البروباغندا الإسرائيلية والعنف الجنسي: مظلة جديدة للإبادة

07 ديسمبر 2023
في رفح (محمد عابد/ فرانس برس)
+ الخط -

تواصل آلة الدعاية الإسرائيلية حرب تضليل الرأي العام منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ومع اتضاح عشرات الأكاذيب التي أطلقتها، وأكدت وسائل إعلام عالمية، ومواقع تدقيق بالمعلومات، وحتى مؤسسات إعلامية إسرائيلية، عدم صحتها، ها هي تطلق حملة جديدة تدّعي من خلالها "تعرّض نساء إسرائيليات يوم 7 أكتوبر للعنف الجنسي على يد مقاتلين من حركة حماس".

وكما حصل مع الأخبار الكاذبة السابقة، خصوصاً قطع رؤوس 40 طفلا إسرائيليين، انطلت بشكل أساسي على مسؤولين أميركيين، ومجموعة من الصحافيين لتكرار هذا الاتهام، من دون أي شهادة أو دليل أو توثيق. إذ دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء الماضي، إلى إدانة ما قال إنه "عنف جنسي" ارتكبته حماس، وهو ما نفته الحركة.

ورداً على ما سبق، أصدرت مجموعات نسوية ومئات من الناشطات، من مختلف دول العالم، عريضة تدين استخدام الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن "الادعاءات الواهية حول وقوع اعتداءات جنسية على الأسيرات والمحتجزات الإسرائيليات في قطاع غزة". واعتبرت العريضة التي وقعت عليها مئات من الناشطات النسويات حول العالم، ومجموعات نسوية عدة، أن "استمرار بايدن وإدارته في سياسة خلق الذرائع دعماً لاستمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قد بات مكشوفاً وواضحاً، ويهدف لمنح الغطاء للمجازر التي ترتكبها آلة الحرب الاحتلال الإسرائيلي".

وأكدت العريضة أن تبني الإدارة الأميركية لهذه الادعاءات جاء من دون تقديم أي شواهد ذات مصداقية، أو تحقيق من مؤسسات موثوقة، مؤكدة أن ذلك "جزء من حملة تشويه متعمد لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال، بجانب جميع الادعاءات السابقة كقتل الأطفال وحرق المدنيين والتي قد تم نفيها لاحقاً من الجهات التي روجت لها".

كما أوضحت العريضة أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي المَدعومة أميركياً، تعطل دخول أي بعثات دولية إلى قطاع غزة للتحقيق في الجرائم المروعة التي اُرتكبت ضد الشعب الفلسطيني، بما ذلك الأطفال والنساء والرجال. كما ترفض التعاون مع هيئات دولية متخصصة للتحقيق في الادعاءات بشأن الاعتداءات الجنسية.

ودعت الجهات المشاركة في إصدار هذه العريضة إلى إرسال فرق تحقيق تابعة لمؤسسات دولية ذات مصداقية تمثل النساء للتحقيق في جرائم الاحتلال في قطاع غزة، وفحص الادعاءات التي يتم استخدامها لتبرير الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وأشارت العريضة إلى أن تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، خلال مسار الصراع الطويل، لم يشهد مثل هذه الأعمال البشعة التي اتسمت بها الحركة الصهيونية منذ هجماتها على القرى الفلسطينية عام 1948 وحتى يومنا هذا، وأكدتها شهادات الأسيرات الفلسطينيات حول الاعتداءات الجنسية والجسدية التي يتعرضن لها، مطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل للتعمق بهذه الشهادات وتوثيقها.

وانتهت العريضة بـ: "أوقفوا إطلاق النار، تسقط آلة القتل ودعايتها، الحرية لفلسطين... الحرية لنساء فلسطين".

ومن أبرز المنظمات الموقّعة على البيان: فيميل، وشريكة ولكن، وPolitics4Her، وقافلة ضمير العالم، وسليتات، ونحو وعي نسوي، وطالعات، اللجنة الطبية السورية ــ فرنسا، والمعهد الإسكاندينافي لحقوق الإنسان، مجلس جنيف للحقوق والحريات، وإنسان لحقوق الإنسان، وتقاطعات، الحركة النسوية الفلسطيني، وعدسات، وRAKE، ومشروع عدالة، نسويات سوريات، ومساواة، وCommunity Jewelbox، وBridge Community Café، والاغتراب، وEgyptian Diaspora Resists...

كذلك وقّع على العريضة أكثر من ألف ناشط/ة، وصحافي/ة حول العالم حتى الساعة، علماً أن التوقيعات لا تزال متواصلة على الرابط.

 

المساهمون