أعلن الممثل التونسي لطفي العبدلي، مساء الأربعاء، عن قراره وقف تقديم عروضه المسرحية الساخرة في كل المهرجانات واعتزامه الهجرة إلى فرنسا.
وقد نشر العبدلي فيديو تحدّث فيه باللغة الفرنسية عن التضييقات التي تعرّض لها من بعض الأمنيين، واصفاً إياهم بـ"المافيا التي تحمل السلاح بشكل قانوني"، مؤكداً خشيته على سلامته الجسدية نتيجة التهديدات التي يتلقاها ومعبّراً عن خوفه على عائلته التي باتت مفتقدة للأمان في تونس.
نشر العبدلي على صفحته تدوينتين، أعلن في الأولى عرض منزله والمطعم والمقهى والسيارات التي يمتلكها للبيع بشكل عاجل، فيما طلب في الثانية مساعدته لاستئجار منزل بشكل عاجل في العاصمة الفرنسية باريس.
وكان العبدلي في 7 أغسطس/آب الحالي يقدّم عرضاً كوميدياً في مهرجان صفاقس الدولي، حين أدّت بعض تعليقاته إلى استفزاز عناصر الشرطة الذين يؤمنون الحماية للمكان، ما دفعهم للصعود إلى مسرح الهواء الطلق محاولين إيقاف العرض، قبل أن يغادروا المكان تاركين الجمهور من دون حماية أمنية، بحسب ما قاله الممثل آنذاك.
لكنّ الشرطة عادت في اليوم التالي للحادثة، في 8 أغسطس الحالي، ونفت كلام العبدلي عن عدم تأمين العرض.
وقالت في بيانٍ لها إنّ عناصرها استمروا بتأمين العرض رغم أنّ العبدلي توجّه إليهم بإشارة غير أخلاقية، وأشارت إلى أنّها حوّلت القضية إلى النيابة العمومية.
دفعت هذه الحادثة بالشركة المنتجة إلى إيقاف كلّ عروض العبدلي المبرمجة في المهرجانات الصيفية، قبل أن تتراجع عن قرارها، حيث قدّم العبدلي في 12 أغسطس الحالي عرضاً جديداً في مهرجان عروس البحر في جزرة قرقنة التونسية، واعتذر لرجال الأمن.
ونال العبدلي، المؤيّد لقيس سعيّد، دعم الرئيس التونسي الذي شجب، خلال استقباله وزير الداخلية، تصرّفات رجال الأمن خلال العرض.
لذلك، جاء قرار العبدلي إيقاف العروض وإعلانه نيته الهجرة إلى فرنسا، خوفاً على سلامته وسلامة عائلته، مفاجئاً لمعظم المتابعين للشأنين الثقافي والسياسي في تونس. ودفع بالبعض منهم لاعتبار أنّ العبدلي يستغل الحادثة للحصول على اللجوء في فرنسا، خاصةً أنّه كشف عن قراره في فيديو سجّله باللغة الفرنسية.