تزوّجت الأميرة اليابانية ماكو، ابنة شقيق الإمبراطور ناروهيتو، من زميل سابق لها في الجامعة اليوم الثلاثاء، بعد خطبة دامت سنوات، لتدخل بذلك عش الزوجية، لكنها تخرج من العائلة الإمبراطورية، وفق القوانين التي تلزم إناثها بالتخلي عن ألقابهن إذا تزوجن من عامّة الشعب.
وظهرت ماكو، التي أتمت الثلاثين من العمر قبل ثلاثة أيام، في لقطات تلفزيونية مرتدية فستاناً بسيطاً فاتح اللون، وتضع عقداً من اللؤلؤ، وتودّع والديها وشقيقتها كاكو البالغة من العمر 26 عاماً عند مدخل منزلهم. وعلى الرغم من أنهم كانوا يضعون كمامات، تماشياً مع بروتوكول فيروس كورونا الياباني، إلا أنه يمكن رؤية والدتها تغالب الدموع.
وانحنى كومورو (30 عاماً) الذي كان يرتدي سترة داكنة وربطة عنق لفترة وجيزة أمام المصورين الذين تجمّعوا خارج منزله عندما غادر صباحاً، لكنه لم يقل شيئاً. وبات سلوكه غير الرسمي لدى عودته إلى اليابان، ومن ذلك شعره الطويل الذي يصففه إلى الخلف على شكل ذيل حصان، حديث الصحف الشعبية.
وأعلنت وكالة القصر الإمبراطوري أن وثيقة زواج ماكو وكي كومورو قدّمها مسؤول في القصر صباح الثلاثاء، وهي الآن رسمية، ما يعني أن الأميرة ماكو أصبحت الآن ماكو كومورو، وهي المرة الأولى التي تحمل فيها اسم عائلة. في الأسرة الإمبراطورية اليابانية، يُعطى الأعضاء الذكور فقط اسماً أخيراً، في حين أن الإناث يحملن فقط ألقاباً، وعليهن التخلي عنها إذا تزوجن من عامة الناس.
وعقدت ماكو وزوجها الجديد مؤتمراً صحافياً خرج أيضاً عن المألوف، علماً أنه الأول لهما منذ عام 2017. ففي حين أن أفراد العائلة الإمبراطورية يجيبون عادة عن الأسئلة المقدمة سلفاً في مثل هذه المناسبات، فإن الزوجين أدليا ببيان موجز.
لن تقام مأدبة زفاف ولا طقوس زواج أخرى لماكو وكومورو. وأشارت وكالة القصر الإمبراطوري إلى أن زواجهما لا يحتفل به كثير من الناس. وهذا صحيح، إذ أقيمت تظاهرة في العاصمة طوكيو اليوم، احتجاجاً على هذا الزواج، وحمل خلالها المتظاهرون صوراً ساخرة من كومورو، ولافتات تطالب بحماية العائلة الإمبراطورية اليابانية، وأخرى تساءلت عن مصير أموال دافعي الضرائب، وما إذا كانت ستقتطع منها كلفة الترتيبات الأمنية للزوجين في نيويورك حيث ينويان الاستقرار.
كان مسؤولون يابانيون قد كشفوا، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، أن الأميرة ماكو تعاني من أعراض "اضطراب ما بعد الصدمة"، بسبب ردود الفعل العامة والضجة الإعلامية التي حاصرتها وخطيبها كومورو.
بدأ الجدل بشأن الزواج عندما نشرت واحدة من الصحف الشعبية تقريراً ذكرت فيه أن خطيب والدة كومورو السابق زعم أنها وابنها لم يسدّدا ديناً قيمته نحو 35 ألف دولار أميركي. وقال كومورو إن خطيب والدته السابق منحها المال هدية، وليس على سبيل القرض.
وأثار هذا الخلاف الذي لم يُحل بعد فضيحة في اليابان حيث يتوقّع من أفراد العائلة الإمبراطورية التحلّي بسلوك لا تشوبه شائبة. واتُهم كومورو بأنه يسعى وراء ثروة الأميرة، ووصف بالمتعجرف والمتمرد.