الهند: مدير إعلامي ينتقد تغطية الإعلام الغربي

17 يناير 2024
من العدوان المتواصل على قطاع غزة (Getty)
+ الخط -

انتقد مدير إعلامي، في الهند وسائل الإعلام الغربية الرئيسية، مشكّكاً في تقاريرها حول العدوان على قطاع غزة، مؤكداً أنها تخضع للرقابة و"تُستخدم بشكل مخزٍ من دون تدقيق".
ناراسيمهان رام صحافي هندي، وعضو بارز في عائلة كاستوري التي تسيطر على مؤسسة "هيندو غروب" الإعلامية. في هذا السياق، نقلت صحيفة "ذا هيندو" عن رام، أن وسائل الإعلام الغربية، بما فيها "نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، و"لوس أنجليس تايمز"، هي "متماهية مع الجيش الإسرائيلي". 
وفي حديثه خلال جلسة بعنوان "الحرب الإسرائيلية على غزة ومشكلة فلسطين: دور الإعلام في بناء السرد"، نظمتها كلية الصحافة الآسيوية، أشار رام إلى أن هناك ادعاءً بأن وسائل الإعلام، في دول مثل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، حرة ومستقلة وتحترم التنوع والتعددية في وجهات النظر، إلا أن "هناك أيضاً نموذجاً دعائياً فعالاً"، يقول رام، نقلاً عن كتاب "تصنيع الموافقة" لنعوم تشومسكي وإدوارد أس هيرمان.
واستشهد رام بعملين لوالتر ليبمان، أحد أكثر الصحافيين تأثيراً في القرن العشرين، "الحرية والأخبار المنشورة" و"اختبار الأخبار"، الذي شارك في تأليفه مع تشارلز ميرز، إذ يشير رام إلى تغطية صحيفة "نيويورك تايمز" للثورة الروسية، وشدّد على كيف تناقضت التغطية مع الأدلة، وعلّق بأن "هذا النوع من التحليل لنموذج التغطية الدعائية في تقديم الروايات راسخ في الأدبيات".
وقال رام إن كلية الصحافة الآسيوية يمكن أن تحلّل محتوى فترة زمنية معينة لمعرفة كيف غطت الصحافة أو التلفزيون باللغة الإنكليزية، أو أي لغة هندية رئيسية هذه القضية، ومعرفة ما إذا كانت هناك أي تغطية مهمة لما يحدث في قطاع غزة، أو أنها كانت تتّبع الروايات الغربية فقط.

تصريحات من الهند... إعلام منحاز لإسرائيل

تأتي هذه التصريحات من مدير إعلامي هندي، بينما يشنّ الإعلام في الهند عملية تضليل واسعة. وتنحاز تغطية الصحافة الهندية بشكل واضح للجانب الإسرائيلي، من خلال إظهار الاحتلال بمظهر الضحية، وتجريد المقاومة من شرعيتها، وإلصاق الاتهامات بها.
ووصفت المنابر الصحافية الرئيسية في الهند، "تايمز أوف إنديا"، و"إنديا توداي"، و"فيرست بوست"، و"هندوستان تايمز" وغيرها، عملية طوفان الأقصى بأنها "هجوم إرهابي"، ونعتت المقاومة بـ"الإرهاب"، وانتقدت هتافات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.
ومنذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والحسابات القومية اليمينية والهندوسية في الهند، تقود حملة تضليل مناهضة للفلسطينيين، ومعادية للإسلام، ومنحازة للاحتلال الإسرائيلي في مواقع التواصل الاجتماعي.
أما رام، فأكّد أن استهداف إسرائيل الفلسطينيين والمدنيين والبنية التحتية المدنية والمستشفيات، وقتل النساء والأطفال والمسعفين والصحافيين، وقطع إمدادات الغذاء والمياه والوقود عن غزة يعد "جريمة حرب".

انتقادات أخرى

في سياق مشابه، انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي الإعلام الغربي لضعف تغطيته محاكمة إسرائيل، وعلى الخصوص جلسة الاستماع لجنوب أفريقيا أثناء اتهامها الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. عكس الإعلام الغربي واسع الانتشار، غطّت وسائل الإعلام غير الغربية وغير السائدة، جلسة الاستماع لجنوب أفريقيا على نطاق واسع، كانعكاس طبيعي لمدى أهمية هذه القضية.
ومع ذلك، كان هناك نقص واضح في تغطية جلسة الخميس من أكبر وسائل الإعلام الغربي في العالم، بما في ذلك "بي بي سي"، و"سي أن أن"، وهو ما لاحظه المشاهدون والصحافيون على حد سواء.

المساهمون