"هروب" نانسي عجرم: الموسيقى كعالم موازٍ

16 اغسطس 2021
حقق الألبوم نجاحاً في مصر ولبنان (يوتيوب)
+ الخط -

أطلقت نانسي عجرم قبل أسابيع ألبومها الجديد "نانسي 10"، وسط أجواء سوداوية يعيشها بلدها لبنان، والمنطقة العربية عموماً، في ظلّ استمرار تفشي فيروس كورونا، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في عدد من الدول.

للوهلة الأولى، قد يبدو أنّ المغنية اللبنانية منفصلة تماماً عن الواقع، وأن توقيت طرح الألبوم أساساً وصفة للفشل، فمن سيكترث بإصدار جديد في ظل هذه السوداوية التي تغطّي بيروت وعواصم عربية أخرى؟

لكن حالها كحال الموسيقى نفسها، اختارت عجرم أن تقدّم ألبومها كوصفة "للهروب"، وهو ما يظهر واضحاً في فيديو الإعلان الترويجي للألبوم، حيث تقول عجرم في نهايته: "فكّر بنوتة موسيقى بتحبها واعرف إنو بس الموسيقى فيها تخليك تهرب".

اختارت صاحبة "آه ونص" إذاً الموسيقى كعالم موازٍ للعالم المنهار الذي يعيش فيه قسم كبير من العرب واللبنانيين خصوصاً.

خطة الهروب هذه تضمّنت 14 أغنية، أكثر من نصفها باللهجة المصرية، وخمس باللهجة اللبنانية وأغنية واحدة تغازل فيها جمهور الخليج العربي. وقد عرف العمل طريقه إلى النجاح، رغم سيطرة الراب والمهرجانات على الساحة المصرية، وابتعاد اللبنانيين في ظل أوضاعهم الحالية عن متابعة آخر الإصدرات.

رغم تصوير أغلب أغاني الألبوم بشكل بسيط، إلا أن أغنية "سلامات" (كلمات شادي نور وألحان محمد يحيى وتوزيع هادي شرارة) التي صدرت على شكل كليب كامل، كانت سبباً مهماً لنجاح الألبوم. تعيد الأغنية عجرم إلى أجواء بدايتها، حيث الخفة والانطلاق والجنون الشبابي الذي ظهر بشكل واضح في قصة الكليب. وجاء توزيع الأغنية ليناسب أجواءها الشبابية.

شارك أيضاً شادي نور في كتابة كلمات أغنية "علشانك" مع الملحن الأهم على الساحة المصرية الآن بلال سرور، وتوزيع الموزع المخضرم هاني يعقوب. وجاءت الأغنية في قالب الـ"بوب" الجديد على الساحة. أغنية تمزج كلماتها بين المونولوغ الفكاهي والفلكلور، ويتضح ذلك في جملة "حبك سفاح... حبك مانغا وتفاح"، وأضاف يعقوب الأجواء الهندية على التوزيع باستخدام الوتريات، بالإضافة إلى الإيقاعات القوية المسيطرة على الأغنية.

ومع الملحن وليد سعد، أطلت عجرم بأغنية مصرية كاملة الأركان هي "ياما" التي تشبه الأعمال التي اشتهرت بها قبل عام 2010.

لكن الأغاني المصرية واجهت بعض الانتقادات، منها استخدام جمل موسيقية مكررة من أغانٍ قديمة، مثل لحن أغنية "جاية معاك" التي تشابهت مع جمل لحنية من أغنية "ما تيجي هنا وانا حبك" التي قدمتها قبل سنوات، علماً أن الأغنيتين من ألحان وليد سعد. كذلك انتُقد الموزع هاني يعقوب لتوزيعه أغنية "حبك بيقوي" بذات طريقة توزيعه لأغنية ناصيف زيتون "طلع النهار".

ببساطة، نجحت عجرم بتقديم أغاني بوب مصرية مختلفة عن السائد، وهو ما ساهم بنجاح الألبوم. لكن رغم ذلك بدت بعض الأغاني ضعيفة مثل أغنية "حاجات خصوصية" (كلمات أحمد شتا وألحان حمدي صديق وتوزيع محمد مصطفى) التي بدا توزيعها ضعيفاً ومتخبطاً، وهو ما انعكس على أداء عجرم.

أما لبنانياً، فكان باسم رزق هو المسيطر على توزيع أغاني الألبوم التي غنتها عجرم بلهجتها الأم، إذ قدّم 4 أغانٍ من أصل 5 باللهجة اللبنانية. ونجح بتفادي فخ التكرار، فنوّع بين الأجواء الموسيقية، واستخدم آلات النفخ مثل الساكسفون في أغنية "هيدا أنا" والإيقاعات المختلفة اللبنانية مثل الدبكة في "مية وخمسين". كذلك استطاع تقديم أغنية في قالب خليجي معاصر بشكل جميل ومناسب ومحبب حتى خارج المنطقة الخليجية في أغنية "يا ناس قولولي".

المساهمون