلفزيون منذ انطلاقتها في فترة الستينيات في مصر"، معتبراً أنّ ذلك "لا يجعلها قاعدة ثابتة"، مستشهداً بفيلم "نابليون"، الذي قدم باللغة الإنكليزية.

ويتناول مسلسل "الحشاشين" أحداثاً تاريخيةً تعود إلى القرن الحادي عشر، وتدور أحداثه حول رحلة صعود حسن الصباح، مؤسس جماعة الحشاشين. يشارك في بطولة العمل كل من كريم عبد العزيز، ونيكولا معوض، وفتحي عبد الوهاب، وميرنا نور الدين، وأحمد عيد، والعمل من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي.

المساهمون