العلاج بالليزر... مخاطر جدية على البشرة

06 سبتمبر 2021
في كثير من الأحيان لا يكون الحلّ في الليزر، بل في علاجات أخرى (Getty)
+ الخط -

تتعدد أنواع الليزر التي يمكن اللجوء إليها بحسب الهدف المرجوّ، وتختلف الأجهزة المستخدمة عندها على أساس الهدف، وإن كان بعضها قد يستخدم لدواعٍ عدة. وفق ما توضحه الدكتورة الاختصاصية في العلاج بالليزر، زينة طنوس، قد يستخدم الليزر لمعالجة العدّ الوردي (مشكلة جلدية)، فيمتص عندها الضوء الأخضر فيه اللون الأحمر في الأوردة الدموية. كذلك في معالجة الوحمات بالليزر، فالمبدأ يكون هو نفسه حيث يبحث الضوء الأخضر دوماً عن الهدف الأحمر ويمتصه بطريقة انتقائية، فهذا هو المبدأ العام في الليزر. وكل من أجهزة الليزر تعالج مشكلة محددة وتختص بها، فثمة أجهزة تعالج التصبغات الجلدية وأخرى تعالج التصبغات الحمراء. ومن الأهداف التي يمكن أن يستخدم لها الليزر أيضاً، الحد من التجاعيد، إذ يعمل الليزر عندها على معدلات الكولاجين. كذلك يمكن أن يستخدم أيضاً لمعالجة الجروح وآثارها أو حتى لإزالة الوشم. 

ثمة مبدأ أساسي لا بد من الارتكاز عليه أياً كانت دواعي استخدام الليزر، إذ تشدد الدكتورة طنوس على ضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس قبل اللجوء إلى الليزر وبعده. يعتبر هذا إجراءً وقائياً أساسياً لا يمكن التهاون فيه، فيمنع منعاً تاماً التعرض لأشعة الشمس قبل وبعد لمدة شهرين أو ثلاثة. ويجب استخدام كريم الوقاية من الشمس ذي درجة الحماية القصوى الذي يوضع كل ساعة أو اثنتين، إضافة إلى القبعة والنظارات لحماية البشرة. ويجب ألا تكون البشرة سمراء عند اللجوء إلى جلسة الليزر، لكون الليزر انتقائياً، ويمكن أن يمتص الخلايا المصبوغة في الجلد، ما يمكن أن يزيد من خطر حصول تصبغات في الجلد. لذلك، تبرز هنا ضرورة اعتماد العلاجات الوقائية من الشمس في الوقت نفسه، تجنباً لهذا النوع من المشاكل. كذلك تتوافر الكريمات التي تساعد على تحضير البشرة لجلسات الليزر. توضح طنوس: "ما من مانع للجوء إلى الليزر صيفاً شرط عدم التعرض لأشعة الشمس خلال هذه الفترة واعتماد الوقاية التامة. قد لا يكون ذلك مناسباً لمن يسعون إلى اكتساب لون برونزي صيفاً، لأنهم يتعرضون حكماً بكثرة لأشعة الشمس، فيكون من الأفضل لهم اللجوء إلى جلسات الليزر في أواخر الصيف أو في فصل الخريف".

لايف ستايل
التحديثات الحية

تبدو تقنية الليزر فاعلة في معالجة التجاعيد، لكن من الواضح أنَّ فاعليتها تزيد في معالجة التجاعيد البسيطة والسطحية، إذ تظهر النتيجة بسرعة كبرى. أما إذا كانت من التجاعيد العميقة، فقد يستدعي ظهور النتيجة 3 جلسات أو 4، لكن في كل الحالات تبدو النتيجة واضحة. ووفق ما توضحه طنوس، يختلف أثر الليزر على البشرة في منطقة الشرق الأوسط، باعتبار أن طبيعة البشرة تختلف فيها. فتميل البشرة إلى الاسمرار مقارنةً بالغرب، ما يجعل المرأة التي تلجأ إلى الليزر لأسباب تجميلية أكثر عرضة للآثار الجانبية في حال عدم اللجوء إلى طبيب مختص يدرك الحدود والمعايير التي لا بد من التقيد بها. 

انطلاقاً من ذلك، تشدد على ضرورة اللجوء إلى الطبيب المختص في العلاج بالليزر، عند معالجة التصبغات الجلدية، لا إلى خبراء تجميل، لأن الأخطاء تؤدي إلى عواقب لا يمكن الرجوع عنها أحياناً. أما مع الطبيب المختص، فيمكن الحصول على نتيجة ممتازة ومرضية، بحيث يجري التخلص تماماً من التصبغات خلال جلستين لا أكثر، بعد تحديد طبيعة التصبغات، لأنها يمكن أن تكون ناتجة من التعرض للشمس أو التقدم بالسن، ويمكن أيضاً أن تكون سرطانية أحياناً، أو قد يكون سببها الكلف الذي له علاج مختلف تماماً، وهو في غاية الدقة. 

وفي كثير من الأحيان، لا يكون الحل في الليزر، بل في علاجات أخرى قد تكون أكثر فاعلية، ويجب عدم اللجوء إلى الليزر بعشوائية. وبالنسبة إلى الكَلَف تحديداً، قد يكون من الصعب معالجته بالليزر، لأنه يعاود في كل مرة يجري التعرض فيها مجدداً لأشعة الشمس. تقول: "ليس الليزر الحل الأول دائماً، بل نتركه كعلاج أخير بحسب كل حالة، ويمكن أن يكون أحياناً مفيداً لبعض أنواع الكلف. قد نلجأ إلى العلاجات المتاحة أولاً لمعالجة الكلف، ويكون الليزر العلاج الأخير، وإن كانت تقنية متطورة فاعلة وممتازة. فالأهم اعتمادها على أساس الهدف في الوقت المناسب وللحالة المناسبة".

دلالات
المساهمون