استمع إلى الملخص
- دراسة تكشف تحيز الإعلام البريطاني ضد الفلسطينيين، مع تأكيد تان إكرام أن الإعجاب كان عن طريق الخطأ ويصف المنشور بالمثير للاشمئزاز.
- مكتب التحقيق في السلوك القضائي يصدر تنبيهاً لإكرام، الذي اعترف بعدم معرفته بقواعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واتخذ خطوات للتخفيف من تداعيات الحادثة.
تلقى نائب رئيس القضاة في بريطانيا، تان إكرام، تحذيراً رسمياً بسبب نقرة "إعجاب" (like) على منشور على موقع التواصل المهني لينكد إن يدعو إلى تحرير فلسطين. وأوضحت صحيفة ذي إيفنينغ ستنادرد البريطانية أن القاضي شُكك في نزاهته بعد نقرة "إعجاب" على منشور من أحد المحامين جاء في نصها: "فلسطين حرة حرة. إلى الإرهابي الإسرائيلي في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وبالطبع إسرائيل، يمكنك الفرار، يمكنك القصف ولكن لا يمكنك الاختباء. العدالة ستلاحقك".
وتلقى القاضي هجمة متوقعة من إعلام بريطاني أثبتت تقارير عدة انحيازه للرواية الإسرائيلية، إذ أكدت دراسة لصالح موقع ذا نيو أراب، وهو النسخة الإنكليزية من موقع وصحيفة "العربي الجديد"، أن تغطية الصحف البارزة في بريطانيا أثبتت تحيزاً ثابتاً وعميقاً ضد الفلسطينيين، مع تجريدهم من إنسانيتهم. وهي خلاصة وصل إليها البحث بعد تحليل مئات العناوين الرئيسية من الصحف التي تلعب دوراً مهماً في تشكيل الرأي العام، بينها "ذا صن" التي لديها نحو 30 مليون قارئ شهرياً لوحدها.
وأصرّ القاضي تان إكرام على أن نقرة "الإعجاب" كانت "عن طريق الخطأ" في بيان أصدره. ومع ذلك، استهدفته تقارير المؤسسات الإعلامية المنحازة لإسرائيل خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة، والتي خلّفت عشرات آلاف الشهداء، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة، ووقف العمليات العسكرية في رفح جنوب القطاع.
نتيجة الضجة، أعلن مكتب التحقيق في السلوك القضائي، الثلاثاء، أن القاضي تان إكرام قد تلقى تنبيهاً رسمياً من قبل اللورد المستشار أليكس تشالك ورئيسة المحكمة العليا البارونة كار. ونصّ حكم اللجنة المشتركة الدولية للمعلومات على أن القاضي قد قَبِل بأن "الإعجاب" بالمنشور عن غير قصد "قد أثار مخاوف بشأن نزاهته"، وأنه "اعترف بأنه لم يكن على دراية بأحدث قواعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".
ولفتت الهيئة التأديبية إلى أن القاضي "أكّد أنه لم يكن ينوي الإعجاب بالمنشور، واصفاً إياه بالمثير للاشمئزاز"، وأنه "بذل كل ما في وسعه للتخفيف من تداعيات الإعجاب بالمنشور عن غير قصد. وشمل ذلك الاتصال بالمكتب الصحافي للمكتب القضائي، وإغلاق حسابه على موقع لينكد إن، والذي كان يستخدمه بشكل أساسي في عمله قاضيا في قضايا التنوع والعلاقات المجتمعية".