"آبل" تستعين بالذكاء الاصطناعي في منتجاتها الجديدة لتعويض تأخرها

10 يونيو 2024
مارة أمام متجر لشركة آبل في شيكاغو، 21 مارس 2024 (سكوت أولسون/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- آبل تخطط لإطلاق منتجات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي في مؤتمرها السنوي للمطورين، للحاق بمنافسيها مثل مايكروسوفت وغوغل.
- تعمل آبل على تطوير "سيري" بالتعاون مع "أوبن إيه آي"، لتحسين تجربة المستخدم في مجالات مثل تعديل الصور والبحث عبر سافاري.
- المؤتمر السنوي يعد الحدث الأهم لآبل منذ عقد، مع التركيز على الابتكار في الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات مثل انخفاض مبيعات آيفون والحاجة لمنتجات جديدة.

يتّسم هذا الأسبوع بأهمية لشركة آبل التي يُفترض أن تطرح خلال مؤتمرها السنوي للمطورين في كاليفورنيا، منتجات جديدة تستخدم فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي، محاولةً تعويض تأخيرها عن منافسيها الرئيسيين.

بعد مرور عام ونصف العام على إطلاق شركة أوبن إيه آي لبرنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي ChatGPT، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، عملت "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" و"ميتا" بجدٍّ لإدراج هذه التقنية في خدماتها، لكنّ "آبل" ظلّت متأخرة في هذا المجال.

مع العلم أنّ شركة التكنولوجيا العملاقة تعتمد منذ سنوات على الذكاء الاصطناعي في أجهزة "آيفون" و"آيباد" و"ماك"، إلّا أنّها لم تصدر أيّ إعلان مرتبط بهذه التقنية حتى اليوم.

وقال المحلل في شركة فوريستر ديبانجان تشاترجي: "كانت الشركة دائماً مهووسة بما تقدمه منتجاتها لزبائنها" لا "بمعجزات الرقمنة والتصغير"، مضيفاً: "لهذا السبب كانت آبل تكره الحديث عن التكنولوجيا الأساسية التي تعمل على تشغيل أجهزتها". لكن وسط الضجة التي أعقبت إطلاق ChatGPT بات "لصمت آبل وقع"، على حد تعبيره.

وبسبب ولع المستثمرين بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ضيّقوا الخناق على أسهم "آبل"، التي ارتفعت بنسبة 2,5% فقط منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع أسهم "مايكروسوفت" 13%، وأسهم "أمازون" 21%، وأسهم "ألفابت" (الشركة الأم لـ"غوغل") 25%.

ورأى المحلل في شركة ويدبوش سيكيوريتيز، دان آيفز، أنّ مؤتمر المطورين السنوي الذي سينعقد من الاثنين إلى الجمعة "يمثل الحدث الأهم لآبل منذ عقد، إذ يحمل في خلفيته ضغوطاً لتقديم حزمة من ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمطورين والمستهلكين". في حين توقع أنجيلو زينو من شركة سي أف آر إيه، على غرار كثيرين، أن تكشف الشركة النقاب عن نسخة جديدة هي الثامنة عشرة من نظام تشغيل هواتفها "آي او اس"، مدعومةً بالذكاء الاصطناعي.

تطوير "سيري"؟

ذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ "آبل" أقامت شراكة مع "أوبن إيه آي"، ستتيح لها استخدام النماذج اللغوية الخاصة بمُبتكرة ChatGPT، والتي تمثل قواعد بيانات عملاقة توفر إجابات عن أسئلة تُطرح باللغة الشائعة.

اعتبر أنجيلو زينو أن هذه الشراكة "يُفترض أن تجعل أداة المساعدة سيري أكثر ذكاءً، مع قدرة على الدردشة ودمج الذكاء الاصطناعي في كامل نظام آبل: تعديل الصور، والبحث في محرك البحث سافاري وتدوين الملاحظات ورسائل البريد الإلكتروني وحتى الرموز التعبيرية".

دخلت "سيري" في الخدمة قبل أكثر من 12 عاماً، وهي اليوم "أداة مساعدة غير مفيدة نوعاً ما"، على ما يرى ديبانجان تشاترجي، إذ تأخّرت نسختها الحالية عن الجيل الجديد من أدوات المساعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي Chat GPT 4.0 الذي طرحته "أوبن إيه آي" في منتصف مايو/ أيار. كذلك، أشار تشاترجي إلى أنّ الشراكة بين "آبل" و"أوبن إيه آي" "ستحدث العجائب نفسها لسيري الضعيفة".

ورأت كارولينا ميلانيسي من شركة كرييتف ستراتيجيز إلى أنّ هذه التحسينات والميزات الجديدة يُفترض أن تساعد في تعزيز رغبة الزبائن في منتجات "آبل". كما أكّدت أن "هدف آبل يتمثل في دفع الأشخاص إلى استبدال هواتف آي فون الخاصة بهم"، مضيفةً: "سنرى ما إذا كانت الشركة ستمنحهم الأسباب المقنعة للقيام بذلك".

ولفت المحلل في "إي ماركتر" غادخو سيفيّا إلى أن "آبل أمام لحظة حاسمة"، معتبراً أنّ التواصل في المؤتمر السنوي للمطورين هو "اختبار مهم" لقدرة المجموعة على تحقيق دخل من الذكاء الاصطناعي التوليدي كما فعلت "غوغل" و"مايكروسوفت".

"آبل" تسعى إلى نجاحات جديدة

وجاء هذا التحدي الجديد في وقت تحاول "آبل" إعادة صورتها الأسطورية بوصفها شركة معتادة على إطلاق منتجات وخدمات قادرة على تغيير عادات الاستهلاك، من أجهزة "ماك" إلى هواتف "آيفون" مروراً بمنتجات "آيبود".

وسبق أن حققت "آبل" أوّل تحوّل كبير في فبراير/ شباط الماضي من خلال طرح خوذة فيجن برو للواقع "المختلط" (الافتراضي والمعزز) . تشكل هذه الخوذة منتجاً متطوراً (سعره 3499 دولاراً أميركياً) يستهدف نسبة محدودة من جمهور الشركة التقليدي. بالإضافة إلى التقدّم الذي حقّقه منافسوها، أصبح هذا السعي لتحقيق نجاحات جديدة طارئاً لـ"آبل" بسبب انخفاض مبيعات "آيفون" بنسبة 10% على أساس سنوي في الربع الأول من العام 2024.

وأشارت شركة كاناليس إلى أنّ 16% من الهواتف الذكية التي ستُطرح هذا العام ستكون مجهزة بميزات ذكاء اصطناعي توليدي، وهي نسبة يُتوقَّع أن ترتفع إلى 54% سنة 2028.

(فرانس برس)

المساهمون