"لا أحد منّا ما زال على الحال نفسها التي كان عليها قبل وباء كوفيد 19"، من هنا انطلق اثنان من مدراء "مايكروسوفت" في تجربتهما على موظّفيّ الشركة لدراسة مدى سعادتهم وكيفية تأثير الجائحة عليهم، بحسب ما نشره موقع زد دي نت.
تسعى كلّ من رئيسة قسم تحليل الأشخاص داون كلينغهوفر ومديرة أنظمة استماع الموظفين وقياس الثقافة إليزابيث ماكيون في "مايكروسوفت" إلى اكتشاف شعور الموظفين حيال حياتهم في الشركة، وكذلك حيال حياتهم خارجها.
على العكس ممّا تلجأ إليه أخيراً العلامات التجارية والشركات، فإنّ "تفاعل" الموظّفين لم يكن أولويّة الباحثتين، بحسب "زد دي نت". إذ اعتقدتا بأنّ دراسة "تفاعل" الموظفين قد يخفي حقيقة أنّ بعضهم لا يقضون وقتاً جيّداً فعلاً".
قالت كلينغهوفر وماكيون في مقالة في "هارفرد بزنس ريفيو": "بالنسبة لنا كان هذا انعكاساً، لأنّنا لم نضع بعد معياراً عالياً بما يكفي لتجربة الموظف"، وأضافتا: "وقد حفزنا على القيام بعمل أفضل في قياس ما يهم (في تجربة الموظفين)".
قامت طريقتهما على جعل استبيان الموظفين أقصر، وهو الأمر الذي من المفترض أن يؤدي إلى تحسين "التفاعل" – ويجعل من الممكن محاولة اكتشاف ما إذا كان هناك تعريف للازدهار.
بالنتيجة، تبيّن للشركة أن الازدهار يكمن في أن يكون الموظّف "مُتنشّطاً ومُمكّناً من القيام بعمل هادف".
قام فريق باحثي "مايكروسوفت" باكتشاف بسيط حول أولئك الذين لم يكونوا سعداء حقاً: "تحدّث الموظفون الذين لم ينجحوا بتحقيق الازدهار عن البيروقراطية ونقص التعاون".
عملت كلينغهوفر مع ماكيون من دون أيّ عوائق أو حدود في سعيهما للبحث عن سر السعادة.
قامتا بفحص أولئك الذين تحدّثوا بشكل إيجابي عن الازدهار في العمل والتوازن بين العمل والحياة، وتوصّلتا إلى صورة مثيرة للاهتمام لكيفية الحصول على موظّف "مايكروسوفت" سعيد.
قالت الباحثتان: "من خلال دمج بيانات المشاعر مع التقويم غير المحدد والبيانات الوصفية للبريد الإلكتروني، وجدنا أنّ أولئك الذين لديهم أفضل ما في العاملين كانت لديهم خمس ساعات أقل من خلال أسبوع العمل، وخمس ساعات تعاون أقل مع الزملاء، وثلاث ساعات تركيز إضافية، وكذلك وجود 17 موظفاً أقل من غيرهم في شبكتهم الداخلية".
5 ساعات تعاون أقل؟ 17 موظفاً أقل في شبكتهم الداخلية؟ هل يشير هذا إلى أن شعار العمل الجماعي لا يعمل بشكل جيد؟ هل صار كلمة طنانة لجماعة هي بيروقراطية أكثر من كونها كائناً حيّاً منتجاً حقّاً؟
ترى الباحثتان أنّ التعاون ليس سيئاً في حد ذاته. ومع ذلك، تقولان: "من المهم أن تدرك كيف يمكن أن يؤثّر التعاون المكثّف على التوازن بين العمل والحياة، ويجب على المدراء والموظفين، على حدّ سواء، الاحتراس من كثافة التعاون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".