خلال شهر واحد، أصدرت المغنية نوال الزغبي، وزميلتها نانسي عجرم، أعمالا غنائية جديدة. وكان لزميلتيهما نجوى كرم، حصة في أغنية فردية جديدة. اللافت أن معظم الأغاني الجديدة كانت وليدة ساعة الإعلان عن الإصدار، ولم ينقذها التفاعل الخاص بالمتابعين على المواقع الإلكترونية.
تعود الفنانة نوال الزغبي بمجموعة من الأغاني، جمعتها لها شركة "روتانا" في ألبوم خاص. بعض هذه الأغاني صدرت خلال الأشهر السابقة. آخر هذه الأغاني، صدر قبل أسبوعين، بعنوان "ارقص"، من كلمات أحمد الحسن، وألحان الفريد الأسعد، وصُوّر العمل تحت إدارة المخرج فادي حداد. محاولة بدت ضعيفة للزغبي في استثمار حضورها من خلال كليب ضعيف، بل يعود إلى نمطية الكليبات في فترة التسعينيات، من خلال حضور الراقصين والزغبي معًا على وقع موسيقى ومشاهد تتباعد في المضمون والشكل.
الواضح أن شركة "روتانا" تحاول تقديم كل ما يلزم من أجل الإيفاء بوعودها، وتنفيذ شروط تعاقدها مع الزغبي، وغيرها من الفنانين، إلا أن ذلك لا يضمن بالضرورة النجاح المتوقع بعد أي محاولة لإصدار جديد.
لعلّ الحالة تتشابه بين الزغبي ونانسي عجرم التي أصدرت ألبومها الجديد "نانسي 10"، في يوليو/تموز الماضي، واحتوى على 14 أغنية بلهجات متعددة (اللبنانية والمصرية والخليجية). حاولت عجرم أن تسابق النجاح، لكن ذلك لم يكن سهلاً أبداً في ظل حصر أغانيها الجديدة على المواقع، وانعدام الرؤية التسويقية الخاصة بالألبوم؛ إذ لم يعرف تسويقه أكثر من حملة دعائية خجولة، ونشر كليب لأغنية "سلامات"، من كلمات شادي نور، وألحان محمد يحيى، وتوزيع هادي شرارة.
نُفذ كليب "سلامات" ببساطة لم تقوِّ المضمون التفاعلي أو الحسّي لدى المتابع، رغم محاولة المخرج سمير سرياني اللعب على العناصر العملية في السيناريو: ثياب عادية، مكياج بسيط، تصوير في حي فقير لثلاث فتيات يتناولن طعام العشاء ويهربن من المطعم لأنهن لا يملكن المال الكافي لدفع الفاتورة. وبدت نهاية الكليب غير مقنعة، وأضاعت الفكرة الجميلة للبداية.
نجوى كرم لم تغب هذا الصيف، وأصدرت قبل أسبوع أغنية مصورة جديدة "مغرومة 2"، كلمات وألحان نبيل خوري، صورت مع المخرج حسن غدّار. كان واضحًا استعجال كرم في خطوة وقصة طرح الكليب، الذي حاول أن يصطاد "صدمة" بحضور الممثل السوري معتصم النهار في نهاية الأغنية. لكن ذلك أوقعه في فخ الأسئلة أو المبرر عن حضور النهار، ليكون سنيداً لكرم، عبر إعلان إعجابه بها، ومحاولة طرحه سؤالاً لم يتمكن من طرحه.
وهذا يدل على قصر الرؤية في توظيف ممثل "شهير" أمام مغنية لها تاريخها وجمهورها، ولم تخرج في جديدها عن أي عمل قديم قدمته لسنوات، وتبتعد عن مغزى فني كان بإمكانه إضافة النجاح لها، والتركيز على جديدها، لا أن يمر هكذا. ثمة أسئلة تطرح حول كيفية اختيار مغنيات لبنان تحديداً لأعمال فنية أو غنائية جديدة. وذلك يحملنا للسؤال عن المجموعة أو المستشارين وشركة الإنتاج حول هذا الجديد، وإن كان سيزيد من تألق أو تقدم المغنية أم سيزيدها تراجعًا، ربما في أحوال بعض نجمات لبنان تصح مقولة أن كل جديد يصدرنه يستحق جملة "مكانك راوح".