العنصرية على مواقع التواصل: ضوابط ضعيفة

19 يوليو 2021
تناقضت أقوال وسياسات الشركات (توم ويلر/Getty)
+ الخط -

تقول أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم إن العنصرية غير مرحب بها على منصاتها، لكنها تعاني من ضوابط ضعيفة وسوء تطبيق سمح للكراهية بالازدهار على منصّاتها. فقبل أسبوع، أطلّت العنصرية برأسها مجدداً لاستهداف الثلاثي ماركوس راشفورد وجايدون سانشو وبوكايو ساكا، على خلفية فشل ركلاتهم الترجيحية في نهائي كأس أوروبا لكرة القدم الذي خسرته إنكلترا أمام إيطاليا على ملعب "ويمبلي" في لندن. تعرض اللاعبون لموجة من عبارات العنصرية. أصدر كل من "تويتر" و"فيسبوك" مالكة "إنستغرام" بيانات تدين الانتهاكات العنصرية المتزايدة.

أحدثت الإساءات العنصريّة تنديدات واسعة وتحركات من المستخدمين والفاعلين في كرة القدم وحتى شركات التواصل وجهات إنفاذ القانون. وقال الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم على تويتر: "نشعر بالاشمئزاز لأن بعض أعضاء فريقنا الذين قدموا كل شيء للقميص هذا الصيف، تعرضوا لإساءات تمييزية عبر الإنترنت". وتابع في بيان منفصل: "الاتحاد الإنكليزي يدين بشدة جميع أشكال التمييز، وهالَهُ ما صدر من عنصرية على الإنترنت تستهدف بعض لاعبي إنكلترا على وسائل التواصل الاجتماعي". وشدد على أنه "لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحاً بأن أي شخص يقف خلف مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز غير مرحب به في متابعة الفريق".

وأفادت شرطة لندن بأنها تحقق في منشورات "مسيئة وعنصرية"، موضحةً في تغريدة على تويتر: "نحن على علم بعدد من التعليقات العدائية والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة ضد لاعبي كرة القدم بعد نهائي كأس أوروبا 2020". من جانبه، أدان رئيس الحكومة بوريس جونسون على تويتر ما تعرض له لاعبو "الأسود الثلاثة" من إساءات. وقال رئيس الحكومة المحافظ: "يستحق هذا المنتخب الإنكليزي أن يُعامل كأبطال، لا (أن يكون ضحية) للإساءات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن يخجل من أنفسهم المسؤولون عن هذه الإساءات المروعة".

لا تشمل ضوابط الشركات عدداً من الإساءات العنصرية 

وحاولت شركات التواصل التخفيف من مسؤوليتها. وقالت "تويتر": "الإساءة العنصرية المقيتة التي استهدفت لاعبي إنكلترا ليس لها مكان على الإطلاق على تويتر". وقال متحدث باسم "فيسبوك": "لا ينبغي لأحد أن يتعرض لإساءة عنصرية في أي مكان، ونحن لا نريدها على "إنستغرام"". لكن هذه التصريحات تناقضت مع تجربة مستخدمي "إنستغرام"، الذين تفاجأوا من الرد عندما حاولوا التبليغ عن الإساءات. وأُخبر عدد من المستخدمين على مدار اليوم بأنه "نظراً للكم الهائل من التقارير التي نتلقاها، لم يتمكن فريق المراجعة لدينا من مراجعة تقريرك". وترى الردود أنه "ومع ذلك، فقد وجدت تقنيتنا أن هذه المشاركة على الأرجح لا تتعارض مع إرشادات المنتدى". بدلاً من ذلك، نُصحوا بحظر المستخدمين الذين نشروا الإساءة شخصياً، أو كتم العبارات حتى لا يروها.

تعريف "فيسبوك" لخطاب الكراهية واسع، ويغطي "الكلام العنيف أو اللاإنساني، والصور النمطية الضارة، والدونية، والتعبيرات عن الازدراء، والاشمئزاز أو النبذ​​، والسبّ، والدعوات إلى الاستبعاد أو الفصل". من جانبه، يحظر "تويتر" فقط الكلام الذي يحضّ على الكراهية الذي قد "يشجع على العنف أو يهاجم أو يهدد الأشخاص الآخرين على أساس العرق" أو أي خصائص محمية أخرى. ويمكن "تويتر" معاقبة المستخدمين على "استهداف الأفراد بالافتراءات المتكررة أو الاستعارات أو أي محتوى آخر يهدف إلى نزع الصفة الإنسانية عن فئة محمية أو التقليل من شأنها أو تعزيز الصور النمطية السلبية أو الضارة حول فئة محمية"، وفقاً لما تنص عليه القواعد العامة للشركة.

لكن يشير مدير مركز أبحاث المستقبل البريطاني، سوندر كاتوالا، عبر "ذا غارديان"، إلى أن عدداً من الرسائل العنصرية بوضوح لا تندرج تحت هذا المبدأ التوجيهي. وهناك عبارات مثل "لا يوجد سود في فريق إنكلترا، أبقِ فريقنا أبيض" على سبيل المثال، و"ماركوس راشفورد ليس إنكليزياً، لا يمكن أن يكون السود إنكليزاً". وأضاف كاتوالا: "ما لا يمكنك فعله على "تويتر"، "نزع الصفة الإنسانية عن مجموعة ما"، مثل "السود حشرات يجب ترحيلهم جميعاً".

إدارة "إنستغرام" عادت واعترفت بوجود خطأ في تقنيتها أدى إلى عدم إزالة التعليقات والرموز التعبيرية العنصرية. وقال رئيس التطبيق، آدم موسيري، إن هناك محتوىً قد وُصف "من طريق الخطأ" بأنه ضمن الإرشادات بدلاً من إحالته على مراجعين بشريين، وإن المشكلة قد حُلّت الآن. وتسعى بعض الشبكات الاجتماعية الأحدث إلى تجنب مآزق منافسيها الأكبر سناً. "تيك توك" مثلاً لديه سياسة "السلوك البغيض" التي تحظر صراحة "جميع الإهانات، ما لم يُعَد تخصيص المصطلحات أو عدم الاستخفاف بها، بالإضافة إلى حظر "أيديولوجية الكراهية".

المساهمون