استضافت العاصمة الأردنية عمّان حفلين غنائيين للمطربين كاظم الساهر وحسين الجسمي من تنظيم شركة خاصة تحت شعار عمّان Live Nights 22، وتقاطعت معهما انطلاقة "مهرجان جرش للثقافة والفنون" في دورته السادسة والثلاثين التي تقام تحت شعار "نورت ليالينا"، ويستمر حتى السادس من أغسطس/ آب المقبل.
وفي عمّان، حضر نحو خمسة آلاف شخص حفل كاظم الساهر مساء الخميس في أولى حفلات "مهرجان جرش"، وافتتح الفنان عاصي الحلاني المهرجان بحضور خجول لم يتجاوز الألف شخص في المسرح الجنوبي الذي يستوعب أربعة آلاف، بعد أن سبقه مغنيان أردنيان في الليلة ذاتها هما جهاد سركيس وغادة العباسي.
وجاء حضور الساهر بعد غياب ثلاث سنوات عن الجمهور الأردني، إذ كان قد أحيا آخر حفل له عام 2019 مع ذات الشركة المنظمة، وتعود آخر مشاركاته في جرش لعام 2016، فيما سجل الحلاني حضوره السادس في جرش.
واللافت في المقارنة بين حفلات الجهتين المنظمتين أنها المرة الأولى التي تسمح فيها الحكومة الأردنية بإقامة حفلات الشركات الجماهيرية بالتزامن مع مهرجان جرش، وهو الأمر الذي فسرته وزيرة الثقافة هيفاء النجار في تصريحات إعلامية سابقة بأن لجمهور جرش خصوصية ولا تؤثر عليه الحفلات الخاصة المقامة في عمّان، فضلاً عن بعد موقعهما جغرافياً (تبعد جرش 48 كلم شمالي عمّان)، عدا عن كون تذاكر المهرجان رمزية وموحده تبلغ قيمتها 15 ديناراً أردنياً (22 دولاراً أميركياً)، فيما تتراوح أسعار حفلي الساهر والجسمي ما بين 55 ديناراً (77 دولاراً) في حدها الأدنى و500 دينار (706 دولارات) في حدها الأعلى.
وتقاضى الساهر مقابل غنائه مبلغ 120 ألف دولار، فيما تقاضى الجسمي مبلغ 250 ألف دولار.
ومساء الجمعة، حظي الجسمي أيضاً بحضور كامل في عمّان، التي يغني فيها للمرة الثانية جماهيرياً، بعد أن كان قد أحيا قبل 15 عاماً حفله الجماهيري الوحيد في الأردن، وبالتحديد في مهرجان جرش عام 2007، في الوقت الذي كان فيه الفنان مروان خوري يغني للمرة الأولى في جرش أمام جمهور يقترب من ألف وخمسمائة شخص، وسبق خوري في الظهور أمام جمهور الحفل المغنيان الأردنيان نجم السلمان وليندا حجازي.
والجمعة أيضاً، قدمت فرقة نايا الموسيقية؛ المؤلفة من سبع نساء، حفلها الطربي أمام جمهور مسرح أرتيمس.
فيما استعاد جرش جماهير المهرجان مساء السبت، إذ عادت العافية لمدرجات مسارح المدينة الأثرية العتيقة، فأمام أكثر من ثلاثة آلاف شخص سجلت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة حضورها الأول في المهرجان، بعد أن قدمت برفقة 100 سيدة من المتقدمات في العمر أغاني فلكلورية وتراثية تجمع الموروثين الفلسطيني والأردني، وأعادت الحضور في فضاء المسرح إلى ذكريات قديمة عصية على النسيان مرتبطة بالأرض والمكان ومقاومة الاحتلال.
وطافت دلال في أغانيها مدن فلسطين المحتلة، وأعادت إنتاج فلكلورها القريب من الفلكلور الأردني جغرافياً في الحفل الذي حضرته وزيرة الثقافة هيفاء النجار وعدد من السياسيين والفنانين.
واتكأت دلال في برنامجها الفني على الأغنيات التي قدمتها في برنامج "مشوار ستّي" الذي عرض الموسم الأول له على تلفزيون "العربي 2"، وتستعد دلال لتصوير موسم جديد منه في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل. وشهد الحفل تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور الذي شارك دلال الغناء مراراً، وخاصة في أغنيتي "زهرة المدائن" و"موطني".
وفي ذات الليلة، وأمام ألفي شخص هي سعة المسرح الشمالي، اجتمع الفنان الأردني عيسى السقار الملقب بـ"سفير الأغنية الشعبية" في الأردن، مع الفنانة فايا يونان في حفل مشترك، وغلب على الحفل جمهور السقار الذي ظل متفاعلاً مع فنانه المفضل.
وكانت وسائل الإعلام الأردنية ونشطاء السوشيال ميديا قد تساءلوا عن جمع إدارة المهرجان بين فنان شعبي وبين فنانة تختلف في توجهها الفني، ومن بين التعليقات الطريفه: "كيف تجمع إدارة المهرجان بين الفراولة والجميد؟".