- الاحتلال الإسرائيلي استهدف الصحافيين والمؤسسات الإعلامية بشكل ممنهج، في محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية، دون أن يواجه إدانة دولية رغم الأدلة الدامغة.
- المنظمات الدولية مثل لجنة حماية الصحافيين ومراسلون بلا حدود أدانت الاعتداءات، مؤكدة على الحاجة الماسة للتحرك الدولي لحماية الصحافيين وضمان حرية الصحافة.
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دفع الصحافيون الفلسطينيون ثمناً باهظاً لعملهم، وإصرارهم على كشف الوحشية الإسرائيلية، المتواصلة منذ قرابة 76 عاماً. إذ لم يتأخر الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الصحافيين. نستعرض في ما يلي بعض الأرقام التي تلخّص الإجرام الإسرائيلي بحق الصحافيين في فلسطين، منذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة قبل ستة أشهر تقريباً:
ثلاثة
هو عدد الصحافيين الذين قتلهم الاحتلال في اليوم الأول من عدوانه على غزة، أي في السابع من أكتوبر. الصحافيون الشهداء هم: محمد جرغون المصور في وكالة سمارت ميديا الذي قتله الاحتلال شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والصحافي الشاب إبراهيم محمد لافي المصوّر في وكالة عين ميديا الذي قتله الاحتلال خلال تصويره لعملية طوفان الأقصى على حاجز بيت حانون. أما الصحافي الثالث فهو المصوّر في وكالة السلطة الرابعة محمد الصالحي الذي قتله الاحتلال خلال تصوير التطورات العسكرية في شرق البريج.
اثنان
هو عدد الصحافيين المخفيين قسراً منذ السابع من أكتوبر. الصحافيان هما نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد اللذان فقد الاتصال بهما خلال تصويرهما لعملية طوفان الأقصى، وحتى الساعة لم يعلن الاحتلال أي معلومة عنهما. وفي الأيام الأخيرة مع اجتياح مستشفى الشفاء، ألقى الاحتلال القبض على عدد من الصحافيين، بينهم المتعاون مع التلفزيون العربي محمد عرب، ومجموعة غير محددة من المراسلين والمصورين، ولم يعلن حتى الساعة مكان اعتقالهم.
137
هو عدد الشهداء الصحافيين الذين قتلهم الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة، بحسب أرقام مكتب الإعلام الحكومي في غزة. وكان آخر الشهداء الإعلاميين هو الصحافي في إذاعة القدس المحلية محمد أبو سخيل الذي قتلته قوات الاحتلال في مستشفى الشفاء. وقبل أسبوع أيضاً قتل الاحتلال المصور الصحافي محمد الريفي والمصور الصحافي عبد الرحمن صايمة ومقدم البرامج محمود عماد عيسى. وقد أجمعت المنظمات الدولية على أن هذا القتل الجماعي للصحافيين هو محاولة لتغييب الرواية الفلسطينية وطمس حقيقة ما يجري في القطاع، إذ يتعرض الصحافيون هناك لاعتداءات ممنهجة، سواء بالقتل أم بالاعتقالات أم باستهداف عائلاتهم. وفي حين دفعت الجرائم بحق الصحافيين في غزة أطرافاً متعددة إلى المطالبة بإجراء تحقيق سريع ومستقل، يمضي الاحتلال في مساعيه إلى قمع الصوت والصورة من داخل غزة.
16
هو عدد الصحافيات النساء الشهيدات اللواتي قتلهن الاحتلال في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة. والصحافيات الشهيدات هنّ: سلمى مخيمر، وآيات خضورة، ونرمين حبوش، وهبة العبادلة، وآلاء الهمص، وعلا عطا الله، ودعاء شرف، وأنغام عدوان، وأمل زهد، ونرمين قواس، وشيماء الجزار، وحنين القشطان، ودعاء الجبور، وسلام ميمة، وحنان عياد، وإيمان العقيلي.
60
هو عدد الصحافيين الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر. وبحسب أرقام منظمات حقوقية محلية، أبقى الاحتلال على اعتقال 40 منهم، أغلبهم رهن الاعتقال الإداري، ولم يُعرضوا للمحاكمة بعد.
