دبلوماسية الباندا تخفف من حدة التوترات بين واشنطن وبكين

16 أكتوبر 2024
شاحنة تحمل دببة باندا نحو حديقة واشنطن، 15 أكتوبر 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عادت "دبلوماسية الباندا" إلى واشنطن مع وصول باو لي وتشينغ باو، مما يعيد الحماس للزوار بعد وداع الباندا السابقين. يُنظر إلى هذا التبادل كرمز للجهود الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة.
- بدأت "دبلوماسية الباندا" في عام 1972 عندما أهدت الصين زوجًا من الباندا للرئيس نيكسون، مما ساهم في تحسين العلاقات خلال الحرب الباردة، وأصبح الباندا رمزًا للذكاء الدبلوماسي الصيني.
- استخدمت بكين الباندا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، مستهدفة الدول ذات النفوذ الجيوسياسي، وساهمت في تحسين صورتها الدولية بعد أحداث دموية واضطرابات.

عادت "دبلوماسية الباندا" إلى العاصمة الأميركية، حيث وصل اثنان من دببة الباندا، باو لي وتشينغ باو، إلى حديقة حيوان واشنطن يوم أمس الثلاثاء. وسافر زوج حيوان الباندا، اللذان يبلغان من العمر ثلاث سنوات، من مدينة تشنغدو الصينية على متن طائرة شحن خاصة من "فيديكس" تحمل اسم "باندا إكسبرس"، الذي هو أيضاً اسم سلسلة مطاعم صينية للوجبات السريعة في الولايات المتحدة.

وأعلنت السيدة الأولى الأميركية، جيل بايدن، رسمياً في مايو/ أيار عن هذه "اللحظة التاريخية" للعاصمة واشنطن. وأكدت أهمية هذا التبادل، الذي يُنظر إليه ليس فقط في إطار جهود الحفاظ على الأنواع ولكن أيضاً رمزا للجهود الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة. ففي العام الماضي، أرسلت حديقة حيوان واشنطن ثلاثة من حيوانات الباندا إلى الصين بعد انتهاء عقد إيجارها، ووجد زوار عدة وداعها صعباً. والآن من المتوقع أن يعيد باو لي وتشينغ باو إحياء الحماس لدى الزوار.

قصة "دبلوماسية الباندا"

عام 1972 أهدت الصين إلى دبيّ اثنين من الباندا إلى الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون خلال زيارته للبلاد، هدية رمزية للصداقة بين البلدين. ووُضع زوج الباندا في حديقة واشنطن الوطنية التي بات يتردد عليها مليون زائر على الأقل سنوياً لرؤية المخلوق النادر الذي لا يوجد إلّا في الصين. أذابت الهدية الرمزية الجليد بين البلدين في أثناء الحرب الباردة، واعتُبرت نموذجاً للذكاء الدبلوماسي الصيني.

ثم واصلت بكين تقديم الباندا للدول لتحقيق مكاسب سياسية، بينما سعت عواصم غربية عدة لاستضافة الباندا، نظراً إلى العائدات المادية الكبيرة التي يمكن تحقيقها من تهافت الزوار والسياح المحليين والأجانب لرؤيتها. لكن بكين لم تتجاوب إلا مع الدول المتقدمة ذات النفوذ الجيوسياسي، والقادرة أيضاً على تحمّل رسوم تأجيرها، التي تصل إلى مليون دولار سنوياً.

واستخدمت بكين لاحقاً دبلوماسية الباندا لتلميع صورتها بعد أحداث دموية واضطرابات عرقية وحتى التأثير في الانتخابات في تايوان عام 2005، حين أهدت بكين زوج باندا إلى الحديقة الوطنية في تايبيه، بهدف التأثير في أصوات الناخبين كي يمنعوا وصول رئيس مؤيد لاستقلال الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها.

وكان "العربي الجديد" قد نقل عن أستاذ التاريخ السابق في جامعة تايبيه الوطنية، شان وو ليانغ، أن "تقديم الباندا هدية إلى الولايات المتحدة شكّل أول اختراق ثقافي صيني للعالم الخارجي قبل بداية الانفتاح التجاري والسياسي. وساعد ذلك بكين في تقديم نفسها بصورة مغايرة خالفت تلك التقليدية التي ارتبطت حينها بالأنظمة الشمولية الصارمة والمغلقة".

(وكالة الأنباء الألمانية، العربي الجديد)

المساهمون