أعلنت "بي بي سي"، أمس الاثنين، أنها تراجع سياساتها التحريرية وأساليب الحوكمة المتبعة فيها بعد انتقادات حادة طاولت اعتماد أحد صحافييها الخداع لانتزاع مقابلة مدوّية من الأميرة ديانا سنة 1995.
وكانت الهيئة الإعلامية البريطانية العامة قد تقدّمت باعتذار، الخميس الماضي، عقب نشر تقرير مستقل يندد بالأسلوب الذي اعتمده الصحافي مارتن بشير (58 عاماً) الذي استقال منتصف الشهر الجاري من "بي بي سي" لأسباب صحية.
وانتقد التقرير الذي أعده القاضي السابق في المحكمة العليا جون دايسن "بي بي سي" بشأن إدارتها القضية ومحاولتها طمسها.
وقال مجلس إدارة الهيئة في بيان "نظنّ أن بي بي سي منظمة مختلفة اليوم، مع حوكمة مختلفة وأكثر قوة، إضافة إلى تحسين في مساراتها"، لكن "لا يمكننا التكهن ببساطة أن أخطاء الماضي لن تتكرر اليوم، علينا فعل ما يلزم لعدم حصول ذلك". وأضافت "نظن أن من الصحيح إجراء مراجعة تفصيلية لفعالية السياسات التحريرية في بي بي سي وأساليب حوكمتها".
ويتولى هذه المراجعة مديرون غير تنفيذيين، على أن تُنشر النتائج في أيلول/سبتمبر.
وكان لهذه المقابلة مع الأميرة ديانا ضمن برنامج "بانوراما" سنة 1995 والتي جذبت 23 مليون مشاهد، وقع صاعق على العائلة الملكية البريطانية.
وأكدت الأميرة التي توفيت سنة 1997 في حادث سيارة في باريس خلال هرب سائقها من عدسات متصيدين لصور المشاهير كانوا يطاردونها، خلال المقابلة، وجود "ثلاثة أشخاص" في زواجها، في إشارة إلى العلاقة التي كان يقيمها زوجها آنذاك الأمير تشارلز مع كاميلا باركر بولز. وأقرّت الأميرة أيضاً بأنها تقيم علاقة مع رجل آخر.
وكان تشارلز سبنسر شقيق الأميرة ديانا قد أكد أن مارتن بشير عرض له كشوفاً لحسابات مصرفية، تبين أنها مزورة، تظهر أن أجهزة الأمن كانت تدفع لشخصين في مقابل التجسس على الأميرة. وهو ما قال إنه دفعه لتعريف الصحافي بالـ"ليدي دي".
ووضع نشر هذا التقرير "بي بي سي" تحت ضغوط قوية، في ظل سعي الحكومة إلى إجراء إصلاحات للمجموعة التي تتلقى تمويلاً عاماً.
(فرانس برس)