أكثر من مليون تغريدة تشكّك بالتغير المناخي في 2022

07 فبراير 2023
انخفض عدد المنشورات المضللة في شأن المناخ عبر "فيسبوك" (Getty)
+ الخط -

انتشرت معلومات مضللة عن التغير المناخي بصورة كبيرة عبر الإنترنت خلال عام 2022، على ما يفيد باحثون يشيرون تحديداً إلى التأثير الذي أحدثه استحواذ إيلون ماسك على "تويتر"، وما أعقب ذلك من إعادة تفعيل لحسابات كانت محظورة.

وقالت جيني كينغ من معهد استراتيجيك دايلوغ الذي يضم مجموعة من الخبراء ويتخذ من لندن مقراً إن "ما فاجأنا بالفعل هذا العام هو عودة ظهور لغة كانت منتشرة خلال الثمانينيات تنكر وجود ظاهرة التغير المناخي".

ومن بين الادعاءات المضللة الأكثر انتشاراً تلك التي تلفت إلى أنّ ثاني أكسيد الكربون لا يلعب دوراً في التغير المناخي، أو أنّ الاحترار المناخي ليس ناجماً عن الأنشطة البشرية، على ما ذكر تقرير لـ"كلايمت أكشن أغينست مِسإنفورميشن"، وهو اتحاد من الجمعيات.

وأحصى تحليل أجراه متخصصان في المعلوماتية من جامعة سيتي يونيفرسيتي في لندن، لصالح وكالة فرانس برس، 1.1 مليون تغريدة أو إعادة نشر تغريدة تحوي مصطلحات تنطوي على شكوك في مسألة المناخ، كُتبت عام 2022.

ويوازي عدد هذه التغريدات قرابة ضعف ما نُشر في السياق نفسه عام 2021، وفقاً للباحثَين ماكس فلكنبرغ وأندريا بارونكيلي. ولاحظ الاثنان أن انتشار المعلومات المضللة عن التغير المناخي بلغ معدلات مرتفعة جداً في ديسمبر/ كانون الأول، بعد شهر من قمة كوب27 واستحواذ الملياردير إيلون ماسك على "تويتر".

وعزت مجموعة سنتر فور كاونترينغ ديجيتال هايت الأميركية هذا الانتشار الواسع للمعلومات المضللة إلى إيلون ماسك، لإعادته تفعيل حسابات كثيرة كانت محظورة في "تويتر"، وإطلاقه ميزة تتيح للمستخدم الحصول على علامة توثيق الحساب مقابل دفع مبلغ مالي.

ورأى المسؤول عن الأبحاث في "سنتر فور كاونترينغ ديجيتال هايت"، كالوم هود، أن قرار إيلون ماسك "بترك منصته مفتوحة أمام الكراهية والمعلومات المضللة قد تسبب بانتشار كبير لكل ما هو خاطئ عن موضوع المناخ".

هذا حاصل مع أنّ الملياردير الأميركي أطلق تحذيراً في أغسطس/ آب 2022 من مخاطر الاحترار المناخي الذي وصفه بـ"الخطر الكبير".

إلى ذلك، شهد وسم #ClimateScam (خدعة المناخ) انتشاراً كبيراً في "تويتر" اعتباراً من يوليو/ تموز 2022، على ما أظهرت تحليلات لكل من "كلايمت أكشن أغينست مِسإنفورميشن" و"سنتر فور كاونترينغ ديجيتال هايت".

وفي أسابيع قليلة، أصبح هذا الوسم بين أكثر النتائج المقترحة أمام المستخدمين عندما يكتبون كلمة "مناخ". وكانت ربع التغريدات التي تنطوي على شكوك في ما يخص المناخ منشورة من عشر حسابات فقط، بينها حساب زعيم الحزب الشعبوي الكندي اليميني ماكسيم بيرنييه، ورئيس تحرير موقع إنفو وورز المتخصص بنظريات المؤامرة بول جوزيف واتسون.

ولم تسلم المنصات الاجتماعية الأخرى من انتشار المعلومات المضللة عن المناخ. عبر "تيك توك"، زادت معدلات مشاهدة مقاطع الفيديو المصحوبة بوسوم مرتبطة بإنكار التغير المناخي بمقدار 4.9 ملايين مشاهدة، وفقاُ لجمعية أدفنس ديموكراسي.

وغالباً ما أدّى البحث عن مقاطع الفيديو إلى إظهار إعلانات لمواد تشكك في المسائل المناخية. وأوضحت الناطقة باسم "يوتيوب" إيلينا هيرنانديز، لوكالة فرانس برس، أنّ هذه الإعلانات حُذفت لاحقاً.

ولم ترغب "تيك توك" ولا "تويتر" في الرد على أسئلة وكالة فرانس برس.

أما عبر "فيسبوك"، فلاحظت "أدفنس ديموكراسي" أنّ كمية المنشورات المضللة في شأن المناخ انخفضت مقارنة بما نُشر عام 2021.

وأشارت "كلايمت أكشن أغينست مِسإنفورميشن"، في تقريرها، إلى أن المحتوى الذي يبدي شكوكاً حول المواضيع المناخية مرتبط بمعلومات مضللة أخرى، كتلك المتمحورة مثلاً على التزوير في الانتخابات واللقاحات وجائحة كوفيد-19 وعمليات الهجرة.

وقالت جيني كينغ: "نشهد بالتأكيد انتشاراً كبيراً لنظريات المؤامرة"، مشيرة إلى أن "المناخ هو الموضوع الجديد الخلافي".

تُجمِع الغالبية العظمى من العلماء في العالم على أنّ البشرية تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال استخدامها الوقود الأحفوري. وجاء في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي عام 2021: "من المؤكد أن الأنشطة البشرية أدت إلى رفع درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض"، داعيةً إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قدر المستطاع، لتفادي تسجيل آثار أكثر سلبية للاحترار المناخي.

وقال كالوم هود: "نشجّع المنصات على التفكير في آثار التغير المناخي السلبية. مَن ينشروا بصورة متكررة معلومات مضللة عن المناخ لا ينبغِ أن يحظوا بالرواج الذي يتمتعون به حالياً".

(فرانس برس)

المساهمون