مع تنامي الثورة الرقمية الخاصة بالمنصّات ووسائل الاتصال والبث، تعاني بعض المحطات العربية من تراجع المتابعين، لأسباب كثيرة، منها الاهتمام الزائد بالمواقع والمنصات المتوفرة في كل الأوقات، والتحكم بها من قبل المتابعين من خلال التطبيقات التي تحتوي على كافة البرامج أو المسلسلات، وحتى الأغاني والكليبات.
أطلق مقدم البرامج اللبناني طوني خليفة الإعلان الترويجي الأول لقناة جديدة اسمها "المشهد"، سيبدأ بثها قريباً. كان خليفة قد أعلن قبل أشهر طويلة عن نيته في إنشاء أو العمل على تأسيس هذه المحطة من دبي، بعدما أنهى تعاقده مع مجموعة قنوات لبنانية، أمنت له حضوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، واستطاع أن يقفز إلى رتبة مؤسس تلفزيون خاصة به، لكن هذه المرة من دبي.
اعتمد طوني خليفة في السنوات الأخيرة على عامل الاستفزاز في معظم البرامج التي قدمها، وهي من الأسباب الرئيسية التي وفّرت له نجاحاً كبيراً، خصوصاً أمام إصراره على استفزاز الضيوف، بطريقة تجعل المتابعين يهتمون بالمحتوى والحوار والمضمون عموماً.
في معلومات خاصة حصلت عليها "العربي الجديد"، ورد أن بعض رجال الأعمال الإماراتيين شاركوا في العقد الذي وقعه خليفة مع المؤسسات الحاضنة لمشروعه التلفزيوني الجديد، وهذا ما سمح له بفرض شروط، يرى بها مصلحة لعمله، بعدما حققت برامجه جماهيرية وشعبية عالية.
يسعى طوني خليفة إلى كسب الوقت، كي لا يخسر كثيراً، ويؤكد أمام المقربين منه أن الإعلام مهنة تتنكّر أحياناً لبعض العاملين ضمنها، لكنه سيحاول اكتشاف مواطن الضعف ومواطن القوة في أي برنامج سيسعى إلى تقديمه عبر محطته الجديدة، ما يحفز المتابعين على الانتظار والمتابعة.
يبدو أن خليفة يحمل في جعبته مجموعة من البرامج التي عرضت من قبل، إنما بقالب متجدد، يتساوى مع تطبيقات البرامج الإلكترونية، ويوفر مساحة جيدة لكل مشاهد؛ إذ سيرتبط التفاعل بين المحطة والمنصة نفسها، من أجل كسب أسرع. لكن الواضح أن ذلك يتطلب وقتاً. ويبدو أن القائمين على المحطة يستعجلون خليفة بعدما جرى توقيع العقد وإعداد واختيار الموظفين، وتجهيز استديوهات مربوطة تلقائياً على المواقع الخاصة بالمحطة التي ستنقل البرامج والإنتاجات بشكل مباشر على المواقع، ما يؤسس لثورة فعلية في هذا المجال.
وتسعى بعض المحطات العربية اليوم إلى الارتباط بالمنصات، كي تستطيع اللحاق بالركب. من جهة أخرى، نتساءل: ما هو مصير "القنوات" الأرضية والعربية ضمن هذه الموجة؟ وهل بالإمكان الإبقاء على واقع البث الفضائي؟ أم التفرغ نهائياً لعالم المنصات؟ "المشهد" وغيرها من المنصات غير المتخصصة ستواجه عالم الترفيه القائم اليوم على المنصات المعنية بالإنتاجات الدرامية، مثل "نتفليكس" و"إتش بي أو"، وكذلك "شاهد"... فهل تجد المكان المناسب، ويستعيد الممول جزءاً من استثماراته؟ أم أننا مقبلون على "موضة" لتأسيس مثل هذه المحطات أو المنصات، وبتكلفة متفاوتة بين رؤية إعلامي ورؤية آخر؟