"رمضان جانا"... شوق إلى ساعة الإذاعة

12 ابريل 2022
لا أحد سينسى صوت زوزو نبيل في مسلسل "ألف ليلة وليلة" (فيسبوك)
+ الخط -

ونحن في شهر رمضان، نتابع بكثير من الشغف شاشتنا الصغيرة، كما تعودنا دوماً وعلى مر السنين. فهو تقليد لا مناص منه، وأصبح أحد أهم الملامح الرئيسية في هذا الشهر.

ولكن ومع كل الأماني الطيبة والنوايا الحسنة في إيجاد مائدة رمضانية متنوعة من الأعمال الدرامية الفنية والبرامج المسلية، نجد أن خريطة التلفزيون في ما مضى، كانت تنطلق من تخطيط سليم لإرضاء كل الأذواق والتوجهات، وهذا ليس حنينًا إلى الماضي.

فعلى سبيل المثال، في ساعة الإفطار، أثناء تجمع العائلات على مائدة الطعام، كان الإرسال التلفزيوني يتوقف لمدة ساعة، لإتاحة الفرصة للإذاعة المصرية لعرض إنتاجها المتميز من دراما إذاعية وبرامج.

إذ كان جديراً بهذه الساعة السحرية، أن تقوم بتشكيل الوجدان الجمعي للمجتمع المصري، لما قدمته من محتوى إذاعي متنوع عبر محطاتها الإذاعية الخالدة، كإذاعات "البرنامج العام" و"صوت العرب" و"الشرق الأوسط" وما إلى ذلك من عناصر درامية، كانت تلهب خيال المستمع وتنطلق به إلى آفاق وعوالم خصبة.

فمن منا سينسى مسلسل "ألف ليلة وليلة"، للشاعر الكبير طاهر أبو فاشا، وصوت الكبيرة زوزو نبيل البديع! من منا سينسى مسلسلات فؤاد المهندس و"شويكار" للكاتب الساخر أحمد رجب وغيرها.

مع كثرة وازدحام المادة التلفزيونية في رمضان، تعرّضت الإذاعة إلى ضربة قاضية، وانفرد التلفزيون بالساحة وحيداً مغرداً

من منا ينسى الإذاعي الكبير المخرج محمد علوان، وتحفته الإذاعية "أنف وثلاث عيون" لإحسان عبد القدوس وعمر الشريف بعد أن انطلق إلى العالمية ومعه الصوت المميز رشا مدينة، ومسلسل "أرجوك لا تفهمني بسرعة" للكاتب محمود عوض وبطولة عبد الحليم حافظ ونجلاء فتحي وعادل إمام، وغيرها من أعمال كثيرة أثرت على الوجدان المصري، ومنحته متعة وفكراً؟

ولكن ومع الأسف، فقد سحب التلفزيون البساط من تحت أقدام الإذاعة بمنتهى البساطة.

ومع كثرة وازدحام المادة التلفزيونية في رمضان، تعرّضت الإذاعة إلى ضربة قاضية، وانفرد التلفزيون بالساحة وحيداً مغرداً. سادت حالة من التكرار. تكرارُ أفكار غير مقبول لكثير من البرامج، وزاد إنتاج المسلسلات إلى حد التخمة، فأصبحنا نتوسع كمّا على حساب النوع، بالطبع هناك أعمالٌ مضيئة ومهمة، ولكنها بالقياس شحيحة وقليلة.

ولهذا نأمل أن تعود مرة أخرى فترة توقف الإرسال التلفزيوني لمدة ساعة إلى طقوس رمضان، ليعود المواطن المصري مرة أخرى إلى أحضان الإذاعة التي هجرها.

نأمل أن يعود الزخم المخطط، حتى يكتمل الجمال ونعيش لحظات تمنحنا بهجة وشبابا.

المساهمون