الأفلام العربية في مناطق الصراع... مكلفة وغير مضمونة

31 أكتوبر 2024
من الفيلم السوداني "وداعاً جوليا" (يوتيوب)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه منتجو الأفلام في مناطق الصراع مثل اليمن وسوريا والسودان وغزة تحديات كبيرة تتعلق بالتكاليف الباهظة وضمان سلامة الطواقم والمعدات، كما يواجهون صعوبات في التعامل مع السلطات المحلية والمظاهرات المستمرة.

- رغم التحديات، يصر صناع الأفلام على توثيق الهوية والتراث، حيث تسعى آلاء عامر للحفاظ على الهوية اليمنية، وتعمل راما عبدي على تقديم صورة غير نمطية عن العلاقات الإنسانية في سوريا.

- يواجه المخرج الفلسطيني محمد المغني تحديات في إنتاج أفلام تعكس القضية الفلسطينية بدقة بسبب البيئة الغربية، ويخطط للعودة إلى غزة لإنتاج أفلام تعبر عن رؤيته.

أكّد منتجون ومخرجون من اليمن وسورية والسودان وغزة أن صناعة الأفلام في دول تشهد صراعات مسلحة وحروباً أمر مكلف للغاية وغير مضمون النتائج، إلا أنهم يصرّون في الوقت ذاته على عدم تخليهم عن قضايا بلادهم حتى وإن كان ذلك على حساب أحلامهم وطموحاتهم الشخصية.

صراع صنع الأفلام في مناطق الصراع

قالت المنتجة اليمنية آلاء عامر في جلسة نقاشية بمهرجان الجونة السينمائي في مصر، عنوانها "السينما في وقت الصراعات"، إنها لم تدرس السينما وخرجت من اليمن في البداية بهدف استكمال دراساتها العليا لكن الحرب اندلعت وهي في الخارج فشعرت بالخوف على وطنها. وأضافت: "شعرت بأن هناك تراثاً يضيع وهوية تضيع بسبب الدمار والأفكار المختلفة التي تطرأ، ووجدت أننا باعتبارنا يمنيين بالخارج يمكن لنا فعل شيء ما، وحينها قرّرت الدخول لعالم الإنتاج".

وتابعت قائلة: "إذا لم نفعل نحن ذلك فلن يفعله أحد آخر، نحن نشقّ الطريق رغم أي صعوبات تقابلنا لجعل القادم أسهل لنا وربما لتستفيد من ثمار هذه الأجيال التالية". وأشارت إلى أن الفيلم القصير "عبر الأزقة" كان أول تجربة تصوير عمل لها داخل اليمن واستلزم الأمر الكثير من الوقت لفهم كيفية التعامل مع السلطات المحلية وكذلك كسب ثقتها لكن الأمور أصبحت أسهل في الأعمال التالية.

من جانبها، قالت المنتجة والمصورة السودانية، إسراء الكوقلي، التي شاركت في فيلم "وداعاً جوليا"، الذي حصد جوائز عدة عالمياً، إن طاقم العمل كان يغير خطة التصوير يومياً لأنه كانت هناك مظاهرات متواصلة في شوارع الخرطوم ولضمان سلامة العاملين وأمنهم. وأضافت أن هذا زاد تكلفة التصوير "أضعافاً مضاعفة" وتسبّب في اللجوء للتصوير بأماكن داخلية أكثر والتنازل عن الجماليات البصرية، هذا بخلاف تأثر نفسية الممثلين والفنيين الذين كانوا في قلق دائم.

أما بالنسبة للمخرجة والمصورة السورية، راما عبدي، فقالت إن فيلمها الوثائقي القصير "رقصة السمك" كان يتحدث عن مدينة دمشق واعتمد بشكل كامل على الإنتاج المستقل. وأضافت أن فيلمها الثاني الذي تعمل عليه حالياً يحمل عنوان "المنزل رقم 7" وهو يقدّم صورة غير نمطية عن العلاقات الإنسانية في سورية بعيداً عما انتشر في السنوات الماضية من صور الحرب والدمار.

غزة قصة مختلفة

وبينما ينتظر أبناء اليمن والسودان وسورية تحسّن الأوضاع في بلادهم يدرك كاتب السيناريو والمخرج، محمد المغني، ابن حي الشجاعية بمدينة غزة الفلسطينية، أن وضع قضية بلاده مختلف. وقال المغني في الجلسة النقاشية إنه إذا امتلك الآخرون طموحات وأحلاماً سينمائية قبل اندلاع الصراعات في بلادهم العربية فهو شخصياً لم يملك الخيار لترتيب أولوياته، لأنه ولد في أرض تفرض قضيتها على الجميع.

وأضاف أنه عاش في الأراضي الفلسطينية حتى عمر 17 عاماً قبل أن ينتقل إلى بولندا لدراسة السينما حيث تستلزم الدراسة هناك صنع فيلم أو فيلمين كل عام. وتابع قائلاً: "في البداية عندما أردتُ صنع أفلام تدعم القضية الفلسطينية وجدت محيطي كله غربي وبالتالي لم تخرج الأفلام كما أتمنى، وبحثت في أماكن أخرى عن قصص فلسطينية تسرد على الشاشة في انتظار إنهاء دراستي ثم العودة لصنع ما في خيالي في غزة".

ويشارك المغني بعد تخرجه في الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي بفيلم "برتقالة من يافا"، من بطولة كامل الباشا وسامر بشارات ونسرين الجعبة ورزان أبو عودة وخالد ماير وضياء المغربي. وقال إنه عاد إلى غزة العام الماضي وغادرها قبل نحو أسبوعين من اندلاع حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول لكن خلال هذه الزيارة لم يستطع التصوير أو صنع أي مما يتمناه بسبب القيود وكان يعتزم العودة في أقرب وقت مع بذل كل الجهد لإدخال المعدات والتجهيزات اللازمة إلا أن الحرب عطلت كل خططه.

(رويترز)

المساهمون