وصلت أغنية Harbu Darbu التحريضية الإسرائيلية، التي أداها الثنائي الإسرائيلي "نيس في ستيلا"، إلى قمة قوائم الأكثر استماعاً في إسرائيل بعد إصدارها قبل ثلاثة أشهر. وذكرت صحيفة "ذا صنداي تايمز" أن الأغنية الإسرائيلية تدعو إلى قتل النساء الشهيرات، مثل بيلا حديد ودوا ليبا.
وأطلق ثنائي الراب الإسرائيلي "نيس في ستيلا" الأغنية باللغة العبرية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لتصبح واحدة من أكثر الأغاني استماعاً في دولة الاحتلال الإسرائيلي لعام 2023.
ومنذ إصدارها، شوهدت الأغنية التحريضية المثيرة للجدل 19 مليون مرة تقريباً على موقع يوتيوب.
عنصرية وتحريض
تدور الأغنية، التي تذكر اسم المغنية الألبانية البريطانية دوا ليبا، وعارضة الأزياء الفلسطينية الأميركية بيلا حديد، حول فكرة إمطار الجحيم على الأعداء.
وقد أظهرت ليبا وحديد دعمهما لفلسطين، ودعتا إلى وقف إطلاق النار خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة. وإلى جانب النساء الشهيرات، تهاجم الأغنية قادة حماس وحزب الله، فتقول كلماتها: "نصر الله. محمد ضيف. هنية. أبو بقلاوة. بيلا حديد. دوا ليبا. ميا خليفة.. كل كلب سيحصل على ما سيأتي إليه".
وتضيف الأغنية بلغة تحريضية واضحة: "جميع الوحدات في جيش الدفاع الإسرائيلي في وضع يمكنها من غرس الحرب والألم في رأسك".
واسم الأغنية مشتق من مصطلح باللغة العربية السورية، ويستخدم باللغة العبرية، كلغة عامية إجرامية تعني "السيوف والضربات". ويستخدم مغني الراب هذه العبارة للإشارة إلى عملية السيوف الحديدية، وهو الاسم العسكري الرسمي للعدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة.
كما تستخدم الأغنية المصطلح العنصري "أبو بقلاوة" للسخرية من الأسماء الفلسطينية والعربية من خلال الإشارة إلى الحلوى الشرق أوسطية الشهيرة.
إسرائيل ترقص على أنغام التحريض
تشير الأغنية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة بأن عليهم الاستعداد لاستقبال "الطائرات الحربيّة"، وأنهم كـ"الفئران في الجحور".
وتذكر الأغنية أسماء الأطفال المكتوبة على الصواريخ التي تُطلق على قطاع غزّة. كما أنها لم تُنشر فقط في محطات الراديو ووسائل التواصل الاجتماعي، بل في الأعراس والمناسبات الاحتفاليّة؛ إذ نرى كثيراً من المشاهد التي تصوّر مستوطنين يرقصون عليها.
أصدرت فرقة الراب "نيس في ستيلا"، التي تتألف من نسيا ليفي ودور سوركر، الأغنية بعد أسابيع فقط من هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وسرعان ما انتشرت الأغنية على نطاق واسع، وتصدرت قوائم ماكو الإسرائيلية التي تراقب البث الإذاعي وخدمات البث في البلاد.
ولا جديد في محتوى الأغنية أو مختلف عن أخرى سابقة لـ"ستاتيك وبن إيل" التي صدرت إبان عدوان 2018 على غزة، لكن صحيفة هآرتس وصفت Harbu Darbu في معرض انتقاد الأغنية بأنها "سلاح لتدمير العالم" من شدة أثرها وشهرتها، ويصل الأمر إلى وصف البوب الإسرائيلي بأنه لم يعد مهرباً، بل ارتدى "الزيّ العسكري" وحان وقت المواجهة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت، حتى الأحد، 28 ألفاً و985 شهيداً و68 ألفاً و883 جريحاً، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، ما أدى لمثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".