المحكمة العليا الهندية تقضي بالإفراج عن الصحافي محمد زبير

20 يوليو 2022
اعتقلت شرطة دلهي الصحافي خلال شهر يونيو الماضي (تويتر)
+ الخط -

قضت المحكمة العليا في الهند، اليوم الأربعاء، بالإفراج بكفالة عن صحافي مسلم وأمرت بإطلاق سراحه بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من اعتقاله بزعم إيذاء المشاعر الدينية من خلال تغريداته على "تويتر"، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة أسوشييتد برس.

كانت شرطة دلهي قد اعتقلت الشهر الماضي محمد زبير، وهو من مؤسّسي موقع التحقّق من المعلومات آلت نيوز، بسبب تغريدة نشرها في العام 2018 بتهمة إهانة المعتقدات الدينية الهندوسية.

ولاحقاً اتهمته الشرطة في ولاية أوتار براديش في قضية منفصلة باستخدام مصطلح "مثيري الكراهية" في وصف ثلاثة رهبان هندوس أطلقوا تعليقات تحريضية ضدّ المسلمين، ودعا واحد على الأقل إلى "الإبادة الجماعية" للجماعة الدينية التي تشكّل أقليّة في الهند.

كما اتهمته شرطة أوتار براديش بالتآمر الإجرامي وإتلاف الأدلة، وتلقي أموال أجنبية في ست قضايا أخرى على الأقل.

جاء اعتقال الزبير بعدما سلّط الضوء على التعليقات التي أدلت بها المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم نوبور شارما عن النبي محمد في يونيو/ حزيران الماضي، والتي أثارت خلافاً دبلوماسياً لإدارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وشجب نشطاء وصحافيون وسياسيون معارضون اعتقال زبير، باعتباره أحدث مثال على تقلّص حرية الإعلام في ظلّ حكومة مودي.

وأمرت المحكمة في قرارها بالإفراج الفوري عن زبير من سجن تيهار في نيودلهي، وطلبت من السلطات دمج جميع القضايا المرفوعة ضدّه في قضية واحدة، بحسب "أسوشييتد برس".

وقالت المحكمة العليا: "في (القضية) الحالية (لا يوجد) مبرّر لإبقائه رهن الاحتجاز المستمر وإخضاعه لجولة لا نهاية لها من الإجراءات في مختلف المحاكم". كما وجّهت توبيخاً إلى حكومة أوتار براديش لطلبها من المحكمة منع الصحافي من التغريد على "تويتر".

قال القاضي دانانجايا يشوانت شاندراشود: "كيف يمكنك القول لصحافي إنّه لا يستطيع الكتابة؟".

يرى الصحافيون ومنتقدو الحكومة في أنّ زبير يواجه العقوبة، بسبب فضحه خطاب الكراهية ضدّ المسلمين الذين يواجهون هجمات من قبل القوميين الهندوس.

تأسّست "آلت نيوز" في العام 2017 كمنظمة غير ربحية، وصارت أبرز موقع إخباري للتحقق من المعلومات في الهند، واكتسبت سمعة لتقاريرها التي تكشف خطابات الكراهية وتفضح المعلومات المضللة، لا سيما تلك التي يروّج لها القوميون الهندوس.

في الماضي، واجه مؤسّسوها، ومنهم زبير، ملاحقاتٍ وتهديداتٍ عبر الإنترنت من قبل جماعات يمينية، بعضها مرتبط بحزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي.

تزايد استهداف الصحافيين في جميع أنحاء الهند في السنوات الأخيرة. قبض على البعض منهم بتهمٍ جنائية بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يواجهون التهديدات بشكلٍ روتيني ودائم، كما علّقت حسابات بعض الصحافيين على "تويتر" والمواقع الإخبارية بناءً على أوامر حكومية.

انخفض ترتيب الهند ثماني مراتب في مؤشر حرية الصحافة لهذا العام الذي نشرته مجموعة مراسلون بلا حدود، لتصير في المركز 150 من بين 180 دولة يشملها المؤشّر.

المساهمون