انطلق العام الجديد في جو من التفاؤل الدولي بسبب تراجع تأثير فيروس كورونا وبداية نهاية الوباء. وسط هذا التفاؤل، صدرت أغنية "الغزالة رايقة"، وهي الأغنية الرسميّة للفيلم المصري "من أجل زيكو". الفيلم من بطولة منة شلبي وكريم محمود عبد العزيز، وتأليف مصطفى حمدي وإخراج بيتر ميمي. حققت الأغنية نجاحًا ضخمًا مع أكثر من 85 مليون مشاهدة في شهر واحد.
نجاح الأغنية تجاوز نجاح الفيلم نفسه، رغم أنّ الفيلم حقق أرقامًا مقبولة على شباك التذاكر. لكن هذا بقي بعيدًا عن أغنيته التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في كلّ أنحاء الوطن العربي. "الغزالة رايقة" توّجت الصعود الصاروخي للممثل كريم محمود عبد العزيز، وتكريسه كواحد من نجوم الشاشة العربيَّة، خصوصًا بعد نجاح فيديوهاته على "تيك توك". استغلّ صناع "الغزالة رايقة" شهرة عبد العزيز على مواقع التواصل من خلال تقديم أغنية بصوته في "دويتو" مع الطفل محمد أسامة. يخطو كريم على خطى والده، النجم الراحل محمود عبد العزيز والذي قدّم أيضًا أغنيات كثيرة في أفلامه.
الأغنية هي ثمرة تعاون بين الكاتبة منة عدلي القيعي والملحن إيهاب عبد الواحد والموزع الموسيقي أحمد طارق يحيى. كلمات الأغنية بسيطة وسهلة وقصيرة، وكتبتها القيعي بصفتها واحدة من أنجح كاتبات المسلسلات على الساحة المصرية حاليًا. سبق للقيعي أن كتبت أغاني رسمية لفعاليات ومهرجات عدّة، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والأغنية الرسمية لبطولة العالم لكرة اليد التي أقيمت في مصر العام الماضي، وأغنية "دقي يا مزيكا" لرامي عياش، والتي كانت الأغنية الرسمية لمهرجان الجوبة قبل عامين.
لحن الأغنية وضعه بحرفية عالية إيهاب عبد الواحد، وصنع لحنًا مناسبًا تماماً لكلمات القيعي. أكمل الموزّع أحمد طارق يحيى صياغة العمل ليخرج بالشكل الذي خرج فيه. اللحن والتوزيع جاءا مناسبَيْن تماماً لكلمات الأغنية البسيطة والشعبية، مع إيقاعات رقص مدروسة ولازمة خفيفة ومتكررة. الأداء كان مميزًا أيضًا، إذا جاء الافتتاح بصوت الطفل محمد أسامة الذي لعب دورًا أساسيًا في انتشار الأغنية، خصوصًا أنه يغني من طبقة صوتية صعبة، لكنها كانت ضرورية من أجل تقديم العمل بشكله النهائي، أي الذي يدمج بين اللون المصري الشعبي ورسمية المهرجانات. كريم محمود عبد العزيز أدرك أيضًا هذا التحدي بصوته وأدائه، بل وحتّى بحركات جسده ورقصه في الفيديو كليب الخاص بالأغنية.
نجاح الأغنية الكبير لم يمرّ من دون نكسات. بعد أيام من صدور العمل، انتشرت أخبار بأنّ اللحن مسروق من عمل روسي صادر قبل أكثر من عامين للثنائي أليكس وروس. وبالفعل عند الاستماع إلى الأغنية الروسية، فإنّ التشابه واضح ولا يحمل أي لبس. "الغزالة رايقة" تمصير للأغنية الروسية. الملحّن إيهاب عبد الواحد عند ظهوره على شاشات التلفزيون من أجل أن يدافع عن نفسه، استخدم عبارات ساذجة زادت الطين بلة، مثل "سرقة الأغنية غير صحيح"، و"الأغنية الروسية تتشابه من بعيد مع (الغزالة رايقة)" و"من الممكن حدوث توارد خواطر خلال تلحين الأغاني، ولكن لا يوجد سرقة أو حتّى اقتباس"!