ألمانيا: "تيليغرام" منصّة للتطرف في الجائحة

27 يناير 2022
يستخدم التطبيق مناهضو إجراءات كورونا ومتطرفون (يينغ تانغ/نورفوتو)
+ الخط -

لا تزال قضيّة "تيليغرام" في ألمانيا تتفاعل، إذ تتّهم السلطات التطبيق بالتطرّف، وتدعو مسؤوليه إلى التزام قوانينها، فيما تهدد بحجبه، بعد انتشار "الجرائم" و"التطرّف" عبره. والأربعاء، أعلن مسؤول أمني ألماني أنّ وكالته أنشأت فرقة عمل للتحقيق مع الأفراد المشتبه في استخدامهم "تيليغرام" لارتكاب جرائم، وسط مخاوف متزايدة من أن تطبيق المراسلة أصبح "وسيلة للتطرف".

حاولت الحكومة الألمانية منذ سنوات، دون نجاح يذكر، جعل تيليغرام يلتزم قواعد البلاد بشأن إزالة المحتوى غير القانوني.

وأواخر العام الماضي، وعلى وقع الاحتجاجات العنيفة من قبل معارضي إجراءات جائحة كورونا، وتزايد المخاوف من التطرف، دعا مسؤولون سياسيون ألمان شركتي "آبل" و"غوغل" إلى إزالة "تيليغرام" من متاجر التطبيقات الخاصة بهما، على اعتبار أنّ المتظاهرين المناهضين لكورونا ينظّمون أنفسهم بنحو متزايد عبر هذا التطبيق. وطالبوا بتوضيحات حول كيفية التعامل مع خدمات مثل "تيليغرام"، لكونها "ليست شبكة تواصل اجتماعي بالمعنى الكلاسيكي"، ولكن لها تأثير ومدى أوسع بكثير من خدمات المراسلة البسيطة، حيث تمكّن "تيليغرام" المستخدمين من التواصل بنحو مشفر وتبادل صور ومقاطع الفيديو وبيانات أخرى.

وحذر مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في ألمانيا، هولغر موينش، الأربعاء، من أن تطبيق "تيليغرام" يستخدم لاستهداف السياسيين والعلماء والأطباء لدورهم في مواجهة جائحة فيروس كورونا. وقال في بيان: "لقد أسهمت جائحة فيروس كورونا على وجه الخصوص في تحول الناس إلى التطرف على تيليغرام، بتهديد الآخرين وحتى نشر دعوات إلى القتل". وأكد أن فرقة العمل ستسعى للحصول على تعاون تطبيق "تيليغرام"، ولكنها ستتخذ أيضاً إجراءات إذا لم يفعل ذلك.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

هذا التهديد ليس الأول هذا الشهر، إذ يبدو أنّ السلطات الألمانيّة ضاقت ذرعاً بـ"تيليغرام" وتتجه لخطوات رسميّة ضدّه. فقد قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، في تصريحات نقلتها "رويترز"، بداية يناير/كانون الثاني الحالي، إن ألمانيا قد تغلق تطبيق "تيليغرام" للرسائل إذا استمرت هذه الخدمة، التي يشيع استخدامها بين جماعات اليمين المتشدد والمعارضين للقيود المتعلقة بالجائحة، في انتهاك القانون الألماني. وقالت لصحيفة "دي تسايت" الأسبوعية: "لا يمكننا استبعاد ذلك... قرار الإغلاق سيكون خطيراً، وهو خيار أخير بكل تأكيد. يجب استنفاد جميع الخيارات الأخرى أولاً". وأضافت أن ألمانيا تبحث مع شركائها في الاتحاد الأوروبي كيفية تنظيم خدمة تطبيق "تيليغرام".

العام الماضي، دقت الحكومة الألمانيّة الاتحادية ناقوس الخطر من خدمة "تيليغرام" التي تضم حوالى مليوني مستخدم مسجل في ألمانيا، والتي يُبثّ عبرها "محتوى إجرامي"، ولا سيما أنّ الشركة المشغلة "غير ملموسة" للسلطات الألمانية. إذ أبرزت تقارير أواخر 2021، أن الكراهية والتحريض والعنصرية ومعاداة السامية تنتشر عبر "تيليغرام"، فيما يستخدمه مناهضو إجراءات كورونا ومتطرفون يمينيون وجهاديون، بشكل "لا يمكن السيطرة عليه". حتى إنه تقدَّم عبره شهادات التطعيم المزيفة ضد كورونا. وأشارت التقارير الإعلاميّة إلى أنّ السلطات الأمنية مقتنعة بأنّ بعض المحتويات التي يجري تبادلها وبثها بحرية على "تيليغرام" تساهم في تطرف من يسمون أنفسهم "المفكرين الجانبيين". 

وكشف بحث أجرته القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، أنّ "المعارضين الراديكاليين للتطعيمات تبادلوا الآراء في مجموعة دردشة على "تيليغرام" حول خطط ارتكاب جريمة قتل ضد رئيس وزراء ولاية سكسونيا ميشائيل كراتشمر"، فيما يحقق مكتب الشرطة الجنائية بالولاية في القضية، ونفّذ مداهمات بمشاركة القوات الخاصة.

وبحسب "أسوشييتد برس"، فإنّ الشركة التي تقف وراء التطبيق، والتي تدعي أن لديها مئات الملايين من المستخدمين حول العالم، مقرها الإمارات العربية المتحدة.

المساهمون