المشتركون يهجرون "نتفليكس": هل تنتعش صيفاً؟

20 يوليو 2022
تتوقع استعادة مليون مشترك في الربع الثالث من العام (Getty)
+ الخط -

فقدت "نتفليكس" مجدداً مشتركين في الربع الثاني من العام الحالي، لكن بعدد أقل من المتوقع، فيما تعوّل المجموعة العملاقة في مجال البث التدفقي على انتعاش هذا الصيف يمنح الأمل للمستثمرين الذين يخشون سقوطا حراً لها. أعلنت الشبكة الرائدة في القطاع أنها خسرت 970 ألف مشترك بين نهاية مارس/ آذار ونهاية يونيو/ حزيران، بدلاً من مليوني مشترك كانت تتوقع أن تفقدهم خلال هذه الفترة.

وأقر المؤسس المشارك لـ"نتفليكس" ريد هاستينغز بأنه "من غير السهل التحدث عن نجاح عندما نكون فقدنا مليون" مشترك. وأضاف خلال مؤتمر عبر الهاتف: "لكننا مستعدون جيداً للعام المقبل"، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

كانت "نتفليكس" التي تضم حالياً 220,67 مليون مشترك في خدماتها المدفوعة، في أنحاء العالم كافة، أعلنت عن نتائج مخيبة للأمل في الربع الأول، تمثلت بفقدانها مشتركين للمرة الأولى منذ عقد.

وفي إشارة إلى أن النتائج التي نشرتها "نتفليكس" الثلاثاء طمأنت السوق، ارتفع سعر سهمها بأكثر من 7 في المائة، في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك.

وأعلنت المجموعة التي تتخذ مقراً لها في كاليفورنيا أن إيراداتها بلغت 7,97 مليارات دولار، للفترة من إبريل/ نيسان إلى يونيو، وهي نتيجة أقل من التوقعات عزتها الشركة خصوصاً إلى سعر الصرف غير المواتي لها. من ناحية أخرى، حققت "نتفليكس" أرباحاً صافية بلغت 1,44 مليار دولار، في نتيجة فاقت توقعاتها.

واعتبر المحلل روب إندرله أن هذا الأداء "يظهر أن نتفليكس لن توقف أنشطتها قريباً". وقال، متحدثاً لوكالة فرانس برس: "كسبوا الوقت الذي يحتاجونه لوقف نزيف" المشتركين.

تتوقع نتفليكس استعادة مليون مشترك في الربع الثالث من هذا العام، وبالتالي الوصول إلى 221,67 مليون مشترك يدفع رسوماً. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل من ذلك المسجل نهاية عام 2021. ولتحقيق ذلك، تعول المنصة خصوصاً على نجاح الموسم الرابع من سلسلة الخيال العلمي ومغامرات المراهقين "أمور غريبة" Stranger Things التي اختُتمت أخيراً، وكذلك على فيلم "الرجل الرمادي" The Gray Man المعتزم طرحه قريباً، من توقيع الأخوين روسو مخرجي فيلم "أفنجرز: إندغيم"، والذي يمكن أن يتحول إلى علامة تجارية مربحة في حال تحقيقه نجاحاً جماهيرياً.

وأشار مدير شركة غلوبال داتا، نيل سوندرز، إلى أنه "مع 1,3 مليار ساعة بث حققها الموسم الرابع من (أمور غريبة)، فإن قدرة نتفليكس على إنتاج محتوى ناجح ليست موضع تساؤل". لكنه أضاف أن "نموذج نتفليكس ليس قادراً حتماً على تحقيق النمو في اقتصاد متغير ومجتمع استهلاكي"، وفق ما نقلت "فرانس برس".

بعد سنوات من النمو المتسارع، وبعد استفادتها بقوة من فترات الحجر المنزلي خلال جائحة كوفيد-19، تشهد "نتفليكس" مساراً تصحيحياً تضخّمه المنافسة التي أشبعت السوق في السنوات الأخيرة. ويضاف إلى فقدان المشتركين السياق الاقتصادي، من الحرب في أوكرانيا إلى التضخم مروراً بالدولار القوي.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وعلق المحلل في شركة التحليلات إي ماركتر، روس بينيس، قائلاً: "تظل نتفليكس رائدة في مجال الفيديو بالبث التدفقي، لكن إذا لم تجد المزيد من الامتيازات التي يتردد صداها على نطاق واسع، فستكافح في نهاية المطاف للبقاء في الصدارة".

في الربع الأول من العام، فقدت الخدمة 200 ألف مشترك في أنحاء العالم كافة، مقارنة بنهاية عام 2021، مما أدى انخفاض سعر أسهمها في البورصة بنسبة 25 في المائة. في إبريل، أعلن رؤساء المنصة عزمهم تقديم صيغة اشتراك أرخص، ولكن مع إعلانات، بعد سنوات من رفض هذا الحل.

وقال روس بينيس: "نظراً للطلب القوي من العلامات التجارية، يُتوقع أن يزيد هذا المنتج من عائدات الشركة عن كل مستخدم. ولكن لا يوجد دليل على أن هذا الأمر سيبطئ إلغاء الاشتراكات أو يجذب عدداً كافياً من المستهلكين الجدد".

الأسبوع الماضي، أوضحت الشركة أن الاشتراك الجديد سيضاف إلى الخيارات الثلاثة المتاحة أساساً (أساسي، وقياسي، ومميز)، وأرخصها يكلّف عشرة دولارات شهرياً في الولايات المتحدة. وتهدف "نتفليكس" إلى إطلاق الصيغة في أوائل عام 2023.

في إبريل، أشارت "نتفليكس" أيضاً إلى أنها بصدد تشديد الخناق على مشاركة المعرّفات وكلمات السر، وهي ممارسة تسمح لكثيرين بالوصول إلى محتوى النظام الأساسي من دون الدفع. وأكد مدير العمليات غريغ بيترز أن هذا النظام "سيبدأ تطبيقه العام المقبل، كما هو مخطط له".

في حديث لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أخيراً، قال المحلل الإعلامي ريتشارد غرينفيلد: "أعتقد أن الإعلانات والحدّ من مشاركة كلمات المرور تمثلان فرصتين رائعتين لزيادة الأرباح التي يفترض أن تؤدي إلى المزيد من الاشتراكات أو المزيد من الإيرادات. لا شك في ذلك". لكن هاتين الخطوتين قد لا تكفيان لإنقاذ "نتفليكس"، إذ رأى غرينفيلد أن على المنصة تخصيص المزيد من ميزانية المحتوى، وقيمتها 17 مليار دولار أميركي، على الأعمال الناجحة مثل "أمور غريبة".

أدى التباطؤ في نمو المنصة أيضاً إلى الاستغناء عن أكثر من 400 موظف خلال الربع الماضي، تحديداً في الولايات المتحدة. لكن المجموعة لا تزال تواصل الاستثمار في إنتاج المحتوى، فقد أعلنت عن استحواذها على استوديو الرسوم المتحركة الأسترالي أنيمال لوجيك الذي يعمل فيه نحو 800 موظف.

المساهمون