ثلاثة
هو عدد الصحافيين اللبنانيين الذين قتلهم الاحتلال منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، وبدء الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان. الصحافيون الشهداء هم عصام عبد الله من وكالة رويترز للأنباء، وفرح عمر وربيع المعماري من قناة الميادين. وقد توسعت التحقيقات تحديداً في قضية قتل عبد الله، وخلصت نتائجها إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف مباشرة تجمعاً للصحافيين في بلدة علما الشعب الجنوبية ما أدى إلى استشهاد عبد الله وجرح صحافيين آخرين. وآخر هذه التحقيقات صدر عن مختبر المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي إن أو) الذي كشف أن الدبابة الإسرائيلية التي أسفرت قذيفتان أطلقتهما عن استشهاد عبد الله وإصابة 6 آخرين، في جنوب لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فتحت النار على المجموعة في مرحلة ثانية باستخدام مدفع رشاش ثقيل. وخلص تحقيق نشرته "رويترز" في ديسمبر/كانون الأول، يستند إلى نتائج أولية لتحليلات أجراها معهد "تي إن أو" المستقل المتخصص في تحليل الذخائر والأسلحة، إلى أن قذيفتي دبابة أطلقتا بتتابع على مسافة 1,3 كيلومتر من الصحافيين أسفرتا عن مقتل مراسل "رويترز" عصام عبد الله (37 عاماً) وإصابة اثنين من صحافيي "فرانس برس"، إحداهما المصورة كريستينا عاصي (28 عاماً) التي بترت رجلها اليمنى.
ثمانون
هو عدد المؤسسات الإعلامية التي دمّر الاحتلال مقراتها منذ السابع من أكتوبر الماضي في قطاع غزة، بحسب إحصاء أولي لنقابة الصحافيين الفلسطينيين. وتعرضت هذه المقرات للتدمير الكلي والجزئي بالقصف الإسرائيلي على غزة. وتضمنت المقرات المدمرة مكاتب فضائيات، وصحف، ووكالات أنباء محلية وغربية وعربية، وعدداً من الإذاعات المحلية.
صفر
هو عدد الأحكام القضائية الدولية التي صدرت ضد الاحتلال الإسرائيلي بتهم قتل الصحافيين الفلسطينيين، منذ النكبة حتى اليوم. ولم تُدن إسرائيل حتى هذه اللحظة لقتلها أي صحافي فلسطيني أو عربي، رغم وجود أدلة دامغة واعترافات واضحة من جنودها باستهداف صحافيين شهداء. ففي مايو/ أيار 2023 نشرت لجنة حماية الصحافيين تقريراً عنوانه "نمط فتاك: 20 صحافياً قتلوا بنيران القوات الإسرائيلية خلال 22 سنة من دون أن يُحاسب أحد"، انطلقت فيه من جريمة قتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، لتوثّق مسؤولية جيش الاحتلال عن مقتل 20 صحافياً على الأقل منذ عام 2001، ووجدت "نمطاً في الاستجابة الإسرائيلية يبدو مصمماً للتملص من المسؤولية". وأشارت إلى أنّ التحقيقات في مقتل الصحافيين على يد الجيش الإسرائيلي تتبع تسلسلاً روتينياً، يتضمن تجاهل المسؤولين الإسرائيليين للأدلة وللشهود، وظهورهم خلال التحقيقات لتبرئة الجنود من عمليات القتل، فضلاً عن أنّ هذه التحقيقات تستغرق سنواتٍ، ولا تعرض نتائجها أبداً أمام الرأي العام، إذ يحرص الاحتلال على إبقائها سرية.
أما منظمة مراسلون بلا حدود، فأصدرت مطلع العام الجديد بياناً قالت فيه إن "الصحافيين في غزة يتعرضون للقتل مع مرور أيام هذه الحرب التي لا نهاية لها، بالضربات الإسرائيلية المتواصلة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه. ويعيش الصحافيون الذين نجوا من هذه الأشهر الأربعة جحيماً يومياً، في ظروف غير إنسانية، يعانون فيها نقصاً في كل شيء، خاصة في المعدات، فضلاً عن معاناتهم التعتيم الإعلامي المنتظم"، في إشارة إلى استهداف قوات الاحتلال المتكرر لشبكات الاتصالات والإنترنت. وخلصت المنظمة إلى أن القوات الإسرائيلية "دمرت، الصحافة الفلسطينية، وأفلتت تماماً من العقاب".