الإعلام الإسرائيلي رأس حربة في التحريض على الفلسطينيين في القدس

23 ابريل 2021
الاحتلال يعتقل شاباً فلسطينياً في مواجهات القدس المحتلة أمس (مصطفى الخروف/الأناضول)
+ الخط -

كما كان متوقعاً ومثلما يحصل في كل المواجهات والاعتداءات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمساندة المستوطنين ضد الفلسطينيين عموما، وفي القدس المحتلة خصوصاً، ساهم الإعلام الإسرائيلي منذ مطلع الأسبوع في التحريض على المقدسيين واتهامهم منذ اللحظة الأولى بالمسؤولية عن الاعتداءات التي تعرضوا لها في القدس المحتلة منذ مطلع شهر رمضان.

وصعد الإعلام الإسرائيلي تحريضه، عندما وصفت القناة الـ20 الإسرائيلية، المعروفة بمواقفها اليمينية المتطرفة وتبنيها الكلي لبنيامين نتنياهو وسياساته، ما يتعرض له المقدسيون منذ مساء الأحد بإرهاب "تيكتوك"، فيما انضمت باقي وسائل الإعلام للترويج لفرضية "أن اليهود يتعرضون للضرب والاعتداء عليهم من قبل الفلسطينيين في القدس، وأن الشبان الفلسطينيين يتباهون عبر تطبيقات مختلفة على شبكات التواصل، ولا سيما "تيكتوك"، باعتدائهم على يهود في خطوط الترام في القدس.

وانضم عضو الكنيست وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" يتسليئيل سموطريتش إلى المحرضين، عندما قام وعدد من أعضاء حزبه بالانضمام للإسرائيليين المتطرفين في القدس عند باب العامود.

في المقابل، تجاهلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل واضح، بما في ذلك في الإذاعة العامة "كان"، المضايقات التي يقوم بها جنود الاحتلال في القدس المحتلة والاعتداءات على المصلين في طريقهم إلى المسجد الأقصى، وتجاهلت عشرات المستوطنين وعناصر الحركات اليهودية الفاشية، ولا سيما "لاهفا"، وحركات دينية داعية لبناء الهيكل، الذين يقتحمون بشكل سافر وشبه يومي المسجد الأقصى تحت سمع وبصر  جنود الاحتلال الإسرائيلي وشرطته.

وحتى عندما عممت حركة "لاهفا" الفاشية دعوات للتجمع أمام مبنى بلدية الاحتلال في شارع يافا، مساء الخميس، للانطلاق من هناك للتظاهر في باب العامود، مع تعليمات واضحة بلبس كمامات زرقاء وسوداء كي لا تتسنى معرفة هوياتهم، والتزود برقم جمعية "حنانو" التي تدافع عن المستوطنين، لم تبرز وسائل الإعلام هذه الحقائق، ولا قصور الشرطة وتقاعسها عن القبض على من أظهرتهم الكاميرات وهم يعتدون على الفلسطينيين، بل أبرزت مقابل ذلك ما سمته بـ"اعتداء فلسطينيين على يهود عزل".

وتلعب وسائل الإعلام الإسرائيلية دورا في تعبئة الجمهور الإسرائيلي تلقائيا ضد أي مظاهر احتجاج فلسطينية، بما في ذلك ربط الاعتداءات على أهالي يافا، يوم الأحد، بالأحداث في القدس للادعاء بأن حياة اليهود في خطر، وأن الدولة تفقد سيادتها، بحسب ادعاء نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة أريه كينغ، الذي زعم أن المسلمين يقومون ومنذ فترة طويلة بالاعتداء على اليهود فيما تقوم المحاكم الإسرائيلية بالإفراج عنهم.

دلالات
المساهمون