سمحت شركة "فيسبوك" بأن يطفح المحتوى المسروق والمعاد تدويره على موقعها، على الرغم من سياساتها في هذا الشأن، وفق ما لفت خبراء في مذكرات داخلية حصلت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال".
ووفقاً لبحث داخلي اطلعت عليه "وول ستريت جورنال"، فإن 40 في المائة من حركة الدخول إلى صفحات "فيسبوك"، في 2018، استحوذت عليها صفحات سرقت أو أعادت استخدام الجزء الأكبر من محتواها.
كتب الباحثون أيضاً أن "فيسبوك" كانت بطيئة في اتخاذ إجراءات صارمة ضد انتهاك حقوق النشر، خوفاً من تعريض نفسها للمسؤولية القانونية.
وفي أحد عروضه داخل "فيسبوك"، كتب الباحث جيف ألين: "ما الطريقة الأسهل لإنشاء صفحة كبيرة على (فيسبوك)؟ الخطوة الأولى: فتش عن صفحة موجودة أصلاً على الموقع ولها جمهورها. الخطوة الثانية: أزل/جمّع المحتوى الرائج في الصفحة. الخطوة الثالثة: أعد نشر معظم هذا المحتوى الرائج على صفحتك".
وأضاف حينها ألين الذي ترك "فيسبوك" أواخر عام 2019 أن صفحات "فيسبوك" التي تفتش عن رواج واسع كان عليها ببساطة طرح سؤال واحد بشأن المحتوى الذي تعيد نشره: هل انتشر على نطاق واسع سابقاً؟
لفتت بيانات أصدرتها الشركة هذا العام، حول البيانات الأكثر رواجاً، إلى أن نشر المحتوى غير الأصيل لا يزال وصفة النجاح على موقع "فيسبوك". وقال باحثو الشركة إن هذا التكتيك وسيلة فعالة لبناء جمهور كبير على "فيسبوك"، واستخدمته مجموعات أجنبية ومحلية تنشر محتوى مثيراً للانقسام معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما كشفته "وول ستريت جورنال" الثلاثاء جزء من تحقيقها الاستقصائي الذي بدأت بنشره منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، واستندت فيه إلى دراسات داخلية سربتها الموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هاوغين، وأظهرت أن مسؤولين تنفيذيين في الشبكة كانوا على دراية بأن مواقعها قد تؤذي بعض المستخدمين، ما عزز الدعوات في الولايات المتحدة وأوروبا إلى ضبط هذا القطاع.
وتوالى سيل التقارير التي تكشف عن دور "فيسبوك" في تعزيز خطاب الكراهية والانقسام في الولايات المتحدة والعالم، وأخطارها على المستخدمين صغار السن، وعجزها عن مواكبة سيل التعليقات المناهضة للقاحات المضادة لفيروس كورونا التي غزت منصاتها، وغيرها الكثير.