الماء مع الطعام... هل تضرّ السوائل بعملية الهضم؟

14 يونيو 2024
شرب الماء قد يسرّع عملية الأيض بنحو 24 سعرة حرارية لكل 500 مل يجري تناولها (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الاعتقاد بأن شرب الماء مع الطعام يضر بالهضم مردود عليه بالأبحاث التي تظهر قدرة الجهاز الهضمي على تعديل إفرازاته، مما يدحض فكرة تخفيف حموضة المعدة وتأثير السوائل على سرعة الهضم.
- شرب الماء مع الطعام يحمل فوائد مثل تحسين الهضم، تسهيل حركة الطعام في الجهاز الهضمي، تنظيم الشهية، وزيادة الشعور بالشبع، بالإضافة إلى تعزيز عملية الأيض ومساعدة في إنقاص الوزن.
- لا توجد أدلة علمية تدعم تجنب شرب السوائل مع الطعام بشكل عام، وقد يكون له فوائد صحية متعددة بما في ذلك تحسين الهضم وإدارة الوزن، مما يجعله جزءًا مفيدًا من النظام الغذائي اليومي لمن لا يعانون من مشاكل هضمية.

يدّعي البعض أن تناول المشروبات مثل الماء مع الطعام يضرّ بعملية الهضم، ويتسبّب في تراكم السموم، ويؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية. لكن هل هذه حقيقة أم هي مجرد خرافة؟ وكيف تؤثر السوائل مع الوجبات في عملية الهضم والصحة؟

يعتمد أصحاب هذا الرأي على ثلاث حجج، هي:

  • الماء وحمض المعدة: يعتقد كثيرون أن شرب الماء مع الطعام يخفف من حموضة المعدة والإنزيمات الهاضمة، ما يجعل هضم الطعام أكثر صعوبة على الجسم. ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح علمياً، فالجهاز الهضمي قادر على تكييف إفرازاته على حسب الوجبة المتناولة.
  • السوائل وسرعة الهضم: حجة أخرى شائعة ضد شرب الماء مع الطعام والسوائل مع الوجبات مفادها أن السوائل تزيد من سرعة خروج الأطعمة الصلبة من المعدة، إذ يُعتقد أن هذا يقلل من وقت ملامسة الوجبة لحمض المعدة والإنزيمات الهاضمة، ما يؤدي إلى ضعف عملية الهضم. وفي الواقع، لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذا الادعاء، فعلى الرغم من أن السوائل تمرّ عبر الجهاز الهضمي بسرعة أكبر من المواد الصلبة، فإنّها لا تؤثر في سرعة هضم الطعام الصلب.
  • الكحول والمشروبات الحمضية لها تأثير سلبي في اللعاب: يجادل بعض الناس بأن شرب المشروبات الحمضية أو الكحولية مع الوجبات يجفف اللعاب، ما يجعل من الصعب على الجسم هضم الطعام. ووجدت الأدلة أن الكحول يقلل من تدفق اللعاب بنسبة 10 إلى 15 في المائة فقط، وينطبق هذا على الخمور القوية، وليس على المشروبات ذات تركيزات الكحول المنخفضة. أما بالنسبة للمشروبات الحمضية، فقد وُجد أنها تزيد من إفراز اللعاب. بهذا، لا يوجد دليل علمي على أن الكحول أو المشروبات الحمضية عند تناولها باعتدال تؤثر سلباً في هضم العناصر الغذائية أو امتصاصها.

في المقابل، فإن لشرب كمية كافية من الماء مع الطعام فوائد عدة منها:

  • تحسين عملية الهضم: تلعب السوائل أثناء أو قبل الوجبات أدواراً مهمة عدة في عملية الهضم؛ فتساعد على تكسير قطع الطعام الكبيرة، ما يسهل عليها الانزلاق إلى المريء والمعدة. كما أنّها تساعد في تحريك الطعام بسلاسة، ما يمنع الانتفاخ والإمساك. كما أن المعدة تفرز الماء إلى جانب حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة أثناء الهضم، ما يلعب دوراً كبيراً في تعزيز وظيفة الإنزيمات.
  • تنظيم الشهية: يساعد تناول الماء مع الطعام في تنظيم الشهية، ويزيد من الشعور بالشبع، ما قد يساعد في منع الإفراط في تناول الطعام وإنقاص الوزن. وقد أظهرت دراسة مدتها 12 أسبوعاً أن المشاركين الذين شربوا 500 مل من الماء قبل كل وجبة، فقدوا وزناً أكثر بكيلوغرامين مقارنة بالذين لم يشربوا الماء قبل الوجبات. كما تشير الأبحاث أيضاً إلى أن شرب الماء قد يسرع عملية الأيض بنحو 24 سعرة حرارية لكل 500 مل يجري تناولها. ومن المثير للاهتمام أن عدد السعرات الحرارية المحروقة انخفض عندما سُخّن الماء لدرجة حرارة الجسم، وقد يكون هذا بسبب حقيقة أن الجسم يستخدم المزيد من الطاقة لتسخين الماء البارد حتى درجة حرارة الجسم. وتنطبق هذه الفائدة فقط على الماء، وليس على المشروبات التي تحتوي على سعرات حرارية. ففي إحدى المراجعات، زاد إجمالي مدخول السعرات الحرارية بنسبة 8 إلى 15 في المائة، عندما تناول الناس المشروبات السكرية، أو الحليب، أو العصير مع الوجبات.

أخيراً، عندما يتعلّق الأمر بشرب السوائل مثل الماء مع الطعام، فقد تختلف الآثار بين شخص وآخر. فإذا كان تناول السوائل مع الطعام يسبب إزعاجاً، أو يؤدي إلى الانتفاخ، أو يزيد من سوء ارتجاع المعدة، فيُفَضّل شرب السوائل قبل أو بين الوجبات. خلافاً لذلك، لا يوجد أي دليل على ضرورة تجنّب الشرب مع الوجبات، بل على العكس يمكن أن يكون الأمر مفيداً.

المساهمون