السجن 45 عاماً لسعودية بسبب منشورات على مواقع التواصل

31 اغسطس 2022
يرى حقوقيون أن الحكومة شددت حملتها على الناشطين بعد زيارة بايدن (Getty)
+ الخط -

قضت محكمة استئناف سعودية بسجن امرأة سعودية لمدة 45 عاماً بعدما أدينت بـ"الإخلال بالنظام العام" بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أسابيع من حكمٍ بسجن ناشطة أخرى 34 عاماً على خلفية تغريدات على "تويتر"، بحسب ما أفادت به منظمة حقوقية اطلعت على أوراق القضية، يوم أمس الثلاثاء.

وقضت محكمة الاستئناف الجزائية في الرياض، المتخصّصة في جرائم الإرهاب، بسجن نورة بنت سعيد القحطاني خمسة وأربعين عاماً، بتهم "السعي لزعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية والإخلال بتماسك المجتمع ونظامه العام عبر الشبكة العنكبوتية"، على ما ذكرت مؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي (داون) ومقرها واشنطن.

وقالت المؤسسة إنّ الحكم بحق القحطاني صدر "خلال الأسبوع الماضي على الأرجح".

وحوكمت القحطاني، التي لا يعرف الكثير عنها بعد، بموجب قانون مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله بعد توقيفها في يوليو/ تمّوز 2021.

واطلعت وكالة فرانس برس على جزء من أوراق القضية لكن لم يتسن لها التحقق منها من مصدر مستقل. كما لم يتسن الحصول على تعليق من السلطات السعودية على الفور.

ويحقّ للقحطاني نقض الحكم أمام المحكمة العليا خلال 30 يوماً من تسلّمها قرار المحكمة، بحسب النظام القانوني السعودي.

ويأتي الحكم الجديد بعد أسابيع قليلة من الحكم بسجن طالبة الدكتوراه سلمى الشهاب 34 عاماً لإدانتها في الاستئناف بتهم "تقديم الإعانة" لمعارضين يسعون "لزعزعة استقرار الدولة" بسبب تغريدات وإعادة تغريدات على موقع تويتر.

ويحقّ للشهاب أيضاً نقض الحكم، بحسب وثائق القضية التي اطلعت عليها "فرانس برس" حينها.

وكثّفت السعودية حملتها ضدّ الناشطين بعد أسابيع من لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة في السعودية.

ومثّلت الخطوة تراجعاً لبايدن الذي كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة إلى دولة "منبوذة" على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018 وسجّلها في مجال حقوق الإنسان.

وامتنع بايدن عن التواصل لأكثر من عامٍ ونصفٍ مع ولي العهد السعودي، لكنّ الحرب في أوكرانيا وما سببته من ارتفاع قياسي في أسعار النفط دفعت بايدن لكسر هذه العزلة.

وقال مدير الأبحاث في مؤسسة "الديمقراطية الآن"، التي أسّسها خاشقجي، عبد الله العودة: "بعد أسابيع فقط من الحكم الصادم الصادر هذا الشهر بسجن سلمى الشهاب 34 عاماً يُظهر الحكم بالسجن 45 عاماً على القحطاني على ما يبدو لمجرد تغريدة عن آرائها، كم تشعر السلطات السعودية بالجرأة لمعاقبة حتّى أقل الانتقادات من مواطنيها".

وأشار في بيان إلى أنّه "من المستحيل عدم الربط بين لقاء" ولي العهد وبايدن في جدة و"التصعيد في الهجمات القمعية ضدّ أيّ شخص يجرؤ على انتقاد ولي العهد أو الحكومة السعودية".

وأفاد "فرانس برس" بأنّ هناك "حالات كثيرة مماثلة أخيراً" تشمل توقيف أشخاص على خلفية منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتقلت الشهاب، الأم لطفلين، والتي تدرس الدكتوراه بمنحة من جامعة الأميرة نورة السعودية في مجال طب الأسنان في جامعة ليدز في إنكلترا، عندما كانت في إجازة في السعودية في يناير/كانون الثاني 2021.

وأفادت صديقة مقربة من الناشطة السعودية اشترطت عدم الكشف عن اسمها لـ"فرانس برس" بأنّ الشهاب لم تأخذ تهديدات بإبلاغ الأمن عنها "على محمل الجد".

وقالت إنّ الشهاب "لم تعتقد أنّ الأمن سيهتم بشخص لديه أقل من ألفي متابع".

وتأتي هذه الأحكام في إطار حملة قمع واسعة تستهدف ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة بأحكام سجن ومنع من السفر لفترات طويلة.

(فرانس برس)

المساهمون