العراق: العثور على آثار من العصر العباسي في محافظة النجف

15 اغسطس 2022
تضمّ المكتشفات جراراً فخارية وقطعاً نقديّة ومسكوكاتٍ نحاسية مختلفة (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الاثنين، اكتشاف قطع أثرية في منطقة كري سعدة، ضمن حدود مدينة الكوفة في محافظة النجف، من قبل بعثة تنقيب عراقية تعمل في جنوب البلاد.

وقال الوزير حسن ناظم خلال مؤتمر صحافي: "اكتُشفت جرة من الفخار تضمّ في داخلها لقى أثرية نفيسة، تتمثل بحلي وقلائد وخواتم وأقراط ودلايات ذهبية وأحجار كريمة، فضلاً عن 18 ديناراً من الذهب الخالص أشارت إلى الخليفة المعتمد بالله والمقتدر والخليفة المستكفي بالله، فضلاً عن أكثر من 100 درهم من الفضة".

وأضاف: "الفرقة التنقيبية اكتشفت أيضاً الكثير من المسكوكات النحاسية في أماكن متفرقة من الموقع وهي مختلفة الأحجام جميعها، وقد أصابها التلف نتيجة تأثير الرطوبة والأملاح، فضلاً عن العثور على قناني وقوارير زجاجية صغيرة الحجم، وهي معمولة بطريقة النفخ الحر، ذات أبدان كروية ورقبة طويلة وضيقة، ولا يتجاوز سمك الزجاج ملليمترين".

وأشار إلى أنّ "الفرقة التنقيبية عثرت على الكثير من الكسر الفخارية ضمن طبقات الدفن، منها المزجج الذي اتصف بجودة الصناعة وألوانه البراقة ونعومته من حيث دقة الصناعة والألوان المستخدمة فيه، ومنها أيضا ذات بريق معدني، وهذه دلائل تشير إلى العصر العباسي المتأخر كما ذكر لنا المنقبون".

ولم تسلم الآثار في العراق من تبعات الوضع غير المستقر، الذي طاول جميع مفاصل الحياة. تعرّضت المواقع الأثرية إلى حملات تخريبية منظمة، وأعمال سرقة وتهريب ما زالت مستمرة، فضلاً عن التجاوزات المنظّمة من قبل جهات متنفذة فرضت سيطرتها على مساحات تضمّ مواقع أثرية.

من جهته، انتقد خبير الآثار سعد الفراتي عدم الاهتمام الحكومي بالمواقع الأثرية، وعدم تشجيع ودعم البعثات التنقيبية المحلية والخارجية، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنّ "العراق يضمّ آثاراً كبيرة غير مكتشفة، تحتاج إلى اهتمام وإلى حملات تنقيب، لا سيّما أن أغلب تلك المناطق معروفة".

قال: "إهمال التنقيب، وإهمال تأمين المواقع الأثرية من التجاوزات التي تقوم بها الجهات والأحزاب المتنفذة، والتي سيطرت على أراض واسعة تضمّ مناطق أثرية، يمثلان التهديد الأكبر لآثار البلاد". كذلك، حمّل الحكومة "مسؤولية هذا الملف، الذي يجب أن يحظى بعناية ومتابعة خاصتين لما يمثله للعراق من عمق حضاري".

وتعرّضت المواقع الأثرية في عموم العراق لتدمير وسرقة وإهمال كبير خلال الحروب التي مرت بالبلاد في السنوات الماضية، وخصوصاً منذ العام 2003، إذ سرقت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الغزو الأميركي.

ويعمل العراق جاهداً لاستعادة الآلاف من القطع الأثرية بالتنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية.

المساهمون