أصالة في الرياض... انقلاب على الماضي

01 ديسمبر 2022
أدت أكثر من 23 أغنية (ياسر الزيات /فرانس برس)
+ الخط -

كان يمكن أن يمر حفل المغنية السورية أصالة نصري، أخيراً في الرياض، مرور الكرام. لكن الحفل تحول إلى محطة يصح وصفها بالـ "تاريخية" في مسار صاحبة "يا مجنون".
حدث ذلك قبل أسبوع في الرياض، انقلاب واضح في مسار أصالة نصري الغنائي والفني، وحتى بالشكل.
لم يقتصر النجاح، هذه المرة، على الجمهورالسعودي الذي افترش المدرجات، وردد لأكثر من ساعتين مع أصالة كلمات أغنياتها عن ظهر قلب، بل وصلت الأصداء في اللحظات ذاتها إلى كل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وغزت الفيديوهات المصورة من الحفل "ستوريات" المتابعين أنفسهم.
تربح أصالة نصري مجدداً في لقاءات مباشرة مع الناس، تستعيد جزءاً من نجاحها الذي تراجع في السنوات الأخيرة، ليعود ويصبح واقعاً لا يمكن إغفاله.
في السنوات الأخيرة، عاشت أصالة نصري حالات من التحدي، جاءت بعد طلاقها من زوجها المخرج طارق العريان، الأمر الذي شكل بالنسبة لها صدمة استثنائية، لم تخرج منها إلا في الأشهر القليلة الماضية، رغم ارتباطها بالشاعر العراقي فائق حسن.
تستعيد أصالة نصري "تألقها" الفني من الخليج، السوق الوحيدة المفتوحة عربياً على الحفلات والمهرجانات. تدرك الفنانة جيداً أن ما زرعته من أغان وإصدارات "خليجية"، منذ ما يقارب عشر سنوات، لا بد وأن يثمر كل هذا التفاعل مع جمهورها الحاضر.
أكثر من 23 أغنية أدتها أصالة نصري على المسرح، وحاولت من خلال فرقة موسيقية قادها المايسترو مصطفى حلمي، أن تغني أفضل من كل مرة صعدت فيها المسرح في الرياض، وكأنها أمام تحد آخر.
يبدو أن أصالة نصري تحاول اليوم خلع "ركود" السنوات الماضية، والانفتاح على عالم الموسيقى والغناء. تسويق يتولّاه زوجها فائق حسن، نظراً إلى خبرته الطويلة في هذا المجال، بعدما عمل لسنوات مع مواطنه المغني ماجد المهندس، واستطاع أن يوصله إلى الصفوف الأمامية في منافسة "نجوم" الخليج الأوائل من المغنين.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

غنت أصالة من قديمها وجديدها في الرياض، على الرغم من حفلات أحيتها هناك قبل أسابيع قليلة. لكن سهرة "الرياض" الأخيرة، حملت تغييرات واضحة، في الشكل والمضمون، ليس أقلها توقفها عن العمل مع مصمم الأزياء اللبناني نيكولا جبران، بعد أكثر من عشرين عاماً على تعاونهما، واتجاهها إلى الماركات العالمية والمصممة اللبنانية العالمية ريم عكرا. بدلت أصالة ستة فساتين في السهرة نفسها. وفي كل مرة كان صوتها يزداد ثقة بأنها تقبض على الجمهور وتجعله أسيراً لها، في تفاعل ظهر واضحاً من خلال الفيديوهات المصورة التي انتشرت بسرعة البرق على المواقع البديلة، وخطفت مشاركات بالعشرات، وردود فعل وتعليقات من الصحافيين حول ما حصل في الليلة نفسها، وكيف استطاعت أصالة القيام بكل ذلك.
يمكن الوقوف ملياً عند حفل أصالة في الرياض، لكن من دون شك هو تحول مسار لفنانة عربية خرجت من سورية إلى القاهرة، واعتلت مسارح الخليج لتغني فقط، وأُسر الجمهور بصوتها بعيداً عن الابتذال، "صوت من الكواليس" يدرك جيداً مكانته عند أصالة أولاً، وعند جمهور لا يمكن أن يحاسبها إلا على هذا الصوت لاحقاً.

 

المساهمون