كانت المسرحية الموسيقية Hair التي تعود إلى عام 1967، شاهداً على التحول الثقافي الذي تمر به الولايات المتحدة، إذ مثلت احتفاء بثورة الهيبيز والتحرر الجنسي والثقافة البديلة المعادية للحرب. هذه المسرحية أنتجت أول مرة OFF Broadway، أي كانت تنتمي إلى هامش النتاج المسرحي الموسيقي الرسميّ، لكنها نالت شهرة عالميّة جعلتها واحدة من أيقونات المسرح الغنائيّ.
وصلت أصداء المسرحية إلى أوروبا في السبعينيات، وانتشرت بوستراتها في الشوارع، وفيها نرى شباناً يرتدون بنطلونات الجينز العريضة من دون أي حذاء، في استعادة الشكل الهيبي التقليدي، الذي أثار انتباه المصمم داميل روفاست، حين شاهد أحد هذه البوسترات، ما أوحى له بفكرة تصميم حذاء يتناسب مع هذا الجينز، وبالتعاون مع المصمم جاك شوفاليور. ظهر حذاء "جين بووت"، الذي ما زال إلى الآن أيقونة شركة كيكرز الشهيرة، التي يصادف هذا العام ميلادها الخمسون.
استوحى شوفاليور التصميم من بنطال الجينز نفسه، فالحذاء مصنوع من جلد الماشية المعالج الذي يكسبه مظهراً أشبه بالصوف المحلوق أو الكتان. هذه العلاقة مع الجينز تظهر بوضوح في أسلوب الخياطة البارزة والواضحة، التي تجمع قطع الجلد بعضها مع بعض، لا كالحالة التقليدية التي يظهر فيها الحذاء كأنه مصنوع من قطعة جلد واحدة. كما أن الحذاء يشبه الجزمة لكن رقبته أقصر من الجزمة التقليدية. أما النعال المطاطيّة فتفيد في سرعة الحركة والانتقال مع الحفاظ على راحة القدم، خصوصاً للمشي على الإسفلت أو العشب. هو يحمي القدم من دون أن يهدد سلامتها. أما الثقوب في الحذاء فهدفها الحفاظ على مرور الهواء في قدم من يرتديه، في احترام للراحة التي يسعى لها من لم يرتدوا الأحذية حينها.
أعادت العلامة الشهيرة الاحتفاء بحذائها الأيقونة بمناسبة الذكرى الخمسين، فالأحذية الجديدة مصنوعة من الجلد الفاخر، الذي يمكن استبداله في حال اهترأ الحذاء، ما يسمح لكل شخص بأن يبدله بالصورة التي يريد، مع الحفاظ على العلامات التقليدية المرتبطة بالحذاء، كالزخرفات على الكعب والعلامة المتدلية من أسفل رقبة الحذاء.
كما أن العلامة بهذه المناسبة قررت الاحتفاء بـ 50 فناناً ومبدعاً، من مختلف القطاعات الموسيقية والفنيّة. وجاء في بيان الشركة "الحملة هي احتفال حقيقي بالمواهب المحلية وتحوي عدداً من أشهر الشخصيات حالياً". وموضوعة الحملة هي التلاميذ؛ فالصور أٌقرب إلى تلك التي تُلتقط بصورة رسمية في المدرسة، لكن يترك للفنان حرية اللباس والتعبير عن نفسه.
اقتحمت أحذية كيكرز الساحة الموسيقية في الثمانينيات، وأصحبت الموضة المرتبطة بموسيقى "الهاوس"، والحفلات تحت الأرض في بريطانيا. في ذات الوقت، ارتداها كبار موسيقيي القرن الماضي، كـ إيلتون جون الذي ظهرت هذه الأحذية في أزيائه لما تحمله من تاريخ يرتبط بالحرية الجنسية، في ذات الوقت اللعب والمرح الذي تختزله ثقافة الهيببي التي أوحت بهذه التصاميم.
تحمل علامة كيكرز نوعاً من الاحتفاء بالشباب، وسهولة الحركة والتنقل. هي صالحة لممارسة الرياضة، في ذات الوقت المشي لمسافات طويلة، إلا أن شكلها ما زال مختلفاً عليه، كونها لا توحي بالرسميّة، ما جعلها حكرا على فئة محددة، لم تتح لها مخاطبة الذوق الرفيع، خصوصاً أن شعبيتها الهائلة وتوجهها إلى الجمهور الواسع، أبعد الذواقة عنها، فحجم الحذاء الأكبر من التقليديّ يلفت الانتباه بصورة غير مرغوبة، وأحيانا يثير الضحك.
لكن ما أكسب العلامة انتشارها هو كعوبها المطاطية التي جعلتها محط انتباه الآباء والأمهات؛ فالتصميمات الطبيّة من العلامة جعلها تنافس الماركات الأشهر في هذا المجال كـ"شيكو"، إذ بدت أحذية كيكرز للأطفال عصريّة في ذات الوقت ذات خصائص طبيّة، ما جعلها تلبي ذوق الأطفال والمراهقين.