استمع إلى الملخص
- شارك نحو أربعين عازفاً في الأمسية التي بدأت بأغنية "فورة" واختتمت بـ"يا شعبنا"، تحت قيادة الفنان عز الدين سعيد، مقدمة مزيجاً من الأغاني التي تحاكي الثورة والمقاومة.
- تميز العرض برؤية إخراجية دمجت بين الأداء المسرحي والفيديوهات، مع توظيف مشاهد من الكفاح الفلسطيني، وأكدت الفنانة إيليني مستكلم على الدلالة الرمزية للخروج الحافي على المسرح، معبرة عن التواضع والارتباط بالأرض.
تحت عنوان "حماة الأرض"، أٌقيمت أمسية غنائية موسيقية، في قاعة قصر رام الله الثقافي، مساء الجمعة الماضي، قُدّمت فيها أغنيّات اشتهر معظمها في أثناء الانتفاضة التي اندلعت نهاية عام 1987، أدّاها مجموعة من المغنّين والموسيقيين، تحية ودعماً لصمود أبناء شعبهم في غزة، مع اقتراب حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع من إتمام شهرها التاسع.
وقدّم ثمانية مغنين: محمود عوض، وسعد ذياب، وكاظم جابر، وريم المالكي، وربى الخطيب، وسارة سعيد، وبيسان الشيخ، وصبا جريري، أغنيات الثورة الفلسطينية، مع توزيع جديد لبعضها، إضافة إلى ثلاث أغنيات حديثة الإنتاج، في أمسية نظمها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، بالشراكة مع بلدية رام الله، وخُصّص ريعها لدعم قطاع غزّة، عبر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ومع قرابة الأربعين عازفاً، في تكوين أوركسترالي قاده الفنان عز الدين سعيد، كانت البداية مع أغنية "فورة"، وهي من الأغاني المُنتجة حديثاً عن كلمات الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال كميل أبو حنيش، وألحان الفنان محمود عوض، تلتها أغنية "نشيد الأرض"، وهي حديثة الإنتاج من كلمات أوس شاهين، وألحان ناي البرغوثي. وبعدها، كان الجمهور مع أغنيات الثورة والمقاومة، مثل "كبروا الصغار" عن كلمات المدير الأسبق للتلفزيون الأردني الراحل محمد أمين وألحان فؤاد عواد، وقدّمتها للمرّة الأولى فرقة فؤاد عواد، و"يا زهرة النيران" عن كلمات الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب وألحان وليد غُلمية وإنتاج شركة جفرا في رام الله عام 2015، إضافة إلى أغنية فيروز "سيف فليشهر" من كلمات الشاعر اللبناني سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني، والأغنية ذائعة الصيت "يا نبض الضفة" لأحمد قعبور غناءً وألحاناً، عن كلمات حسن ظاهر، بتوزيع جديد للفلسطيني نسيم الريماوي، و"نشيد الانتفاضة" كلمات مارسيل خليفة وألحانه، وأغنية جوليا بطرس "يا ثوار الأرض" عن كلمات نبيل أبو عبدو وألحان زياد بطرس.
واختتمت أمسية "حماة الأرض" بالإنتاج الحديث الموسوم بـ"يا شعبنا" من كلمات الشاعر الفلسطيني طارق عسراوي، وألحان الفنانين الفلسطينيين عبادة درويش وجهاد الشعيبي وتوزيعهما. تميّز العرض برؤية إخراجية لكل من نورة بكر وعبد الله معطان، مزجت ما بين توزيع الفنانين على المسرح، والفيديوهات المرافقة، وطريقة تقديم الأغنيات؛ إذ حضرت مشاهد أقرب إلى محاكاة سينمائية وأخرى مسرحية، علاوة على توظيف مشاهد واقعية شهيرة من سنوات الكفاح الفلسطيني المتواصل ضد الاحتلال الإسرائيلي، وصولاً إلى مشاهد مرتبطة بالمقاومة وبالصمود في قطاع غزة.
وقالت الفنانة الفلسطينية إيليني مستكلم، عازفة الكونتراباص، وإحدى المشرفات على الحفل، لـ"العربي الجديد"، إن للخروج الحافي على خشبة المسرح دلالة رمزية تعكس حالة من الارتباط بالأرض، والتواضع أمام تضحيات أبناء شعبنا، كما هدفت، وبقية مكوّنات الصورة العامة للعرض، إلى إعطاء الأوركسترا طابعاً شعبياً، بعيداً عن الطابع الكلاسيكي للأوركسترا، الذي عادة ما يغلب عليه النمط الرسمي، ما يؤكد حالة التحام الفنان بقضيته وتضحيات شعبه، بوصفه جزءاً أصيلاً من المجتمع. وحول اختيار مشاهد المصورة بطريقة الفيديو في الشاشة الخلفية الكبيرة على المسرح، أوضحت مستكلم: "عمدنا إلى مرافقة الأغنيات بمشاهد ترتبط بها مضموناً وزماناً ومكاناً، وهي مشاهد تعلق في أذهاننا كما أذهان الكثيرين في فلسطين والعالم". وأضافت: "كتلك المشاهد من انتفاضة الحجارة التي اندلعت عام 1987، أو انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000، أو حتى في الحرب المتواصلة على قطاع غزة الآن".