المكتبة المتنقلة حاضرة في معرض العراق للكتاب

14 ديسمبر 2022
تهدف المكتبة إلى إيصال الكتاب لجميع الأحياء البغدادية (العربي الجديد)
+ الخط -

تُشارك المكتبة المتنقلة ضمن الفعاليات الثقافية والفكرية والمساهمة في بيع الكتب داخل معرض العراق للكتاب، الذي يعقد بنسخته الحالية في العاصمة بغداد. وتأتي هذه المشاركة بعد مضايقات عديدة تعرّض لها صاحب فكرة المكتبة المتنقلة علي الموسوي، التي تتلخص ببيع الكتب في سيارة نقل صغيرة.

ويقول الموسوي (30 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "فكرة المكتبة المتنقلة ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2014، حين بدأنا كمجموعة من الأصدقاء والقراء بتأسيس ناد للقراءة يعنى بشرح الكتب والتداول بشأن مضامينها، وآلية تطبيق بعض الأفكار على أرض الواقع، عبر سلسلة من الجلسات الثقافية والفكرية، التي زادت عن 30 جلسة، وانطلقت الفكرة من خلال مجموعة على (فيسبوك)، تحولت إلى صفحة بعنوان (عراقي بوكش)".

ويضيف صاحب المكتبة المتنقلة أنّ "الفكرة تطوّرت إلى مكتبة متنقلة ثمّ دار للنشر والطباعة، وبالفعل تمكّنّا من طبع بعض الإصدارات والكتب، لا سيما المتخصصة بثقافة الطفل، كما أنّنا ساهمنا بالفعل في إيصال الكتب إلى المناطق التي تتوفر فيها مكتبات أو محال لبيع الكتب".

وبشأن مشاركته في معرض العراق للكتاب، يشير إلى أنّ "بعض الجهات المنفذة لمعارض الكتاب كانت قد طردتني مرة، ووجهت قوى أمنية لاعتقالي، وبالفعل جرى ذلك لاعتبارها أنّ فكرة المكتبة المتنقلة غريبة، لكن في هذا الموسم من معرض العراق تمت دعوتي رسمياً للمشاركة، وهناك تعاط إيجابي من قبل الجمهور مع فكرة المكتبة".

ويبين الموسوي أنّ "الفكرة الأساسية من المكتبة المتنقلة هي أن يصل الكتاب إلى جميع الأحياء البغدادية التي لا تتوفر فيها مكتبات، وكان من المفترض أن نصل إلى بقية المحافظات والمدن العراقية، لكن السيارة التي تحتوي الكتب لا تحتمل السفر إلى مناطق بعيدة"، ويردف أنّ "المكتبة المتنقلة غير متخصصة في مجال ثقافي محدد، فهي تضع الكتب الخاصة بالأطفال خلال الزيارات إلى المدارس أو الروضات، والكتب السياسية والثقافية في المحافل الأخرى، والأدبية والشعرية في الكليات، وهكذا".

ويشير إلى أنّه يحظى بمجموعة من الأصدقاء والقراء والمتطوعين لإدارة مشروعه، "وقد جرى استنساخ تجربة المكتبة المتنقلة في أكثر من مدينة، وتحديداً في شمال العراق، وهو أمر أسعدنا كثيراً طالما أن الهدف من الفكرة تنويري وتثقيفي".

ويختم الموسوي حديثه بالإشارة إلى أنّ "المجتمع العراقي لا يزال يقرأ، وهو يحب القراءة بشكلٍ كبير، لكن الجهات المسؤولة عن الثقافة لديها مشاكل في الترويج للكتب، كما أنها لا تساهم في دعم المشاريع الثقافية، ولا سيما أننا بحاجة إلى دعم رسمي من الحكومة، التي كان من المفترض أن تساهم بدعمنا، لا عبر وظائف مكتبية، لأن مهمة المثقف لا تحتمل الجلوس خلف المكاتب، لكن عبر الاهتمام، وربما هذا يكفي بالنسبة لنا".

وانطلقت، يوم الأربعاء الماضي، في "أرض المعارض الدوليّة"، وسط بغداد، فعاليات الدورة الثالثة من المعرض، وتستمرّ حتى 17 ديسمبر/كانون الأوّل الحالي، بالتعاون مع "جمعية الناشرين والمكتبيّين" في العراق.

وتحظى هذه الدورة من معرض العراق للكتاب، التي تحمل اسم المفكّر العراقي هادي العلوي (1932 - 1998)، بدعم حكوميّ لمؤسَّسة المدى التي تنظم فعاليات المعرض، والتي تخصّص جلسات لمناقشة سيرته وفكره ومنجزه الثقافي، فيما تُشارك فيه قرابة 440 دار نشر عراقية وعربية، من عشرين بلداً، إلى جانب مؤسَّسات ثقافيّة وفنيّة، من بينها: "المجمع العلمي العراقي" و"اتحاد الأدباء والكتّاب" و"دار الشؤون الثقافيّة".

وتُقام على هامش المعرض قرابة ثمانين جلسةً حواريّة ونقديّة، يشارك فيها كتّابٌ وأكاديميّون وباحثون في الأدب والفلسفة وعلم الاجتماع ومجالات أُخرى، إضافة إلى أمسيات شعريّة وموسيقية.

المساهمون