استمع إلى الملخص
- **اكتشافات جديدة**: بحث من جامعة أبردين استخدم كاميرا ثلاثية الأبعاد لاكتشاف "وحوش مجهرية" في البحيرة، مما يضيف فهماً جديداً للتنوع البيولوجي فيها.
- **تقنية مبتكرة**: جهاز "ويهولوكام" التقط آلاف الصور الرقمية ثلاثية الأبعاد، مما يسمح بدراسة الكائنات الحية دون إزالتها من بيئتها الطبيعية.
تشتهر بحيرة لوخ نيس الاسكتلندية بالوحش الأسطوري الضخم الذي تحكي الروايات عبر الأجيال أنه لا يزال تحت سطح مياهها. هذا ما لم يؤكده العلم بعد، لكن العلم تأكد من وجود وحوش أخرى، وحوش مجهرية. فقد قرّر بحث جديد من جامعة أبردين الإسكتلندية اكتشاف ما هو موجود حقاً في البحيرة من خلال غمس كاميرا ثلاثية الأبعاد فيها لأول مرة. ووصف موقع آي إف إل ساينس العلمي النتائج بأنها "مذهلة".
أسطورة وحش لوخ نيس
تعرّف موسوعة بريتانيكا وحش بحيرة لوخ نيس بأنه "مخلوق بحري كبير يعتقد بعض الناس أنه يسكن بحيرة لوخ نيس، إسكتلندا. ومع ذلك، فقد تم دحض الكثير من الأدلة المزعومة التي تدعم وجوده، ويُعتقد على نطاق واسع أن الوحش أسطورة". وتعود التقارير التي تتحدث عن وحش يسكن بحيرة لوخ نيس إلى العصور القديمة، إذ تصوّر المنحوتات الحجرية المحلية التي رسمها شعب بيكت وحشاً غامضاً بزعانف. ثم بدأت الأسطورة في النمو ابتداءً من 1933، بعد الانتهاء من طريق مجاور للبحيرة، ما وفّر إطلالة جيدة عليها. حينها قال زوجان إنهما رأيا حيواناً ضخماً، قارناه بـ"تنين أو وحش من عصور ما قبل التاريخ"، قبل أن يختفي في الماء. تبع ذلك مشاهدات عدة أبقت الأسطورة متقّدة حتى اليوم.
"وحوش مجهرية" في بحير لوخ نيس
عندما راجع الفريق النتائج لم يجدوا الوحش الأسطوري الذي يشبه التنين، لكنهم وجدوا مخلوقات مثيرة للاهتمام. اكتشفوا وجود "وحوش مجهرية" مختبئة في المياه، جزيئات من العوالق المكبرة التي، على الرغم من أنها ربما لا تثير نفس القصص الفولكلورية مثل الوحش العملاق، فهي تلقي نظرة ثاقبة جديدة على ما يحدث حقاً في هذه البحيرة التاريخية.
وأصبحت الرحلة الاستكشافية المثيرة للاهتمام ممكنة بفضل "ويهولوكام"، وهو جهاز يمكنه التقاط آلاف الصور الرقمية ثلاثية الأبعاد لتسليط الضوء على الكائنات الحية المجهرية. وبمجرد انتهاء الغوص، يستخدم الجهاز أحدث ما توصل إليه الذكاء الاصطناعي لمعرفة ما التقطته الكاميرا. وعلّق ثانغافيل ثيفار من كلية الهندسة بجامعة أبردين: "كانت هذه فرصة فريدة لنا لنشر ويهولوكام في المياه العذبة، إذ استُخدم سابقاً في المحيط فقط".
وأضاف: "نعلم أن كثرة الخث قد تعيق مسار التسجيل بالنسبة للأداة. لكننا خفضنا الكاميرا إلى حوالي 200 متر وتمكّنا من رؤية الكثير من الجسيمات المثيرة للاهتمام والتي، من خلال العمل مع علماء الأحياء، يجب أن تكون قادرة على إعطائنا المزيد من المعلومات حول التنوع البيولوجي في بحيرة لوخ نيس".
ويشعر الفريق بالفخر بشكل خاص لأن هذا النهج الجديد لدراسة الكائنات المائية يعني أنه يجب عدم رفع أي منها من البحيرة لدراستها مرة أخرى في المختبر. بدلاً من ذلك، تم تسليحهم بصور ثلاثية الأبعاد مفصلة ستوفر معلومات كافية لتحديد هويتها في الموقع، بينما يمكنها الاستمرار في عيش حياتها الطبيعية بما هي وحوش مجهرية... في انتظار العثور على الوحش العملاق.