نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الثلاثاء، تحقيقاً جديداً ضمن سلسلة تحقيقات تحمل عنوان "ملفات فيسبوك"، متعمقة في جهود عملاقة التواصل الاجتماعي لاستهداف وتجنيد مستخدميها من الأطفال قبل بلوغهم سن المراهقة.
وكشفت الوثائق الداخلية التي حصلت عليها "وول ستريت جورنال" أن "فيسبوك" شكلت فريقاً خاصاً لدراسة الأطفال، والتفكير في الطرق التي يمكن عبرها تحقيق الدخل منهم. إحدى هذه الوثائق أشارت إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً على أنهم "جمهور قيّم، إنما غير مستغل". واقترحت وثيقة أخرى "الاستفادة من مواعيد اللعب" كوسيلة لدفع "نمو" شركة "فيسبوك".
وثيقة أخرى استشهدت بها الصحيفة، تعود لمارس/آذار الماضي، لحظت أن "فيسبوك" تصارع في سبيل "جذب المراهقين حول العالم"، وحذرت من تباطؤ وتيرة استقطاب هذه الفئة العمرية. وتتوقع "فيسبوك" انخفاض عدد مستخدميها من المراهقين بنسبة 45 في المائة إضافية بحلول عام 2023، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".
وأظهرت الوثائق أيضاً أن الشركة تخشى أن تخسر أمام المنافسين، وتحديداً تطبيقي "سناب شات" و"تيك توك" اللذين كانا يكتسبان شعبية بين المراهقين.
"فيسبوك" ردت في بيان نشرته على مدونتها، قالت فيه إن تقرير الصحيفة "ليس أكثر من محاولة لتكرار التقارير السابقة". وأضافت أن "الشركات، وسط بيئة تنافسية، تقوم بكل ما في وسعها للتقرب من الأجيال الشابة".
الإعلانات التي تستمد منها "فيسبوك" أرباحها تعتمد بالكامل، تقريباً، على التتبع الشامل للمستخدمين، لإنشاء ملفات تعريف سلوك شاملة، تستخدم في "الاستهداف الدقيق" للإعلانات وقياس مدى فعاليتها. وبينما يحظر القانون الفيدرالي الأميركي جمع البيانات الخاصة بالأطفال دون سن 13 عاماً، أمضت "فيسبوك" سنوات في البحث عن طريقة لإقناع الأطفال بتبني خدماتها بمجرد أن يبلغوا من العمر ما يكفي لتعقبهم.
وخلال الأسبوع الحالي، أعلنت "فيسبوك" تجميد العمل في مشروعها لإطلاق نسخة من "إنستغرام" مخصصة للأطفال دون سن الثالثة عشرة، بعدما كشفت "وول ستريت جورنال" أن الشركة كانت على علم بأن استخدام بعض المراهقات للتطبيق المذكور أصابهن بالقلق ومشكلات تتعلق بالصحة العقلية.
ومن المقرر أن تدلي شركة "فيسبوك" بشهادتها اليوم الخميس، في جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأميركي، حول تأثيرات خدماتها على الصحة العقلية لصغار السنّ.
وجلسة الاستماع تعقد أمام اللجنة الفرعية لـ"حماية المستهلك"، التابعة لـ"لجنة التجارة الفيدرالية". ودفع إلى إجرائها التحقيق الذي نشرته "وول ستريت جورنال" منتصف سبتمبر/أيلول، حول التأثير السلبي لـ"إنستغرام" على المراهقات وغيرهن.