الآثار المصرية: لجنة فنية ناقشت شطب "مساحة" من حديقة الأسماك

02 أكتوبر 2021
تبلغ مساحة حديقة الأسماك تسعة أفدنة ونصف وتقع في الزمالك بالقاهرة (فيسبوك)
+ الخط -

أصدرت وزارة السياحة والآثار المصرية بياناً، السبت، رداً على ما أثير في شأن شطب حديقة الأسماك، أحد أشهر المتنزهات التاريخية في العاصمة القاهرة، من عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، عدا منطقة الجبلاية فقط، ومن ثم تقليص مساحة الحديقة بصورة كبيرة، والتي يمتد عمرها إلى أكثر من 150 عاماً.

وادعت الوزارة أنّ "المجلس الأعلى للآثار" لم ولن يشطب أي أثر من عداد الآثار المصرية القديمة أو الإسلامية أو القبطية أو اليهودية، لأن مهمته - وفقاً لقانون حماية الآثار وتعديلاته - هي الحماية والحفاظ على الآثار المصرية الفريدة، التي هي ملكاً للبشرية في الأصل.

وأضافت الوزارة "لزم التنويه إلى أن ما تم عرضه على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية هو مناقشة شطب مساحة صغيرة من حديقة الأسماك، لا يوجد بها أي مبانٍ مسجلة في عداد الآثار"، مستطردة بأن اللجنة الدائمة هي اللجنة المعنية بهذا الشأن في ضوء أحكام القانون.

ونقلت الوزارة عن "المجلس الأعلى للآثار" قوله إن "موضوع دراسة شطب المساحة تم عرضه على اللجان الفنية، في انتظار العرض على مجلس إدارة المجلس، وهو الجهة المعنية باتخاذ قرارات تسجيل أو شطب الآثار بموجب قانون الآثار".

وذكر البيان أن "المجلس الأعلى للآثار" لن يسمح بأي نشاط يضر بالبيئة الأثرية في الحديقة، وفي كافة المواقع المسجلة على مستوى الجمهورية، مضيفاً أنه تقرر، لأول مرة، عرض كافة مقترحات أعمال تطوير الحدائق التراثية، أو التي ذات طابع معماري مميز أو تاريخي أو أثري على مستوى الجمهورية، على "المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية"، برئاسة رئيس مجلس الوزراء.

وأوضح البيان أن العرض سيكون قبل تنفيذ أي أعمال تطوير، حتى مع موافقة جميع الجهات المعنية في الدولة، نظراً لأهمية هذه الحدائق على مستوى الجمهورية، وضمان الحفاظ على طبيعتها التراثية أو التاريخية أو الأثرية، وعدم السماح بأي تهديد لهذه الحدائق أو عدم احترام مقترحات التطوير لبيئتها التراثية أو الأثرية، لما تمثله من فترات مهمة من ذاكرة وتاريخ مصر.

وتقع حديقة الأسماك في ضاحية الزمالك بالقاهرة على مساحة تسعة أفدنة ونصف الفدان، وتضم 49 حوضاً للأسماك المتنوعة والنادرة، التي تنعكس عليها أشعة الشمس عبر فتحات علوية مثل الأسماك النيلية والبحرية، وأسماك الزينة، كما يوجد بها بانوراما لعرض الأسماك المحنطة، وأقسام أخرى تضم أنواعاً من السلاحف والزواحف البحرية التي تعيش في المستنقعات والأنهار.

ويتخوف معنيون بشؤون الآثار من مواجهة حديقة الأسماك مصير العديد من الحدائق والمتنزهات التاريخية في مصر، التي جرفتها الجهات التنفيذية بتعليمات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤخراً، من أجل إنشاء مواقف سيارات ومطاعم وأنشطة تجارية مؤجرة لصالح الجيش، على غرار ما حدث مع حدائق الميريلاند في مصر الجديدة، والطفل في مدينة نصر، وقصر عابدين بوسط القاهرة.

وكان السيسي قد وجه الجهات المختصة بـ"تعظيم الاستفادة المالية من حديقتي الحيوان والأورمان التاريخيتين في محافظة الجيزة"، ما يعني تحويلهما إلى أماكن للمطاعم والمقاهي الحديثة، بعد إزالة وتجريف أكبر قدر ممكن من المساحات الخضراء، مثلما حدث مع حدائق "عروس النيل" و"صباح الخير" و"هابي لاند" الأقدم في مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، والتي تم هدمها لإنشاء مشروع سكني باسم "تحيا مصر المنصورة".

وحصلت "الشركة الوطنية" المملوكة للجيش بـ"الأمر المباشر" على حق استغلال منطقة المنتزه التاريخية في محافظة الإسكندرية، إثر تجريفها تماماً من الأشجار النادرة والمعمرة، وكذلك الحال بالنسبة لأراضي مستشفى العباسية للصحة النفسية في القاهرة، لتحويلها إلى متاجر ومطاعم وكافيهات كتلك المنتشرة تحت الجسور الجديدة في مناطق شرق القاهرة، وعلى امتداد محور 26 يوليو، وفي محيط المحطات الجديدة لتموين الوقود على الطرق السريعة.

المساهمون