الاحتلال يدمر مركز رشاد الشوا الثقافي في غزة

01 ديسمبر 2023
أنشئ المركز عام 1985 في حي الرمال (فيسبوك)
+ الخط -

كشفت الهدنة المؤقتة في غزة عن تدمير الجيش الإسرائيلي لمركز رشاد الشوا الثقافي الذي كان صورة حضارية وثقافية، قبل أن يحوّله الاحتلال إلى غبار وأنقاض.

ولطالما احتضن مركز رشاد الشوا الثقافي، الذي أنشئ عام 1985 في حي الرمال في مدينة غزة شمالي القطاع، مختلف الأنشطة والفعاليات المحلية الفنية والثقافية والفصائلية، وصار الساحة الثقافية الأبرز في المدينة.

وخلال الحرب، استُخدم المركز لإيواء آلاف النازحين الذين هدمت منازلهم بفعل القصف الإسرائيلي على المدينة، لكنهم نزحوا بعدها باتجاه جنوب القطاع، ولم يكونوا داخله وقت تدميره، وفقاً لوكالة الأناضول.

مركز رشاد الشوا بعد تدميره
(بلدية غزة/ فيسبوك)
كان مركز رشاد الشوا الثقافي الأوّل من نوعه الذي يُبنى في فلسطين. وسُميّ على اسم رشاد الشوا، الذي عمل رئيساً لبلدية غزة ما بين 1972 و1975، وفكّر في بناء هذا المركز ليكون واجهة حضارية فلسطينية.
وبدأت فكرة تأسيس المركز وتصميم الخرائط المعمارية والهندسية عام 1978، وكان المركز جاهزاً عام 1985، فيما بدأ عمل المطبعة عام 1986، أما الانطلاقة العملية للمركز لاستقبال الفعاليات والأنشطة فقد بدأت مع حلول عام 1990، وبلغ ذروة نشاطه مع قدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة عام 1994، عبر إحياء الفعاليات الوطنية.
وكان للمركز تصميم مميز، إذ تكوّن من طابقين بسقف مثلث، وقد ترشّح عام 1992 للحصول على جائزة الآغا خان للإبداع في الهندسة المعمارية. وقبل تدميره، اهتم القائمون على المركز برعايته وترميمه دورياً، للحفاظ على هيئته المعمارية المميزة.
مركز رشاد الشوا الثقافي في غزة (عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)
عمل المركز قبل تدميره على إنهاء العزلة الثقافية والحضارية التي عانى منها الفلسطينيون جراء الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولاته شطب الهوية الفلسطينية وسرقة تراثها.
أقيم المعرض في قاعة "مركز رشاد الشوا الثقافي" (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
(عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)

وحتى قبل تدميره، واجه المركز عُزلة عن العالم، بفعل تواصل الحِصار الإسرائيلي، والوضع الاقتصادي الذي انعكس على مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية في غزة، وأدى إلى عزوف الناس عن متابعة الأنشطة الثقافية، واتجاههم لتوفير متطلباتهم الأساسية.

وكان المركز يعاني من تصدّع بعض مرافقه بفعل قصف مُجاوِر طاول المجلس التشريعي الفلسطيني، وها هو ذا الآن أطلال.

ليس هذا المركز الضحية المعمارية والثقافية الوحيدة للعدوان الإسرائيلي على غزة. ففي العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، كتب الأستاذ المشارك في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في جامعة بيرزيت أباهر السقا: "بيت السقا، أو كما يسمّيه الناس قصر السقا، ويقع في حي الشجاعية في مدينة غزة، بُني في نهاية الفترة العثمانية في عهد السلطان محمد الرابع، بناه ابن عم جدي المرحوم أحمد السقا، من كبار تجار المدينة. أسواره مرصّعة بالأحجار الرملية والأسقف الرخامية الرومانية، عمره 350 عاماً، وخصصته العائلة ليتحول إلى مركز ثقافي بعدما رمّمته الجامعة الإسلامية، وتم قصفه ضمن القصف الاستعماري الوحشي. تقوم سلطات الاستعمار بإبادة التاريخ الحضري والمعماري للمدينة، بالتوازي مع الإبادة الجماعية".

منشور السقا جاء بعد قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لبيت السقا التاريخي، وهو ما أكدته وزارة الثقافة الفلسطينية عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك".

ولفت مركز المعمار الشعبي الفلسطيني "رواق" ومقره مدينة البيرة في الضفة الغربية (وكان قد شارك في ترميم بيت السقا مع مركز إيوان التابع للجامعة الإسلامية في غزة) في منشور حديث إلى أن البيت قُصف بشكل كامل في التاسع من نوفمبر، حسب آسر السقا أحد أفراد العائلة المالكة للمبنى التاريخي الذي يقع في حي الشجاعية في مدينة غزة.

المساهمون