أحداث أوكرانيا تقلب مواجع السوريين

24 فبراير 2022
رفض السوريون الحرب أينما كانت (فويتك رضوانسكي/Getty)
+ الخط -

يبدو أن العمليات العسكرية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا أحيت لدى كثير من السوريين ألمهم الذي لم تبرد ناره بعد، في ظل تشظي البلاد تحت سلطات الأمر الواقع، وتهجير ونزوح أكثر من نصف الشعب السوري. 

استذكر سوريون أحداث الحرب والتهجير الذي تعرضوا له من قبل قوات النظام ومن خلفها روسيا وإيران، وانتقدوا سكوت العالم الغربي عن روسيا في سيناريو مشابه لما حدث في سورية.

كتبت نسرين علاء الدين، من ريف دمشق، على "فيسبوك": "للحرب وجه واحد قبيح ذميم مخيف وقذر". 

أما سناء علي، فتساءلت من دمشق عبر "فيسبوك": "ما الذي يغري البشر بالحروب؟"، مضيفةً: "ما هذا الوله بالموت والتخريب والفوضى؟". فعلّقت على منشورها منال شنواني، قائلة: "ما بفهم مين يطبل ويصفق والذي عنده ذرة إنسانية يعرف أن الحرب بشعة قذرة وقبيحة وشو ما كانت الجنسية والطائفة والميول". 

من جانبه، رد خالد العواش على علي، قائلاً: "العنجهية وحب العظمة والسلطة والمال"، ورأت مروى عدلي أنه "لما الحاكم يفتكر نفسه إله ع الأرض ولديه الأحقية في السيطرة ع العالم". 

من جهته كتب بلال سليطين: "الحرب تعني القتل والفقد والدماء والدمار والنزوح والتشريد والجوع والفقر والانقسام والفساد وووإلخ". 

وأضاف: "ومن نتائج عرفناها وعايشناها على مدى عشر سنوات في سورية، وقبلها ثماني سنوات مع الجارة العراق، الحرب لا يجب أن تكون حدثاً يستحق التصفيق". 

وقال شادي صعب، من سورية، على صفحته الشخصية: "مُخطئٌ من يظن أن بوسع أي حرب حسم أي صراع، كالذي يحدث في شرق أوروبا، يبدو أن الكثيرين/الكثيرات تماهوا مع التضليل الذي أتى متماشياً مع الحرب ولم يتنبهوا إلى أن جميع الاطراف تتحرك في خضم الحرب بكون الحرب ليست إلا فعلاً عسكرياً جيء به لتسوية الملعب السياسي بما يتوافق ومصالحهم أو طموحاتهم المستقبلية، أو عينهم الانتقامية". 

وأضاف: "لذا، لن يكون حسم الصراع في سورية أو أوكرانيا أو غيرها من بؤر التوتر العالمي بعيداً عن المفاوضات، ولن يتأتى إلا بالعودة للآليات السياسية والدبلوماسية مهما طال أمد الحرب، ومهما كانت النتائج، سيكون على جميع الأطراف المتقاتلة اللجوء إلى المفاوضات لوضع لبنات توزيع جديد للقوى". 

ولفت إلى أنه "كانت نتائج الحرب ستساهم في إعادة التوزيع تلك، إلا أنها لن تكون كفيلة بتغيير كل المشهد، فليس بوسع أي طرف أن يكون منتصراً ولا يمكن الحديث عن انتصارات في الحروب إلا إذا أصبح الحديث عن الضحايا والدمار كانتصارات أو هزائم، يمكن الحديث عن شراسة القتال، عن فداحة المتقاتلين، عن استهتار أولئك الذين قرروا مصير ملايين من البشر بكثير من الاستهتار والحماقة، يمكن الحديث عن نذالة وعبث ما حدث". 

واعتبر أنه "على العموم المدنيون/ ات وحدهم/ نّ في هذا العالم من بناة السلام المعنيين/ ات ببناء نظام سياسي عالمي مستقر، هذا ما يجب التنبه له لتجنب إعادة بناء ائتلافات من الولاءات وشرعنة ارتباطات خارجية أو عمل اتفاقيات شخصية ينفرط عقدها متى ما اختلت موازين القوى". 

أما جورج كدر، المقيم في إحدى دول أوروبا، فكتب على صفحته الشخصية: "لو أن الغرب تصدى للغزو الروسي في سورية ومنع تفككها، ما كان بوتين ليتجرأ على غزو أوكرانيا... أثر الفراشة دق أبواب أوروبا باجتياح روسي عنيف، بكل تأكيد أميركا وخطوط أوباما الحمراء الاستريتش والتي امتدت إلى أوروبا هي المستفيد من إضعاف كل الأطراف، فالذي سمح للروس بغزو سورية وتفرج على قرصنة جزيرة القرم، هو أميركا نفسها والعجز الأوروبي، علينا ألا ننسى أن من أعلن موعد الغزو الروسي لأوروبا اليوم هو بايدن وخطوطه الحمراء الاستريتش هي ذاتها الخطوط التي تعطي اللانجوري النسائي مرونته المذهلة". 

المساهمون