العراق يستعيد 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة

28 يوليو 2021
قال وزير الثقافة العراقي إن استعادة القطع من الولايات المتحدة "حدثٌ كبيرٌ" (تويتر)
+ الخط -

يستردّ العراق 17 ألف لوح طيني مسماري أثري مهرب من الولايات المتحدة، هي "أكبر مجموعة" أثرية تستردها البلاد، وفق وزارة الثقافة، من بين العديد من القطع الثمينة الأخرى العائدة إلى حضارات ما بين النهرين، التي سُلبت خلال سنوات من الحروب والأزمات.

وأعلن وزير الثقافة العراقي حسن ناظم، في بيان حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه، أنّ تلك القطع ستعود إلى الأراضي العراقية بعد ظهر غد الخميس، على الطائرة نفسها التي تقلّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من واشنطن إلى بغداد، بعد زيارة رسمية للعاصمة الأميركية التقى فيها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأوضح الوزير أنّ أغلب القطع المستردة من الولايات المتحدة تأتي من "جامعة كورنيل" الأميركية التي تملك أرشيفاً واسعاً لألواح مسمارية قديمة.

على موقع الأرشيف الإلكتروني للرُّقم المسمارية التابع للجامعة، تظهر ألواح مسمارية تعود إلى حقب متعددة من حضارات بلاد ما بين النهرين أسهمت في مساعدة الباحثين في الجامعة على التوصل إلى فهم أفضل للحياة اليومية لسكان تلك الحضارات القديمة.

وتوثق غالبية الألواح المستردّة "تبادلات تجارية جرت خلال فترة الحضارة السومرية"، إحدى أقدم حضارات بلاد ما بين النهرين، عمرها نحو 4500 عام، وفق بيان وزارة الثقافة.

كانت وزارة العدل الأميركية قد أعلنت، أمس الثلاثاء، أنها ستعيد إلى العراق لوحاً مسمارياً أثرياً عمره 3500 عام يوثّق جزءاً من "ملحمة غلغامش"، بعدما تبيّن لها أنّه "مِلكية ثقافية مسروقة" أُدخلت إلى سوق الفن الأميركية بطريقة احتيالية.

وتتعرض الآثار العراقية للتهريب منذ عقود طويلة، وفق ما أوضح مدير آثار وتراث البصرة قحطان العبيد، لـ"فرانس برس". وشرح الخبير أنه "ليس ممكناً إحصاء عدد القطع الأثرية التي سرقت من المواقع الأثرية مباشرةً، لأنها غير مرقمة"، وأيضاً غير معروفة أو غير مكتشفة بعد، بالأخص في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة.

وأوضح أن "عمليات السرقة تلك بعضها مقصود، ويأتي في إطار الجريمة المنظمة"، فيما أخرى "تكون غير مقصودة، ولا سيما في المناطق النائية حيث يلجأ السكان المحليون إلى البحث عن الأحجار الكريمة وبيع قطع أثرية بهدف تأمين المعيشة اليومية ولا يعرفون مدى قيمتها وأهميتها".

تعرضت المواقع الأثرية في عموم العراق لتدمير وسرقة وإهمال كبير، خلال الحروب التي مرت بالبلاد خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في المرحلة التي أعقبت غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

وسرقت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الغزو الأميركي.

وبالنسبة إلى القطع التي سُرقت من المتاحف، "فهي موثقة، واستعيد البعض منها، وكانت تُعرَض في الأسواق العالمية"، وفق العبيد، من خلال هيئة الآثار والتراث العراقية.

ودمّر تنظيم "داعش" الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد في يونيو/ حزيران عام 2014 الكثير من المواقع الأثرية، غالبيتها شماليّ العراق. ويقول خبراء الآثار إن الجهاديين دمروا قطع الآثار الكبيرة وسرقوا القطع الصغيرة للإتجار بها.

ويعمل العراق جاهداً لاستعادة الآلاف من القطع الأثرية بالتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية.

وقال وزير الثقافة إن استعادة القطع من الولايات المتحدة "حدثٌ كبيرٌ، وآمل في المستقبل القريب العمل الجاد أيضاً مع سفاراتنا في العالم، وفي أوروبا تحديداً لنستعيد بقية آثارنا".

(فرانس برس)

المساهمون