المسلسلات العربية... مشاهدات كثيرة ومحتوى متواضع

11 مايو 2022
حقق "للموت 2" نسبة مشاهدة عالية طوال مدة عرضه (شاهد)
+ الخط -

لا يمكن وصف المشهد الدرامي العربي اليوم بالمكتمل؛ إذ هناك ما يعيق عمل شركات الإنتاج، إن لم تكن الشركات نفسها هي ما يعرقل تطور ونجاح الدراما العربية، وتفوقها في التنفيذ.
حقق مسلسل "للموت"، في لبنان، نسبة مشاهدة عالية. هذا صحيح، وكذلك نُشرت معلومات، تؤكد بلوغ "للموت" نسبة متقدمة في بعض البلدان العربية، ومنها المملكة العربية السعودية، بسبب عرضه على منصة "شاهد"، تزامناً مع محطات تلفزيونية أخرى. وتصدر وسم "للموت 2" معظم أيام شهر رمضان، خصوصاً "تويتر".
كل ذلك الضخ من قبل شركة الإنتاج إيغل فيلمز، وأبطال "للموت 2"، لم ينقذ المسلسل من سقوطه كمحتوى، ونص، وسياق درامي لم يراع المعايير للقصة الاجتماعية القائمة على التشويق بالدرجة الأولى، والتي انتهت بشكل دراماتيكي، دفع الكاتبة إلى قتل الأبطال، وإسدال الستار على الجزء الثاني نهائياً، بعدما تداول البعض إمكانية إنتاج جزء ثالث.
يضيق أفق الدراما المُشتركة بشكل لافت منذ سنتين. الواضح أن شركات الإنتاج التي كرّست هذا العرف الدرامي، وقعت في فخ التكرار، واتخذت من نجاح السنوات السابقة لهذا النوع سلاحاً للمتابعة على المنوال نفسه، حتى جاء دور المنصّات، وانشغلت شركات الإنتاج بتنفيذ مجموعة كبيرة من المسلسلات القصيرة، التي تعتمد على التشويق الخيالي، واستغل بعض المخرجين العرب "الطلب" على هذا النوع لتطبيق تجاربهم الأولى، وفشل بعضهم بسبب قلة الخبرة في الأعمال البوليسية المصورة.


حقق مسلسل "حارة القبة"، من إخراج رشا شربتجي، حضوراً جماهيرياً كبيراً في سورية هذا الموسم، بعد عرض الجزء الثاني، لكنه لم يحرز أي تقدم على صعيد العالم العربي، وتفوق عليه مسلسل "كسر عضم" (رشا شربتجي أيضاً). والسبب هو هروب المشاهد العربي من تقليديات الدراما العربية في السنوات الأخيرة، ومنها تلك المتربطة بنوع البيئة الشامية، التي ينقلها مسلسل "حارة القبة".
في عام 2018، حاولت شركة "إيغل فيلمز" الخروج بمسلسل لبناني كامل إلى الفضاء العربي، وذلك لتعزيز تصدير الدراما اللبنانية "الصرفة" إلى العالم. عُرض مسلسل "ثورة الفلاحين" (كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر). حقق العمل في لبنان أعلى نسبة مشاهدة على المحطة المحلية التي عرضته، لكنه سقط عربياً، ولم يلامس المشاهد الذي لا يؤمن إلى اليوم بالدراما اللبنانية الصرفة، ربما بسبب ضعف النص، والإسناد التاريخي التوثيقي لثورة الفلاحين.

سينما ودراما
التحديثات الحية

لم تُقدِم شركات الإنتاج اللبنانية العربية، على إنتاج مسلسل لبناني بالكامل منذ ذلك الوقت، وتابعت إنتاجها في المسلسلات ذات الطابع المشترك، التي تجمع بين ممثلين من لبنان وسورية ومصر.
تقع الدراما العربية اليوم أسيرة في فخ المواقع البديلة، أو ما يُعرف بالـ"ترند"، لكن ذلك لا يعفيها من تراجعها، وعدم تمكنها من تحقيق إجماع على جودة ونوعية هذا المحتوى.

المساهمون