فرضت ظروف الإغلاق في العالم نفسها على واقع إنتاج الدراما العربي والسوري على وجه الخصوص. تأجَّلت بعض الأعمال إلى الموسم القادم، فيما قُسِّمَت بعض الأعمال إلى جزئين، كي لا تفوّت شركات الإنتاج فرص عرضها وتسجيل حضورها في الموسم الماضي، ولتفادي الخسائر في المقام الأول.
وتوضح ذلك عبر مسلسلي "النحات" و"الساحر"، إذْ عمدت شركة إنتاجهما إلى تقسيمهما إلى جزئين، كل جزء من 15 حلقة، لتعرض الجزء الأول من كل منهما في الموسم الماضي، وتؤجل عرض الجزء الآخر إلى الموسم القادم.
بيد أن موضة المسلسلات ذات الحلقات الأقل من ثلاثين، كما المعتاد في الدراما السورية تحديداً، باتت على ما يبدو رغبة لشركات الإنتاج وحتى المؤلفين والمخرجين، لسهولة وتسريع عملية إنتاج الأعمال وسط الظروف الحالية، وربما لأسباب أخرى يصعب فهمها سريعاً، مع بروز هذا النوع الجديد من الإنتاج على الدراما السورية حديثاً.
ففي بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دارت كاميرا المخرج والممثل السوري سيف الدين سبيعي لتصوير مشاهد سباعية "برزخ"، من تأليف بلال شحادات وإنتاج مشترك لشركتي "آسي ميديا" و"غود لاين".
تدور قصة العمل المؤلف من 7 حلقات حول طبيب يفقد الذاكرة إثر تعرضه لحادث سير، ليبدأ رحلة استعادة ذاكرته مع ما يتخلله من عيشه في عالم جديد خلال فقدانه الذاكرة. ويلعب أدوار الشخصيات في العمل سمر سامي ونادين تحسين بيك ونضال نجم وجمال قبش وعلاء قاسم وروبين عيسى وجورج قبيلي ومحمد قنوع وعبد الرحمن قويدر.
كما بدأ المخرج السوري، السدير مسعود، تصوير "عالم كامل" المؤلف من ثماني حلقات، وهو من كتابة مشتركة للسيناريو بين محمد أبو اللبن ولواء يازجي، فيما سينتجه المنتج السوري محمد مشيش.
ورغم أن العمل سوريّ بالكامل، إلا أنَّ تصويره سيكون في مدينة طرابلس اللبنانية، ويلعب بطولته الممثل السوري باسل خياط إلى جانب كل من عبد المنعم عمايري وجرجس جبارة ونظلي الرواس.
ويعد "عالم كامل" أول أعمال السدير الإخراجيَّة على الصعيد الدرامي، وهو نجل الفنان غسان مسعود، بعدما أخرج عدداً من الأفلام السينمائية.
كذلك ستتعاون شركة "غولدن لاين" في عملٍ آخر مع المخرج سيف الدين سبيعي، بعملٍ مؤلف من عشر حلقات، ومن المفترض أن تكون كاميرا السبيعي انطلقت فعلياً بتصوير أول مشاهد المسلسل، من دون معرفة مكان التصوير.
كتب العمل المؤلف نعيم الحمصي، وتدور أحداثه حول ما هو صحيح وخاطئ في علاقات الحب، بالإضافة للسلوك البشري في العلاقات الاجتماعيَّة، حيث اللجوء للانتقام القاسي في كثير من الأحيان. ويشارك في العمل ميلاد يوسف وجيني إسبر وخالد القيش وربى الحلبي وسارة الطويل وآخرون.
وعلمت "العربي الجديد" أن المخرج السوري الفلسطيني المثنى صبح بصدد إخراج مسلسل من عشر حلقات كذلك ليكون حاضراً في الموسم القادم، من دون معرفة مزيد من التفاصيل.
وكل تلك الأعمال تضاف إلى أعمال قصيرة بدأت بالعرض فعلاً كمسلسل "العميد" المؤلف من 12 حلقة، فيما يتم التحضير لعرض كل من مسلسل "الأمير الأحمر" من بطولة تيم حسن وإخراج سامر برقاوي (15 حلقة)، ومسلسل "فايرس" من بطولة عابد فهد وإخراج شقيقه عامر (10 حلقات)، بالإضافة إلى أعمال أخرى سيشاهدها المتابع في الموسم القادم، وربما قبل أوانه.
ويُقرأ بروز هذه الظاهرة أي ظاهرة الأعمال القصيرة، على مستويين، الأول ربما يشير إلى أزمة نصوص في الدراما العربية وحتى المشتركة السورية واللبنانية، بعد تشتت عوامل الإنتاج الدرامي بعد اندلاع الحرب السورية. فيما يشير المستوى الثاني إلى رغبة شركات الإنتاج باللجوء إلى هذا النمط الذي يوفر سرعة في إنتاج الأعمال، ويحقق عوائد مادية أكبر. وبين هذا وذلك سيبقى الحكم للمتابعين والنقاد لفحص هذه الظاهرة والخروج برأي واضح تجاهها، وهذا ما سيتطلَّب وقتاً ليس قصيراً.